استُشهد فلسطيني متأثرا بجراحه إثر إصابته برصاص قوات الاحتلال في مدينة أريحا، صباح اليوم الثلاثاء، بالتزامن مع اقتحامات واسعة ينفذها الاحتلال في مدن الضفة الغربية، شملت نابلس وطولكرم ورام الله وقلقيلية وجنين.
وأعلنت مصادر فلسطينية استشهاد الشاب محمد جلايطة (20 عاما) متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام حي العرب وسط مدينة أريحا.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن مدينة أريحا أعلنت الإضراب الشامل حدادا على روح الشهيد جلايطة.
واقتحمت قوات الاحتلال بعد منتصف الليلة أريحا، وأطلقت الرصاص الحي والقنابل الصوتية تجاه المواطنين في حارة العرب وسط مدينة أريحا، تزامنا مع اقتحام أحد منازل المواطنين، أصيب خلالها الشاب جلايطة بالرصاص الحي، ليعلَن استشهاده لاحقا.
واقتحمت قوات الاحتلال مدينة أريحا، وأطلقت الرصاص والقنابل الصوتية في حارة العرب، مما أسفر عن إصابة الشاب جلايطة بالرصاص الحي، قبل أن يُعلَن عن استشهاده لاحقا.
وذكرت مصادر فلسطينية أن جثمان الشهيد سيشيع ظهر اليوم، انطلاقا من منزل عائلته في شارع قصر هشام وسط أريحا، إلى المسجد القديم، قبل مواراته الثرى.
إصابات واقتحامات
وفي نابلس، أسفر الاقتحام المستمر عن إصابة 4 فلسطينيين بالرصاص الحي والمطاطي، إضافة إلى 15 آخرين بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت، فجر اليوم الثلاثاء، شابين من مخيم عسكر القديم شرق المدينة شمالي الضفة الغربية.
وأفادت مصادر فلسطينية بأن قوات إسرائيلية خاصة اقتحمت مخيم عسكر القديم، واعتقلت الشابين، كما دفع الاحتلال بتعزيزات إضافية مع انتشار واسع في شوارع المدينة.
وتمركزت قوة راجلة في شارع حطين، ودهمت محال تجارية وسط إطلاق النار على الشبان.
وأفاد الهلال الأحمر بإصابة فلسطيني بالرصاص وآخر جراء السقوط من مرتفع في أثناء الاقتحام.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شابين خلال اقتحامها بلدة بيت أمر شمال الخليل جنوبي الضفة الغربية.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال اقتحمت بشكل متزامن مدن جنين والبيرة والخليل وطوباس وطولكرم، ودهمت شركات صرافة فيها، واستولت على مبالغ مالية.
وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة عرابة (جنوب جنين) بعدد كبير من الآليات.
ويستمر اقتحام قوات الاحتلال لمدنية جنين ومداهمة مجمعات تجارية ومحلات للصرافة فيها.
تشديد عسكري
في غضون ذلك، شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاتها العسكرية في المنطقة الغربية من محافظة سلفيت.
وأفادت مصادر محلية لـ”وفا” بأن قوات الاحتلال نصبت حاجزا عسكريا على المدخل الرئيسي لبلدة الزاوية غرب سلفيت، مما أدى إلى عرقلة حركة المواطنين ومركباتهم، في حين شهدت بلدة بديا انتشارا مكثفا لجنود الاحتلال على الطريق الواصل مع بلدة سنيريا.
كما أغلقت قوات الاحتلال البوابة الحديدية المقامة بالقرب من مدخل بلدة قراوة بني حسان، والمؤدية إلى قرى وبلدات غرب المحافظة.
ويواصل الاحتلال إغلاق مدخل مدينة سلفيت الشمالي، ومدخل بلدة بروقين، لليوم الـ14 على التوالي.
يشار إلى أن مدينة سلفيت تشهد في الأسابيع الأخيرة تصعيدا ملحوظا في الإجراءات الاحتلالية، بالتزامن مع اعتداءات متواصلة من قبل المستوطنين، لا سيما في بلدات بروقين وكفر الديك.
كذلك شددت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية على حاجز الحمرا العسكري بالأغوار الشمالية.
وأفادت مصادر محلية بأن الاحتلال شدد إجراءاته العسكرية على الحاجز، وأعاق مرور المركبات، مما خلق طابورا على طول عشرات الأمتار، خاصة المركبات المتوجهة إلى الأغوار.
والحاجز المقام على مفترق طرق يقود إلى الأغوار الفلسطينية، يشهد منذ أكثر من عامين تشديدات عسكرية، وإغلاقات متكررة أمام حركة المواطنين.

اعتداءات المستوطنين
في الأثناء، أحرق مستوطنون أراضي زراعية فلسطينية بين قريتي المغير وأبو فلاح شمال شرق رام الله.
وأفادت مصادر محلية بأن مجموعة من المستوطنين أشعلوا النيران في أراضي الفلسطينيين بين القريتين.
وأحرق مستوطنون، خلال الأيام الماضية، أراضي زراعية قرب قريتي كفر مالك والمغير وأبو فلاح، بينها أكثر من 200 متر في سهل “مرج سيع”، وذلك بحماية من قوات الاحتلال.
ويهاجم المستوطنون منطقة السهل باستمرار، ويحرقون ويخربون أراضي المواطنين وممتلكاتهم، واعتداءاتهم في تصاعد مستمر، خاصة بعد إقامتهم بؤرة استعمارية في المنطقة مؤخرا.
كما نصب مستوطن خيمة قرب مفترق عيون الحرامية شمال رام الله.
وأفادت مصادر محلية بأن المستوطن استولى على أرض مشجرة بالزيتون، وقام بإحضار عشرات المواشي ورعيها في المنطقة، ونصب علم الاحتلال على سلسلة حجرية في المكان.
وفي بلدة حارس شمال غرب سلفيت، هاجم مستوطنون البلدة وأشعلوا النيران في أراض زراعية، مما أدى لاحتراق عشرات أشجار الزيتون. وتدخل أهالي البلدة لإخماد النيران ومنعها من الوصول إلى منازل السكان.
ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (حكومية)، نفذ المستوطنون 341 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة، خلال أبريل/نيسان الماضي.
وكثف الاحتلال مؤخرا عدوانه على الضفة الغربية، عبر الهدم والتهجير وتوسيع المستوطنات، والاقتحامات اليومية.

ووفق تقارير فلسطينية، فإن عدد المستوطنين في الضفة بلغ بنهاية 2024 نحو 770 ألفا، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية.
ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 960 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 16 ألفا و400، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 176 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.