حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن منح أوكرانيا الضوء الأخضر من الدول الغربية لاستخدام سلاحها لاستهداف أراضي بلاده قد تترتب عليه عواقب خطيرة، فيما نقلت وسائل إعلام عن مسؤول استخباراتي روسي قوله إن حلف شمال الأطلسي (الناتو) يحضر لتوجيه ضربات نووية لروسيا في ظل التوتر بين الكرملين والحلف.
كما حذر بوتين، خلال زيارة يقوم بها لأوزبكستان، من أن التصعيد الغربي المستمر ضد بلاده قد يؤدي إلى عواقب خطيرة.
وقال إن على الدول الأوروبية، خاصة تلك الصغيرة منها وفق وصفه، أن تكون مدركة لما تقوم به.
وأضاف “على تلك الدول أن تتذكر أنها بلدان ذات مساحة أرضية صغيرة وكثافة سكانية عالية، ويجب أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار قبل الحديث عن ضرب عمق الأراضي الروسية”.
اتهامات للناتو
ويأتي تحذير بوتين في وقت اتهم فيه رئيس إدارة حرس الحدود لدى جهاز الأمن الفدرالي الروسي الجنرال فلاديمير كوليشوف حلف الناتو بتكثيف مناوراته العسكرية، وإجراءات تدريبات تمهيدا لتوجيه ضربة نووية لروسيا.
وقال كوليشوف، في حديث لوكالة “نوفوستي” الرسمية الروسية، إن موسكو قلقة بشأن زيادة أنشطة الحلف قرب حدود روسيا، وأوضح أن الناتو كثف أنشطته الاستخباراتية وتدريباته العسكرية قرب حدود بلاده.
وأضاف “يتدربون قرب الحدود الروسية ويكثفون نشاطهم الاستطلاعي، كما يكثفون تدريباتهم على القتال ضد روسيا بهدف توجيه ضربات نووية لأراضينا”.
وشدد على أن هذا الوضع يتطلب اتخاذ إجراءات مناسبة لحماية حدود بلاده.
اجتماع أوروبي
وفي سياق متصل، يجتمع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في بروكسل، اليوم الثلاثاء، لمناقشة المساعدات العسكرية لأوكرانيا، في حين يزور الرئيس فولوديمير زيلينسكي دولا أوروبية في إطار جولة تهدف لحشد الدعم العسكري لبلاده، في ظل تقدم روسي على أرض المعركة.
وسيناقش الوزراء الوضع الميداني بأوكرانيا، كما سيشارك في المناقشات وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف، والأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ.
ودعا زيلينسكي -أمس الاثنين- الغرب إلى إرغام روسيا على السلام “بكل الوسائل” خلال زيارة له إلى إسبانيا.
وقال زيلينسكي، في مؤتمر صحفي في مدريد مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، “جنودنا يدافعون عن أنفسهم أمام الهجوم الروسي، ولهذا السبب يجب أن نكثف عملنا المشترك مع شركائنا لتحقيق المزيد: الأمن وإرغام روسيا بشكل ملموس على السلام بكل الوسائل”.
وأكد زيلينسكي ضرورة “الضغط ليس على روسيا فحسب، بل على شركائنا أيضا حتى يمنحونا إمكانية الدفاع عن أنفسنا”، مكررا مطالبته بأنظمة دفاع جوي قادرة على اعتراض أكثر من 3 آلاف قنبلة جوية موجهة تطلقها روسيا على بلاده شهريا.
وتطالب أوكرانيا، التي تواجه صعوبات في عدة مناطق على الجبهة الشرقية والشمالية الشرقية، بالتمكن من ضرب الأراضي الروسية في العمق بأسلحة غربية، وهو ما يثير خلافا بين حلفاء كييف حتى الآن، خشية حدوث تصعيد.
وقال الأمين العام للناتو -خلال اجتماع للحلف في صوفيا أمس الاثنين- إن “الوقت حان لإعادة النظر” في القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الموردة إلى أوكرانيا والتي “تكبل يديها من الخلف”.
ودعا ستولتنبرغ دول الناتو إلى السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة غربية ضد أهداف عسكرية في روسيا.
وجدّدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني -أول أمس الأحد- معارضتها ذلك، وقالت “يجب أن نكون حذرين جدا”.
من ناحية أخرى، اعتبر وزير الخارجية البريطانية ديفيد كاميرون، خلال زيارة لكييف في مطلع مايو/أيار الجاري، أنه يمكن لأوكرانيا أن تستخدم الأسلحة البريطانية وفق ما تراه مناسبا، مشيرا إلى “حقها” في ضرب الأراضي الروسية.