شيَّعَ المصلون بعد صلاة التراويح، مساء أمس، بمدينة عنيزة اللاعب مشعل التركي؛ مهاجم المنتخب السعودي وناديي النجمة والإتحاد، الذي وافته المنية عن عمر 58 سنة، بعد صراعٍ مع المرض.
واشتهر الراحل بمهاراته الفردية ليصنع اسماً لامعاً، وبدأ مسيرته الكروية في نادي النجمة بمدينة عنيزة، قبل أن ينتقل إلى نادي الاتحاد، حيث سطع نجمه وحقّق شهرة واسعة قبل نحو 25 عاماً، ودولياً التحق بالمنتخب السعودي وسجّل هدفه الوحيد في مرمى المنتخب الياباني في المباراة الودية التي أُقيمت بالعاصمة اليابانية طوكيو أكتوبر 1995.
وفي نهاية التسعينيات الميلادية انتقل لنادي الاتحاد واستطاع هزّ الشباك في مباريات عدة بينها شباك مرمى حارس الهلال صالح السلومي؛ عام 1997، واستمر حتى نهاية عام 2002، واعتزل الملاعب فيما بعد.
وعانى مشعل التركي؛ أزمة صحية، دخل على أثرها غرفة العناية المركّزة بمستشفى الملك سعود، وفي يونيو الماضي، نشر الإعلامي عبدالعزيز الخشيبان؛ صورة للاعب الراحل من فوق سرير المرض، بينما تحيط به الأجهزة الطبية. وعلّق بقوله: “دعواتنا الصادقة بالشفاء العاجل، للنجم الخلوق لاعب النجمة سابقاً مشعل التركي؛ حيث يرقد الآن في بالمستشفى، اللهم اذهب البأس ربّ النّاس، واشفِ وأنت الشّافي، لا شفاء إلّا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً.. اللهمّ إنّا نسألك من عظيم لطفك وكرمك أن تمدّه بالصحّة والعافية”.
وأثارت الصورة اهتماماً كبيراً وحزناً بين الجمهور، وحينها أكّد شقيق اللاعب خالد التركي؛ أن مشعل “في تحسُّنٍ، بإذن الله، ويجد الرعاية والاهتمام من طاقم العناية المركّزة بمستشفى الملك سعود؛ كحال المرضى الآخرين”.
تكريم نجم الثلاثية
وفي نوفمبر من عام 2023، كرّمت مجموعة أجيال الاتحاد، النجم الراحل في منزله بالقصيم، حيث ظهر في مقطع فيديو مع المؤسّس للمبادرة الكابتن بدر عمرو؛ الذي قال إن مجيء “التركي” إلى الاتحاد كان “بداية خير”، حيث كان أحد المساهمين في تحقيق الثلاثية التاريخية بموسم 1996/1997م.
الثقة بالقدرات وغياب الفرصة
في حوارٍ صحفي نادرٍ أجراه الراحل مشعل التركي؛ في عام 1999، تحدث عن موهبته فقال: “من ناحية المستوى وبلا غرور، الحمد لله واثق تمام الثقة من إمكاناتي.. واللاعب الهدّاف يختلف عن المدافع، ولاعب الوسط، أو المهاجم الذي يعتمد على المجهود، وأنا دوري ينصب تقريباً على تسجيل الأهداف، وقد لا أحتاج من التسعين دقيقة سوى عشرين وربما أقل أو أكثر قليلاً، وهذا حال الكرة في العالم أجمع، حيث تختلف الأساليب والأدوار الموكلة للاعبين باختلاف المراكز بالطبع، وهكذا كان دوري منذ بداياتي الأولى.
ورغم إيمانه بموهبته، شكا “التركي”؛ حينها من عدم منحه الفرصة المناسبة التي تجعله يُبرز قدراته في الملعب، موضحاً أنه كان يرغب في أن يثبت للجميع أن “مشعل التركي لديه الكثير، لكن فرص المشاركة جاءت محدودة جداً”، بحسب تعبيره.
كما تحدّث عن علاقته بنادي النجمة، فقال: “أعتبر نادي النجمة بيتي الأول والأخير، وهو مَن عرَّف الجمهور بي، ووصلت للقائمة الدولية من خلاله.. ولم ولن أنسى أيامي الرائعة عندما كنت في صفوفه”.