طالب سياسيون في حزب العمال البريطاني المعارض رئيس الوزراء المحافظ ريشي سوناك بالدعوة لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، بدلا من إجرائها في موعدها المقرر في النصف الثاني من العام الجاري.
وقال مرشح حزب العمال كريس ويب -الفائز بفارق كبير في انتخابات تشريعية فرعية أعلنت اليوم الجمعة- إن المواطنين البريطانيين “لم يعودوا يثقون في حزب المحافظين”، وخاطب سوناك قائلا “افعل الشيء اللائق، اعترف بأنك فشلت وادع لانتخابات عامة”، وفق تعبيره.
وتأتي دعوة حزب العمال لتعجيل الانتخابات التشريعية بعد فوزه بمقعد في مجلس العموم في شمال إنجلترا اليوم الجمعة، مlا ألحق خسارة فادحة بحزب المحافظين الحاكم في بداية ما يبدو أنها جولة انتخابية مؤلمة النتائج لرئيس الوزراء سوناك وفق مراقبين.
وفاز حزب العمال في دائرة بلاكبول الجنوبية، شمال شرق إنجلترا، قبل أشهر قليلة من موعد الانتخابات التشريعية التي ستجرى في كافة أنحاء البلاد.
وكان مقعد بلاكبول ساوث هو الوحيد في مجلس العموم المتاح للتصويت بعد استقالة شاغل المنصب، النائب المحافظ سكوت بنتون، الذي كان انتخب في عام 2019 كمرشح عن حزب المحافظين، واستقال مؤخرا بسبب فضيحة تتعلق بممارسة ضغوط.
وقد حصد ويب 58.9% من أصوات الناخبين في عملية التصويت التي جرت أمس الخميس.
انتصار مزلزل
وأشاد زعيم حزب العمال كير ستارمر بالنتيجة ووصفها بأنها انتصار مزلزل على خصومه.
وحدد الفوز الساحق لويب وتيرة يومين مرتقبين ستعلن خلالهما نتائج الانتخابات المحلية قبل الانتخابات العامة هذا العام، والتي تظهر استطلاعات الرأي أنها قد توصل زعيم حزب العمال كير ستارمر إلى السلطة وتنهي عهد حكومة المحافظين المستمر منذ 14 عاما.
ويرى مراقبون أن فوز حزب العمال في بلاكبول يشي بضعف موقف حزب المحافظين الذي يشهد انقسامات ويكافح للوفاء ببعض الوعود التي قطعها على نفسه قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الهجرة والنمو الاقتصادي، وسط انهيار للخدمات العامة في البلاد.
وتتوقع استطلاعات الرأي أن يمنى المحافظون بهزيمة كبرى في الانتخابات التشريعية المقبلة.
انتخابات محلية
وشهدت المملكة المتحدة أمس الخميس انتخابات محلية لاختيار مرشحين لأكثر من 2000 مقعد للسلطات المحلية في جميع أنحاء إنجلترا ورؤساء بلديات عدة مدن منها العاصمة لندن.
وفي لندن، يسعى رئيس البلدية التابع لحزب العمال صادق خان للفوز بولاية ثالثة، وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه المرشح الأوفر حظا في مواجهة المرشحة المحافظة سوزان هول.
وثمة ترقب كبير للنتائج في وست ميدلاندز وتيز فالي (وسط وشمال شرق إنجلترا)، حيث قد تكون لمصير العضوين المنتخبين المحافظين المنتهية ولايتهما آندي ستريت وبن هوشن، تداعيات كبيرة على رئيس الوزراء ريشي سوناك.
ومن المتوقع أن تكون النتائج التي ستصدر تباعا يومي الجمعة والسبت متقاربة، ومن المرجح بحسب مراقبين أن تشير إلى مدى قدرة سوناك على تصحيح أوضاعه قبل الانتخابات التشريعية.
وتؤكد وسائل إعلام بريطانية أن خصوم سوناك داخل معسكره يتحركون ويفكرون في محاولة استبداله في الفترة الفاصلة مع موعد الانتخابات التشريعية في حال هزيمة حزبه في الانتخابات المحلية.
يذكر أن استطلاعي رأي أجريا في يناير/كانون الثاني ومارس/آذار الماضيين قد أشارا إلى أنi من المتوقع أن يواجه حزب المحافظين البريطاني أسوأ نتيجة له في الانتخابات كهزيمة عام 1997، حيث يحصل حزب العمال على أكثر من 70% من المقاعد في الانتخابات العامة المقبلة.