خلال التحضير لقمة محتملة بين الرئيسين الأميركي والصيني، طلب الصينيون أن يلتقي شي جين بينغ أولا مع قادة الأعمال في الولايات المتحدة في مأدبة عشاء قبل لقاء جو بايدن، بحسب ما كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وأشارت الصحيفة إلى أن البيت الأبيض رفض الاقتراح، الشهر الماضي، خاصة “مع وجود أجندة طويلة وسلسلة من نقاط الخلاف التي من المهم مناقشتها مع بايدن أولا”.
وأضافت أنه “وفقا لأشخاص مطلعين على الخطط، تراجعت بكين وأعادت جدولة العشاء إلى ما بعد قمة بايدن وشي التي من المقرر أن تعقد الأربعاء، في أول اجتماع مباشر لهما منذ عام”.
وترى الصحيفة أن من غير المتوقع أن يحل اجتماع الأربعاء مسار الخصومة الذي تسلكه واشنطن وبكين في سعيهما لإعادة تشكيل النظام العالمي، مشيرة إلى أن الطريق إلى القمة كان مليئا بالمشاحنات والإهانات الدبلوماسية.
وفي نفس الوقت، فإن لدى كل من بايدن وشي مصلحة في منع تنافس البلدين من التحول إلى صراع.
وتشير الصحيفة إلى أنه “يبدو من المرجح أن تحقق الإدارة الأميركية بعض الانتصارات الجوهرية في الاجتماع، حيث تقترب الحكومتان من استئناف الاتصالات بين جيشيهما، والتي أوقفتها بكين العام الماضي احتجاجا على إظهار الدعم الأميركي لتايوان”.
ومن المقرر أن يناقش الطرفان أيضا التعاون في إنهاء تهريب الفنتانيل، مع كون الصين مصدر المواد الكيميائية التي تستخدمها عصابات المخدرات المكسيكية لإنتاج المواد الأفيونية.
وفي المقابل، يبحث شي عن تطمينات بشأن تايوان، حيث تحث الصين الولايات المتحدة على كبح جماح الزعماء السياسيين في الجزيرة الديمقراطية الذين يقاومون هدف بكين المتمثل في التوحيد.
وقد تساعد القمة شي في تجنب مزيد من القيود الأميركية على نقل التكنولوجيا، وتعزيز ثقة المستثمرين الأجانب المتدهورة في الاقتصاد الصيني المتعثر المثقل بالديون.
وعلى نطاق أوسع، يتطلع شي إلى كسب الوقت لبناء قدرة الصين على الصمود اقتصاديا وعسكريا حتى تتمكن من تحقيق النصر في نهاية المطاف في منافسة القوى العظمى.
وكانت الإدارة الأميركية مستمرة في إطلاق الإجراءات التي لم تعجب بكين، حيث أصدرت أمرا بوقف الاستثمار الأميركي في التقنيات الرائدة في الصين وتشديد الرقابة على أشباه الموصلات.
وقال مسؤولون أميركيون إنه بقدر ما تريد الإدارة عقد قمة لمنع مخاطر الانزلاق إلى صراع بين أكبر قوتين في العالم، يحتاج القادة الصينيون إلى رؤية مثل هذه التحركات كجزء من المنافسة بين القوتين. وقال أحد المسؤولين: “يمكننا أن نتحدث ونتنافس. الحديث في مصلحتهم أيضا”.