قالت وزارتا الكهرباء والموارد الطبيعية في إقليم كردستان العراق، السبت، إنهما تعملان مع شركاء لاستئناف العمليات في حقل خور مور للغاز، بعد توقف الإنتاج بسبب هجوم بطائرة مسيرة أسفر عن سقوط قتلى.
وشهد هذا الموقع الذي يعد واحدا من أكبر حقول الغاز في العراق، عدة هجمات خلال السنوات الأخيرة، لم يعلن أي طرف مسؤوليته عنها، في حين كانت هذه هي المرة الأولى التي يسفر فيها هجوم عن سقوط قتلى.. فما مميزات هذا الحقل وكم تبلغ طاقته الإنتاجية؟ وما أهميته بالنسبة لإقليم كردستان وللعراق؟
حقل خور مور
يقع حقل خور مور على بعد 35 كيلومترا جنوب شرق محافظة كركوك، وتحديدا في قرية خور مور وهي واحدة من قرى ناحية قادر كرم، في قضاء جمجمال بمحافظة السليمانية، والتي تعد من المناطق الغنية بالموارد الطبيعية بإقليم كردستان العراق.
ويبلغ طول الحقل نحو 33 كيلومتر وعرضه 4 كيلومتر، بينما تصل مساحته الإجمالية نحو 135 كيلومتر مربع. ويصل حجم احتياطياته إلى 17 تريليون قدم مكعب.
وتستغل شركتا “دانة غاز” و”الهلال” الإماراتيتين الحقل منذ 17 عاما، بموجب اتفاقية حصرية مع حكومة إقليم كوردستان، حصلتا على إثرها على حقوق لتقييم وتطوير وإنتاج وتسويق وبيع البترول والغاز الطبيعي من حقلي خور مور وجمجمال في الإقليم.
مشروع غاز إقليم كردستان
وبموجب الاتفاقية المذكورة أطلقت الشركتان الإمارتيتان، ومقرهما إمارة الشارقة، مشروع “غاز إقليم كوردستان”، وتستفيد حكومة كردستان التي تسيطر عليه منذ عام 2003، بالمقابل على إمدادات غاز مستقرة لاستخدامها في تزويد محطات توليد الكهرباء في الإقليم.
ويتم ضخ الإنتاج من منشأة معالجة الغاز في خور مور عبر خط أنابيب يمتد على طول 180 كيلومترا لتزويده إلى محطات توليد الكهرباء في جمجمال وبازيان وأربيل التي تنتج حاليا أكثر من ألفي ميغاواط.
وبدأ إنتاج الغاز في هذه المرافق في أكتوبر 2008، وذلك في وقت قياسي لم يتجاوز 15 شهرا من بدء العمل على المشروع، وفقا لموقع “دانة غاز”.
وفي السنة الموالية، تشكّل ائتلاف شركات “بيرل بتروليوم”، الذي يضم دانة غاز ونفط الهلال بحصة 50 بالمئة لكل منهما، وكان أكبر مستثمر خاص في قطاع الغاز بالعراق.
وانخفضت هذه الحصة إلى 35 بالمئة، بعد انضمام شركتي “OMV” النمساوية و”MOL” المجرية، وهما من كبريات شركات الطاقة الأوروبية بحصولهما على نسبة 10 بالمئة من الشركة، قبل أن تنضم إليهما شركة “RWEST” الألمانية، التي استحوذت أيضا على حصة 10 بالمئة، عام 2015.
ومثّل مشروع “غاز كردستان” المرة الأولى التي تبدأ فيها شركة عالمية بإنتاج الغاز في إقليم كردستان العراق، وتستخدم كل كميات الغاز التي تنتجها الشركة في محطات توليد الكهرباء المحلية والتي توفر الكهرباء بأسعار معقولة في الإقليم، وفقا للموقع المذكور.
وإضافة إلى ذلك، تنتج منشأة الغاز في خور مور سوائل الغاز الطبيعي “المكثفات” والغاز البترولي المسال التي يتم بيعها إلى حكومة الإقليم والتجار المحليين تواليا.
الطاقة الإنتاجية
وبدأ تشغيل منشأة خور مور بطاقة إنتاج يومية قدرها 300 مليون قدم مكعب. وبعد سلسلة من التحسينات، شهد الإنتاج بهذه المنشأة قفزة بلغت بنسبة 50 بالمئة، إذ ارتفع من 305 ملايين قدم مكعب في 2018 ليصل في نهاية العام 2021 إلى 452 مليون قدم مكعب، قبل أن يصل إلى 500 مليون قدم مكعب في نهاية عام 2022.
بالإضافة إلى 15 ألف برميل من المكثفات وأكثر من ألف طن متري من الغاز البترولي المسال يوميا.
ويصل إجمالي إنتاج “بيرل بتروليوم” التراكمي من عام 2008 إلى يونيو 2019 أكثر من 275 مليون برميل مكافئ نفطي، بما في ذلك 1.119 مليار قدم مكعب من الغاز، و46.52 مليون برميل من المكثفات و1.81 مليون طن من غاز البترول المسال، بحسب معطيات لموقع “بيرل بتروليوم”.
الأهمية
وتسهم إمدادات الغاز المستمرة من الحقل نحو محطات توليد الكهرباء في أربيل وجمجمال وبازيان بتوفير الوقود لأكثر من 80 بالمئة من طاقة توليد الكهرباء في إقليم كردستان العراق.
كما أدت إلى تحقيق مستويات عالية من التوفير في تكلفة الوقود من خلال استبدال الديزل، مما انعكس بالكثير من الفوائد البيئية والاقتصادية على إقليم كردستان والعراق ككل، وفقا لموقع شركة “دانة غاز”.
وقد أتاح استخدام الغاز في توليد الطاقة الكهربائية عوضا عن وقود الديزل في تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدر 42 مليون طن، أي ما يعادل إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة الصادرة عن 9 ملايين سيارة ركاب لمدة عام واحد.
وينتج الحقل 4200 ميغاواط من الكهرباء يوميا، منها 2800 ميغاواط ترسل إلى إقليم كوردستان والباقي إلى محافظتي كركوك والموصل، بحسب موقع “كردستان 24” المحلي.
وأكّد المتحدث باسم حكومة إقليم كوردستان، بيشوا هوراماني، أن الهجوم الأخير على حقل خور مور تسبب بانخفاض إنتاج الكهرباء بمقدار 2500 ميغاوات.
وقال هوراماني في تصريح لموقع “كوردستان 24″، إن الكمية المتوفرة حالياً لدى الشبكة الوطنية للكهرباء هي 1.260 ميغا واط فقط، ستوزّع على أقسام شركات الكهرباء.
وأضاف: تحاول الفرق المتخصصة في وزارتي الكهرباء والثروات الطبيعية زيادة إنتاج الغاز في أسرع وقتٍ ممكن، لإعادة التيار الكهربائي اللازم للشبكة الوطنية وعدم استمرار النقص في كمية الكهرباء.
وفي أعقاب هجوم سابق على الحقل ذاته، قال شاكر واجد شاكر، رئيس فرع شركة دانة غاز في العراق وإقليم كردستان، إن المشروع “يرتبط بشكل مباشر بحياة الناس. وعندما توقف حقل خور مور [إنتاج الغاز]، لم يتمكن إقليم كردستان من توفير سوى ساعة واحدة من الكهرباء للمواطنين”.
وأكد في تصريحات لموقع “روداو” المحلي، أن “الهجمات الميدانية تؤثر بشكل مباشر على حياة 6.5 مليون مواطن في إقليم كردستان”.