نفّذت إيران أول هجوم مباشر لها على إسرائيل، السبت، بعد استهداف مبنى قنصليتها في دمشق، في الأول من أبريل، الذي اتهمت إسرائيل بالمسؤولية عنه.
ويأتي التطور الأخير بعد عقود من الزمن، خاضت فيها إسرائيل وإيران “حرب ظل” في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث تبادلتا الهجمات البرية والبحرية والجوية وفي الفضاء الإلكتروني.
ويمثل الهجوم بالمسيرات والصواريخ، الذي أطلقته إيران على إسرائيل، السبت “نقطة تحول” في الصراع، وفق تعبير صحيفة نيويورك تايمز.
فيما يلي أبرز الهجمات المتبادلة بين الطرفين بحسب الصحيفة الأميركية:
أغسطس 2019
في هذا الشهر، قتلت غارة جوية إسرائيلية اثنين من المسلحين الذين تلقوا تدريبا إيرانيا في سوريا، ونفذت مسيرة ضربة بالقرب من مكتب لحزب الله في لبنان، وأدت غارة جوية في القائم بالعراق إلى مقتل قائد ميليشيا عراقية مدعومة من إيران، وفق تقارير.
وجاء ذلك بعد أن اتهمت إسرائيل إيران في ذلك الوقت بمحاولة إنشاء خط بري لإمدادات الأسلحة عبر العراق وشمال سوريا إلى لبنان.
وبحسب ما نقلته نيويورك تايمز عن محللين، فإن الضربات كانت تهدف إلى إيقاف خط إمداد الأسلحة وإرسال رسالة مفادها أن إسرائيل لن تتسامح مع وجود أسطول من الصواريخ على حدودها.
يناير 2020
استقبلت إسرائيل بارتياح اغتيال الجنرال الإيراني، قاسم سليماني، قائد “فيلق القدس”، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، في غارة أميركية بطائرة بدون طيار في بغداد.
وردت إيران بمهاجمة قاعدتين في العراق تؤوي القوات الأميركية بوابل من الصواريخ، ما أدى إلى إصابة حوالي 100 عسكري أميركي.
يوليو 2021
تعرضت ناقلة نفط تديرها شركة شحن مملوكة لإسرائيل لهجوم قبالة سواحل سلطنة عمان، مما أسفر عن مقتل اثنين من أفراد الطاقم، وفقا للشركة وثلاثة مسؤولين إسرائيليين. وقال مسؤولان إن الهجوم نفذته على ما يبدو طائرات إيرانية بدون طيار.
ولم تعلن إيران أو تنفي مسؤوليتها صراحة، لكن قناة تلفزيونية مملوكة للدولة وصفت الحادث بأنه رد على ضربة إسرائيلية في سوريا.
نوفمبر 2021
وردت تقارير أن إسرائيل اغتالت كبير العلماء النوويين الإيرانيين، محسن فخري زاده، وأتبعت ذلك باغتيال القيادي في الحرس الثوري، العقيد صياد خديي، في مايو 2022، وفق الصحيفة.
ديسمبر 2023
بعد أن بدأ القصف الإسرائيلي على غزة ردا على الهجوم الذي قادته حماس في السابع من أكتوبر، كثفت الميليشيات المدعومة من إيران هجماتها.
وفي أواخر العام الماضي، اتهمت إيران إسرائيل بقتل قيادي عسكري كبير، هو سيد رضي موسوي، في ضربة صاروخية في سوريا.
وموسوي كان مستشارا كبيرا للحرس الثوري ومقربا من سليماني، ووردت تقارير أنه ساعد في الإشراف على إرسال الأسلحة إلى حزب الله.
ورفضت إسرائيل التعليق بشكل مباشر على ما إذا كانت وراء وفاته.
يناير 2024
أدى انفجار في إحدى ضواحي بيروت بلبنان إلى مقتل صالح العاروري، أحد قادة حماس، إلى جانب اثنين من قادة الجناح المسلح للحركة، وهو أول اغتيال لمسؤول كبير في حماس خارج الضفة الغربية وقطاع غزة، في السنوات الأخيرة. ونسب مسؤولون من حماس الهجوم إلى إسرائيل التي لم تؤكد ذلك علنا.
وكثف حزب الله، الذي يتلقى دعما كبيرا من إيران، هجماته على إسرائيل بعد وفاة العاروري. ورد الجيش الإسرائيلي بشن غارات على حزب الله في لبنان، ما أسفر عن مقتل عدد من قادة الجماعة.
مارس وأبريل 2024
أصابت غارة إسرائيلية بطائرة بدون طيار سيارة في جنوب لبنان، ما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل نائب قائد وحدة الصواريخ والقذائف التابعة لحزب الله.
وفي اليوم ذاته، قتلت غارات جوية جنودا بالقرب من حلب، شمال سوريا، فيما بدا أنه “أحد أعنف الهجمات الإسرائيلية في البلاد منذ سنوات”. وأسفرت الغارات عن مقتل 36 جنديا سوريا وسبعة من مقاتلي حزب الله وسوريا من ميليشيا موالية لإيران، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
ولم يعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته، لكن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، كتب على وسائل التواصل الاجتماعي: “سنلاحق حزب الله في كل مكان يعمل فيه وسنزيد الضغط ووتيرة الهجمات”.
وبعد ثلاثة أيام، أدت الغارات على مبنى السفارة الإيرانية في دمشق إلى مقتل ثلاثة من كبار القادة الإيرانيين وأربعة ضباط، وهو هجوم ألقت إيران باللوم فيه على إسرائيل.