رغم “تحفظات”.. الصحة العالمية تعتمد قرارا بإرسال مساعدات فورية إلى غزة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 8 دقيقة للقراءة

شقت دبابات إسرائيلية طريقها إلى وسط خان يونس، الأحد، في توغل جديد كبير في قلب أكبر مدن جنوب قطاع غزة، التي تؤوي مئات الآلاف من المدنيين الذين فروا من مناطق أخرى من القطاع.

وقال سكان لرويترز إن الدبابات وصلت إلى الطريق الرئيسي الذي يربط بين شمال القطاع وجنوبه عبر وسط مدينة خان يونس، بعد قتال عنيف طوال الليل أدى إلى إبطاء التقدم الإسرائيلي من الشرق.

وقصفت الطائرات الحربية المنطقة الواقعة غربي الهجوم.

وامتلأت الأجواء بدوي الانفجارات المستمر وتصاعدت أعمدة كثيفة من الدخان الأبيض فوق المدينة.

ومع حلول الصباح، كان من الممكن سماع دوي نيران المدافع الرشاشة. وكانت الشوارع مهجورة، بحسب “رويترز”.

وقال أب لأربعة أطفال نزح من مدينة غزة ولجأ إلى خان يونس لرويترز “كانت ليلة من أشد الليالي اللي خفنا فيها، المقاومة كانت كتير قوية، كنا بنسمع صوت اشتباكات وانفجارات ما توقفت لساعات”.

وأضاف “الدبابات وصلت شارع جمال عبد الناصر وسط البلد، والقناصة ركبوا على بعض العمارات القريبة من المنطقة”.

ونشرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” لقطات فيديو قالت إنه تم تسريبها، السبت، من شمال قطاع غزة تظهر أحد مسلحي حماس يسلم سلاحه أثناء استسلامه مع عشرات الرجال الفلسطينيين للقوات الإسرائيلية.

بينما قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، إن الجيش بدأ يرى الانهيار لنظام حماس في القطاع الساحلي.

ويظهر في الفيديو الرجل وهو يسير ببطء أمام دبابة وهو يحمل البندقية والمخزن فوق رأسه، قبل أن يضعهما على الأرض.

أما الفلسطينيون الآخرون، الذين يرتدون الملابس الداخلية فقط مثله، فيحملون بطاقات هويتهم ويقفون على الجانب الآخر من الشارع مقابل الدبابة، ويصرخ جندي بالأوامر باللغة العربية عبر مكبر الصوت.

وأظهرت مقاطع مصورة أخرى خلال الأيام الأخيرة مجموعات من الرجال المحتجزين في ظروف مماثلة، إذ كانوا مجردين من ملابسهم أو نصف عراة ومعصوبي الأعين ومقيدي الأيدي.

وقال رجال من مجموعة منفصلة من المعتقلين أطلق سراحهم يوم السبت للأسوشيتدبرس إنهم تعرضوا للضرب وحرموا من الطعام والماء.

ولم يصدر الجيش الإسرائيلي تعليقات عن الانتهاكات المزعومة.

تحذير من حماس

وفي المقابل حذّرت حركة حماس، المدرجة على قوائم الإرهاب بدول عدة، الأحد، من أن أي رهينة لن يغادر القطاع “حيا” ما لم تتم الاستجابة لمطالبها.

وقال أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، الذراع العسكرية للحركة، في خطاب “لا العدو الفاشي وقيادته المتعجرفة ولا داعموه يستطيعون أخذ أسراهم أحياء دون تبادل وتفاوض ونزول عند شروط المقاومة والقسام”.

وأضاف أن إسرائيل لن تتمكن من استعادة المحتجزين بالقوة، مشيرا إلى ما وصفها بعملية فاشلة لتحرير أحدهم.

وتابع قائلا إن مقاتلي حماس دمروا جزئيا أو كليا 180 ناقلة جند ودبابة وجرافة إسرائيلية خلال 10 أيام منذ استئناف القتال في غزة.

وقال إن عمليات التدمير وقعا في مناطق الشجاعية والزيتون والشيخ رضوان ومخيم جباليا وبيت لاهيا وشرق دير البلح وشرق وشمال خان يونس، جنوبي قطاع غزة.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيبي، الأحد، إن حماس لا تزال تحتجز 117 رهينة، بالإضافة إلى رفات 20 شخصا قتلوا في الأسر أو خلال هجوم 7 أكتوبر.

ويأمل المسلحون في مبادلتهم بأعداد كبيرة من الفلسطينيين المسجونين لدى إسرائيل.

معارك الشمال

وفي شمال القطاع، حيث قالت إسرائيل في السابق إن قواتها أكملت مهامها إلى حد كبير، تحدث سكان أيضا عن بعض من أعنف المعارك في الحرب حتى الآن.

وتتوغل القوات الإسرائيلية داخل معاقل للمقاتلين، وتواجه مقاومة شرسة في جباليا ومنطقة الشجاعية بمدينة غزة، وهي من المناطق التي لا تزال مأهولة بالسكان على الرغم من الأوامر الصادرة قبل أسابيع بإخلاء الشمال بأكمله.

وقال ناصر (59 عاما) وهو أب لسبعة أطفال يقيم في جباليا بعد أن دُمر منزله في بيت لاهيا، وهي منطقة أخرى بشمال القطاع “أجرؤ على القول إنها أقوى معركة سمعناها منذ أسابيع”. وكان بالإمكان سماع دوي انفجارات أثناء حديثه.

وأضاف “لن نترك جباليا مهما كان الأمر. سنموت هنا شهداء أو حتى يتركوننا وشأننا”.

وتوعدت إسرائيل بالقضاء على حماس بعدما اقتحم مقاتلون مسلحون السياج الحدودي وهاجموا بلدات في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، وتقول إسرائيل إن الهجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص واقتياد 240 رهينة إلى غزة.

وتقول السلطات الصحية في غزة إن ما لا يقل عن 17700 شخص قتلوا في الهجمات الإسرائيلية منذ ذلك الحين مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين والذين يعتقد أنهم لقوا حتفهم تحت الأنقاض.

ولم تعد أعداد القتلى والمصابين تشمل أرقاما من الأجزاء الشمالية من القطاع البعيدة عن متناول سيارات الإسعاف وحيث توقفت المستشفيات عن العمل.

وبعد أسابيع من تركز القتال في الشمال، شنت اسرائيل هجومها البري في الجنوب هذا الاسبوع باقتحام خان يونس. مع استمرار القتال الآن على طول قطاع غزة بأكمله تقريبا. وتقول منظمات الإغاثة الدولية إن هذا التطور ترك سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مكان يلوذون به.

وعند منزل في خان يونس دمره القصف أثناء الليل، كان أقارب القتلى يبحثون بين الأنقاض وهم في حالة ذهول. وانتشلوا جثة رجل في منتصف العمر يرتدي قميصا أصفر اللون من تحت الأنقاض.

وقال أحمد عبد الوهاب “صلينا بالليل ونمنا، ثم استيقظنا لنجد البيت فوقنا. ‘مين عايش؟!'”.

واكتظ مستشفى ناصر، المستشفى الرئيسي في خان يونس، بالقتلى والجرحى. واليوم الأحد، لم يكن هناك أي مكان في قسم الطوارئ حيث كان الناس ينقلون المزيد من الجرحى ملفوفين بالبطانيات والسجاد. وبكى محمد أبو شهاب، وأقسم على الانتقام لابنه الذي قال إنه قُتل برصاص قناص إسرائيلي.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف ممرات أنفاق تحت الأرض في خان يونس، وهاجم مجموعة من المسلحين الفلسطينيين كانوا ينصبون كمينا، لكنه لم يذكر شيئا عن أي تقدم للدبابات هناك.

وأجبرت الحرب الغالبية العظمى من سكان غزة على ترك منازلهم ونزح العديد منهم عدة مرات وهم يحملون ما يستطيعون حمله فقط من متاعهم. وتقول إسرائيل إنها تفعل ما في وسعها لحمايتهم، لكن حتى الولايات المتحدة، أقرب حلفائها، تقول إنها لم تلتزم بتلك الوعود.

وأدى الحصار الإسرائيلي إلى قطع الإمدادات وحذرت الأمم المتحدة من انتشار الجوع والمرض على نطاق كبير.

وفي مؤتمر دولي في الدوحة عاصمة قطر التي لعبت دور الوسيط الرئيسي في هدنة استمرت أسبوعا، شهدت إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة، انتقد وزراء خارجية عرب الولايات المتحدة لاستخدامها حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة يطالب بوقف إنساني لإطلاق النار.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه “لن يكف” عن دعوته لوقف إطلاق النار.

وتابع: “اقترحت على مجلس الأمن أن يضغط لتجنب وقوع كارثة إنسانية وكررت دعوتي لإعلان وقف إنساني لإطلاق النار”.

وأضاف “للأسف، أخفق مجلس الأمن في القيام بذلك، لكن هذا لا يقلل من ضرورة القيام بالأمر”.

ورفضت إسرائيل المطالبات بوقف القتال. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في إحاطة لحكومته، الأحد، إنه أبلغ زعماء فرنسا وألمانيا ودول أخرى أنه “لا يمكنكم من ناحية دعم القضاء على حماس، ومن ناحية أ

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *