زلزال بقوة 5 درجات يهز مدينة أكابولكو المكسيكية

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

تسببت وفاة المعارض الروسي، أليكسي نافالني، بصدمة بين أنصاره الذين يرون فيه أملا بالتغيير في روسيا، وأثارت موجة من التنديد والاستنكار الدولية.

وفاة نافالني، الجمعة، ما زالت ظروفها غير واضحة المعالم، وتتجه أصابع الاتهامات للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بتحميله المسؤولية عن “مقتل” المعارض الأبرز للكرملين وهي وجهة نظر يتفق عليها أنصار نافالني وقادة دول غربية.

ورغم “شناعة” الأمر إلا أن “قرار بوتين بقتل نافالني لا ينبغي أن يكون مفاجئا.. بالنسبة للرئيس الروسي فإن إسكات المعارض الأبرز مرة واحدة وإلى الأبد أمرا منطقيا تماما” بحسب تحليل نشرته مجلة فورين أفيرز.

نافالني لم يكن معارضا عاديا، إذ أنه استطاع تطويع شبكات التواصل الاجتماعي، واستخدامها في التغلب على الكرملين في عقر دارهم، إذ مكنته التكنولوجيا من كشف الانتهاكات والأفعال التي ارتكبها النظام في موسكو، وبث معلوماتها إلى ملايين الأشخاص عبر المنصات المختلفة خاصة يوتيوب.

وعلى خلاف المعارضين الآخرين لبوتين، تمكن نافالني من الوصول إلى شريحة واسعة ممن دعموا آراءه، ولم يكن تركيزه على النخب في البلاد، حيث وصل إلى الروس في كل مكان، بما في ذلك العمال والمهنيين، أكانوا داخل البلاد أو خارجها، بحسب التحليل.

أنباء متضاربة عن سبب وفاة نافالني. أرشيفية

نافالني “لم يكن نبيا” لكنه تمكن من اختراق المجتمع الروسي “الذي يحاصره نظام يزيد من حدة القمع”، ليصبح شخصية يتفق الجميع على أنها تمثل مستقبل روسيا، ولهذا حاولت السلطات الروسية عزله منذ اعتقاله في عام 2021، وهو ما لم يمنع من الاستمرار بدعمه من أنصاره وداعميه.

ويشير التحليل إلى أن وفاة نافالني تمثل “خطوة جديدة ومظلمة في سعي بوتين القاسي إلى السلطة، ويثير تحديا صارخا للمعارضة الروسية التي عليها أن تتوصل إلى كيفية الحفاظ على الوحدة” التي مهد لها أليكسي.

بوتين اتبع استراتيجية روج لها بأن الروس لم يكونوا مستعدين للديمقراطية الغربية إذ يمكنهم الاستمتاع بـ”الديمقراطية الموجهة”، على اعتبار أنه القائد القوي القادر على إجراء إصلاحات حقيقة في روسيا، ناهيك عن السعي لعزل الليبراليين في البلاد في المدن الكبرى، وجعلهم منفصلين عن احتياجات ومصالح الأقاليم البعيدة.

“مات الأمل”.. كيف تفاعل العالم مع وفاة نافالني؟

أثارت وفاة المعارض الأبرز للكرملين أليكسي نافالني الجمعة في المستعمرة الجزائية القطبية حيث كان يقضي عقوبة بالسجن لمدة 19 عاما، موجة من التحركات الشعبية في روسيا ومدن أوروبية، ناهيك عن تنديد غربي واسع يحمل عددا من المسؤولين نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المسؤولية.

ولكن نافالني تمكن من مهاجمة نظام بوتين بطريقة مستعصية، والتي ظهرت بشكل جلي في فيديو وثائقي أعده أليكسي على قناة يوتيوب، في عام 2017، والذي كشف فيه عن تفاصيل دقيقة للفساد المستشري في صفوف مقربين من بوتين، الأمر الذي ساعد في تأجيج احتجاجات في 100 مدينة وبلدة عبر أنحاء روسيا.

ويوضح التحليل أن وفاة نافالني تشكل “تتويجا لسنوات من جهود روسيا للقضاء على المعارضة” حيث جعل بوتين من الاغتيال السياسي جزءا أساسيا من أدواته، متخوفا من أن تثبط وفاته من عزيمة المعارضة، بما قد يشكل ضربة موجعة للروس المناهضين لبوتين.

مواطنون روس في مظاهرات بالخارج بعد وفاة نافالني

مواطنون روس في مظاهرات بالخارج بعد وفاة نافالني

وتشير افتتاحية صحيفة واشنطن بوست إلى أن نافالني “كافح من أجل إنقاذ الديمقراطية الروسية”، وهو ما أزعج بوتين الذي يتربع في السلطة منذ أكثر من عقدين.

وأضافت أن بوتين دفع روسيا إلى المزيد من الديكتاتورية، وهو ما كان نافالني يسعى إلى تقويضه، حيث دعا قبل أسابيع من زنزانته الروس إلى الاحتجاج يوم الانتخابات الرئاسية المقبلة، والتي سيفوز فيها بوتين من دون منافسة جادة.

وتخوف تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال أن وفاة نافالني قد تمثل نهاية المعارضة السياسية في روسيا.

وفاة نافالني “تزيل شوكة من ظهر بوتين وترسل رسالة للمعارضة”

سلطت الوفاة المفاجئة للمعارض البارز أليكسي نافالني الضوء على مساعي التفرد بالسلطة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي ظهر وهو مبتسما على غير العادة في اليوم الذي فارق فيه نافالني الحياة.

المعارض الذي توفي في سجنه عن 47 عاما أمضى آخر ثلاثة منها خلف القضبان، كان العديد من الروس يرون فيه أملا أفضل للتغيير بعد سنوات من القمع في ظل حكم بوتين، بحسب وكالة فرانس برس.

رغم الطقس البارد والثلوج التي تغطي موسكو، تقاطر الروس، السبت، بصمت على أضرحة رمزية للمعارض الراحل نافالني أقيمت في أنحاء عدة من العاصمة الروسية، حيث وضعوا الزهور وأضاؤوا الشموع تاركين بينها أيضا عبارات تعزية لم تخل من رسائل سياسية.

روس في برلين يحملون بوتين مسؤولية وفاة نافالني

روس في برلين يحملون بوتين مسؤولية وفاة نافالني

تمثل هذه الأضرحة الرمزية في موسكو رغم إنشائها بصمت عملا من أعمال التحدي في بلد يحظر كافة أشكال المعارضة السياسية. 

ووصف المقربون من المعارض الروسي، السبت، السلطات الروسية بـ”القتلة” الساعين إلى “تغطية فعلتهم” من خلال رفض تسليم جثته، فيما يلزم الكرملين الصمت بعدما رفض اتهامات الغرب للرئيس بوتين بالمسؤولية عن هذه الوفاة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *