عاد الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغان إلى دائرة الضوء مجددًا، ليس بحدث سياسي جديد، بل بمقطع فيديو أرشيفي، تم تداوله على نطاق واسع خلال الأيام الأخيرة، يُوجِّه فيه تحذيرًا صريحًا من فرض التعريفات الجمركية، مؤكدًا أنها تؤدي إلى نتائج عكسية، تضر الاقتصاد أكثر مما تنفعه.
الفيديو الذي نشره أحد الحسابات المتخصصة في الاستثمار عبر منصة “إنستجرام” يعود تاريخه إلى عام 1987، خلال فترة حكم ريغان الثانية، وعبَّر فيه عن قلقه من السياسات الحمائية، واصفًا إياها بأنها قد تفتح الباب أمام حروب تجارية انتقامية، وقد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وفقدان فرص العمل، وانكماش الأسواق العالمية.
وقال ريغان في المقطع: “قد يظن البعض أن فرض الرسوم يحمي العامل الأمريكي، لكنه في الحقيقة يحرم المستهلك من خيارات أرخص، ويُقيّد الصناعة المحلية من التوسع والتطور”.
وجاءت إعادة تداوُل هذا الفيديو تزامنًا مع تصاعُد الجدل في الولايات المتحدة حول السياسات الجمركية الجديدة التي تلوح بها بعض الأصوات داخل الإدارة الأمريكية، في محاولة للحد من النفوذ التجاري الصيني، ومواجهة التوازن السلبي في الميزان التجاري.
وعلق الملياردير الأمريكي بيل أكمان على هذه التوجهات مؤخرًا مُحذرًا من “شتاء اقتصادي نووي” في حال الإصرار على هذه السياسات، ومطالبًا بإعادة النظر في أدوات التجارة العالمية، بدلاً من اتخاذ خطوات أحادية، قد تنعكس سلبًا على الاقتصاد الأمريكي ذاته.
وفي المقابل، استغلت بعض الجهات الدولية، أبرزها الصين، الفيديو كأداة دعائية، وقامت بإعادة نشره على منصات التواصل؛ لتسليط الضوء على تناقُض المواقف الأمريكية، مستشهدة بكلام ريغان كدليل تاريخي على مخاطر السياسات الحمائية.
ومن الجدير بالذكر أن ريغان كان من أبرز الداعمين للتجارة الحرة، وقد قاد خلال فترته موجة إصلاحات اقتصادية، هدفت إلى فتح الأسواق، وتعزيز الشراكات الدولية، معتبرًا أن النمو الحقيقي لا يتحقق بالعزلة، وإنما بالتكامل.
الفيديو ليس مجرد وثيقة أرشيفية، بل تذكير بصوت قادم من الماضي، يُنذر بسياسات قد تعود لتكرار أخطاء أثبت التاريخ فشلها.
