سلط تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، الضوء على القيود التي يواجهها الكثير من الفلسطينيين من أجل الوصول إلى المسجد الأقصى، خصوصا مع بداية شهر رمضان المقدس لدى المسلمين.
ويخشى الكثيرون من قيود إضافية قد تفرضها إسرائيل على دخول المسجد الأقصى وباحته، وهو الموقع الذي يصل عدد زواره تقريبا إلى 200 ألف شخص يوميًا.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن دخول الأفراد إلى المسجد الأقصى “يتم بعد تدقيق أمني مشدد بسبب الواقع الحالي، ولمنع أي اضطرابات”، لكن بحسب الصحيفة، لم توضح الشرطة ما إذا كان سيتم منع بعض المصلين وخصوصا الشباب، من دخول المسجد أيام الجمعة.
وأوضح الفتى المقدسي، يوسف صديق (13 عاما)، أن الشرطة الإسرائيلية تمنعه من دخول مجمع المسجد الأقصى أغلب أيام الجمعة.
وانتشرت مقاطع فيديو، الأحد، تشير إلى منع الكثير من الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى، بعدما حاولوا الوصول إليه للصلاة في أول ليلة من شهر رمضان.
وحذر وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الإثنين، خلال مؤتمر صحفي، من أن تحرك إسرائيل “لتقييد وصول المصلين إلى المسجد الأقصى يدفع نحو وضع متفجر”.
ونقلت نيويورك تايمز عن مدير العلاقات العامة والإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، محمد الأشهب، أنه “لم يتم السماح إلا للمسلمين الذين تتجاوز أعمارهم 60 سنة بالدخول خلال الأسابيع الأولى من الحرب”.
وأضاف أن عدد الحضور في صلاة الجمعة حينها وصل إلى ألف شخص تقريبا، بدلا من 50 ألف مصل. ولفت إلى أنه على الرغم من تحسن الوضع منذ ذلك الوقت، فإن “العديد من المسلمين يتم منعهم حتى الآن”.
ويخشى الفلسطينيون على مستقبل المسجد وباحته، في ظل حكومة هي الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، بحسب نيويورك تايمز.
ويمر الفلسطينيون كل يوم جمعة، بثلاث مراحل من الحواجز للشرطة الإسرائيلية، حيث يتم فحص الهويات تفتيش الحقائب، ويتم منع أشخاص من المرور، وفق الصحيفة.
وردا على اتهامات المنع، نشر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، أوفير غندلمان، الأحد، مقطع فيديو لما قال إنها “صلاة المغرب في الحرم الشريف، وخلافا للتقارير الكاذبة التي تم ترويجها في وسائل الإعلام العربية.. تم السماح لجميع المصلين من جميع الأعمار بالدخول إلى باحات الحرم والمسجد الأقصى وأداء الصلاة”.
وفي تقرير نيويورك تايمز، قال عبد العزيز سبيتان (30 عاما)، إنه تم إبعاده لدى محاولته الدخول من باب الأسباط، أحد المداخل السبعة للمنطقة، وأشار إلى أن “عددا من أصدقائه منعوا من الدخول حينما حاولوا ذلك عبر بوابات أخرى”.
وكان المواطن المقدسي يحضر بشكل مستمر صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، لكن لم يتمكن من الوصول لأداء الصلاة ولو لمرة واحدة منذ السابع من أكتوبر، وفق الصحيفة. وتابع: “إنه بيت الله وبيت أجدادنا. كمسلمين، هذا الأمر مهم”.
وعلى مدار الأسابيع الماضية، كان من يتم منعهم من الصلاة داخل المسجد الأقصى يتجمعون في الشوارع ويؤدون الصلاة، لكن بدا الأمر أكثر صعوبة، الجمعة، حينما أبعدتهم الشرطة الإسرائيلية إلى خارج أسوار البلدة القديمة بالقدس.
وطالما كان المسجد الأقصى ومحيطه، منطقة توتر خلال شهر رمضان، ففي عام 2021، تسببت اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين، في تصعيد لمدة أسبوعين مع حماس في قطاع غزة. وحينما داهمت الشرطة في الربيع الماضي المنطقة لإخلاء متظاهرين حبسوا أنفسهم داخل المسجد، اندلعت جولة قتال أخرى مع حماس.
رمضان يحل على المسجد الأقصى في أجواء من “الخوف وعدم اليقين”
قبل ساعات من شهر رمضان المقدس عند المسلمين، يستعد الفلسطينيون والإسرائيليون كل على طريقته فيما يتعلق بترتيبات المسجد الأقصى في القدس، والاستعدادات لهذا الشهر في ظل “خوف وعدم يقين” مما قد يحدث.
وعلى النقيض من الأعوام السابقة، لم يتم وضع الزخارف المعتادة حول البلدة القديمة، وسادت نبرة كئيبة مماثلة في بلدات في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، حيث قتل نحو 400 فلسطيني في اشتباكات مع قوات الأمن أو المستوطنين اليهود منذ بداية حرب غزة.
من جانبها، تقول إسرائيل إن العمليات العسكرية التي تقوم بها في الضفة الغربية، تهدف إلى “القبض على مطلوبين بجرائم إرهابية”.
وقال عمار سدر، أحد وجهاء البلدة القديمة في حديث لوكالة رويترز: “لقد قررنا هذا العام عدم تزيين البلدة القديمة بالقدس احتراما لدماء أطفالنا وشيوخنا”.
وأفاد بيان في الخامس من مارس الجاري، لمكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلية، أن الحكومة “تعتزم السماح للمصلين بدخول الحرم القدسي في الأسبوع الأول من رمضان، كما في السنوات السابقة”.
وقال مكتب نتانياهو في بيان نقلته فرانس برس: “خلال الأسبوع الأول من رمضان، سيسمح للمصلين بدخول جبل الهيكل (الحرم القدسي) بأعداد مماثلة لتلك المسموح بها في السنوات الماضية.. سيحصل تقييم للوضع على صعيدي الأمن والسلامة” أسبوعا بأسبوع.