أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة “الانهيار التام” للمنظومة الصحية في كل مستشفيات القطاع، بينما طالبت منظمة الصحة العالمية ووكالة الأونروا بسرعة إيصال الوقود والمستلزمات الطبية إلى غزة.
وقال وكيل وزارة الصحة الفلسطينية بغزة الدكتور يوسف أبو الريش إن المنظومة الصحية في القطاع وصلت إلى مرحلة الانهيار الشامل رغم فتح المستشفيات أبوابها.
وأضاف في مقابلة مع الجزيرة أن جزءا كبيرا من الأدوية والمستلزمات الطبية قد نفدت، كما أغلقت الطاقة السريرية للمستشفيات.
من جانبه، قال المدير العام للمستشفيات في قطاع غزة الدكتور محمد زقوت، إن 8 مستشفيات توقفت عن العمل منذ بدء الحرب.
وأضاف زقوت، في مقابلة مع الجزيرة، أن إجراءات الاحتلال العقابية تهدد بقطع الخدمة عن بعض المستشفيات الكبرى، مشددا على أن عدم وصول الوقود إليها ينذر بكارثة كبرى.
ولليوم الـ18 يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف قطاع غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها وأسقطت آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين الفلسطينيين.
انقطاع الكهرباء
ومع التراجع التدريجي في كميات الوقود التي تشغل مولدات المستشفيات، أعلن الطاقم الطبي في المستشفى الإندونيسي عن انقطاع الكهرباء عن المستشفى الواقع في منطقة بيت لاهيا (شمال)؛ قبل عودته مجددا وهو ما يهدد بخروجه من الخدمة في أي وقت.
وأظهرت صور مشاهد الظلام الدامس بالتزامن مع وصول عشرات الجرحى إلى المستشفى في الفترة التي شهدت انقطاعا للكهرباء.
ودعت شركة توزيع الكهرباء في قطاع غزة كل الأطراف إلى العمل الحثيث والعاجل لتشغيل سريع ومستمر للمصادر الكهربائية بالقطاع.
وقالت الشركة، في بيان، إن عدم توفر الكهرباء يهدد بشكل مباشر بتوقف كل القطاعات الحيوية عن العمل مما سيزيد من معاناة الناس ويعرض حياة الكثيرين للخطر ولا سيما الجرحى والمرضى والنازحين.
تحذيرات أممية
وفي سياق متصل، قالت منظمة الصحة العالمية اليوم الثلاثاء إنها لا تزال غير قادرة على توزيع الوقود أو الإمدادات الصحية الأساسية المنقذة للحياة على المستشفيات الكبرى في شمال غزة بسبب نقص الضمانات الأمنية.
ودعت المنظمة إلى “وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية حتى يتسنى إيصال الإمدادات الصحية والوقود بأمان إلى جميع أنحاء قطاع غزة”.
من جهتها، حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا من أنه في حال عدم دخول الوقود اللازم إلى القطاع فإن عملية توصيل المساعدات وتحلية المياه وتشغيل المستشفيات ستتوقف يوم غد الأربعاء.
وقالت تمارا الرفاعي المتحدثة باسم الوكالة إن “الوقود أمر ملح للغاية لأنه دون الوقود لن تتمكن الشاحنات نفسها من التحرك”.
وتابعت “دون الوقود، لا تستطيع المولدات توليد الكهرباء للمستشفيات والمخابز ومحطة تحلية المياه”.
ووجهت منظمات الأمم المتحدة نداءات يائسة بشكل متزايد منذ أن فرضت إسرائيل حصارا كاملا على القطاع الساحلي وبدأت منذ 18 يوما حملة عنيفة لقصف وتدمير الأحياء السكنية، مما أدى إلى استشهاد 5800 فلسطيني، جلهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 15 ألف مصاب.
وبدأت شاحنات المساعدات في التحرك إلى غزة من مصر يوم السبت بعد جهود دبلوماسية مكثفة، لكن الوكالات تقول إنها غير كافية على الإطلاق. ويعاني نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة من انعدام المأوى، وأصيب الكثيرون، كما أن هناك نقصا في الغذاء والمياه النظيفة.
وقال المتحدث باسم مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، جيريمي لورانس، إن “المساعدات التي استؤنفت من مصر في مطلع الأسبوع هي مجرد قطرة في محيط مما هو مطلوب”.
كما قال نائب رئيس قسم الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي، بريان لاندر، إن دعم سكان غزة كان يتطلب نحو 465 شاحنة من المساعدات الإنسانية يوميا قبل اندلاع الصراع.