كشف تقرير لصحيفة “غارديان” البريطانية، أن شركة صينية مملوكة للدولة، “سعت إلى استغلال” شراكة مع إحدى الجامعات الرائدة في المملكة المتحدة، “من أجل الوصول إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي واستخدامها المحتمل في قواعد عسكرية”.
وأضاف التقرير أن رسائل بريد إلكتروني اطلعت عليها الصحيفة، كشفت أن معهد جيانغسو الصيني لأبحاث الأتمتة، “ناقش استخدام برامج طورها علماء في جامعة (إمبريال كوليدج) في لندن لأغراض عسكرية”.
وشاركت المؤسسة الصينية، التي تصمم المسيّرات لبكين، هذا الهدف مع اثنين من موظفي “إمبريال” قبل توقيع صفقة بقيمة 3 ملايين جنيه إسترليني (3.8 مليون دولار) مع الجامعة في 2019.
وأشارت “غارديان” إلى أن وزراء بريطانيين “كثفوا خلال العام الماضي تحذيراتهم بشأن المخاطر الأمنية المحتملة التي يشكلها التعاون الأكاديمي مع الصين”.
وأبلغت وكالة الاستخبارات الأمنية المعنية بالأمن القومي في المملكة المتحدة، نواب رؤساء الجامعات، في أبريل الماضي، أن “الدول المعادية تستهدف الأبحاث الحساسة التي يمكنها خدمة أولوياتها الاستبدادية والعسكرية والتجارية”.
وحصلت الصحيفة على رسائل البريد الإلكتروني من خلال طلب، وفق حق حرية تداول المعلومات. وفي أحد الرسائل بلغة الماندرين، من مدير أبحاث معهد ” جيانغسو” إلى أستاذ في جامعة إمبريال كوليدج (تم حجب اسمه)، وموظف آخر في الجامعة، بتاريخ نوفمبر 2018، جاء أن أحد أهداف المعهد الرئيسية هو “اختبار ما إذا كان من الممكن استخدام البرامج التي طورتها الجامعة لتشكيل منتج أكثر قوة”.
وقال سام دانينغ، مدير منظمة الشفافية البريطانية الصينية، التي حصلت على رسائل البريد الإلكتروني: “نقدم دليلا على محاولة ربط خبرات وموارد إمبريال كوليدج في لندن، ببرامج أبحاث متعلقة بالطائرات بدون طيار القتالية العسكرية الصينية”.
وتلقت إمبريال أكثر من 18 مليون جنيه إسترليني (حوالي 22.8 مليون دولار) من تمويل المعاهد والشركات المرتبطة بالجيش الصيني بين عامي 2017 و2022، لكنها اضطرت منذ ذلك الحين إلى وقف العديد من المشاريع المشتركة، مع تشديد سياسات الحكومة المتعلقة بالتعاون العلمي.
ونقلت غارديان عن متحدث باسم “إمبريال كوليدج” قوله، إن الجامعة “تتحمل مسؤولياتها المتعلقة بالأمن القومي وبشكل جدي، ونراجع سياساتنا بانتظام بما يتماشى مع التوجيهات والتشريعات الحكومية، ونعمل بشكل وثيق مع الإدارات الحكومية المختصة”.
وتابع: “أبحاث إمبريال متاحة للجميع ويتم نشرها بشكل روتيني في المجلات الدولية الرائدة، ولا نجري أي بحث سري في حرمنا الجامعي”.