قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطابه لمناسبة رأس السنة، الأحد، إن بلاده “لن تتراجع أبدا”.
واعتبر بوتين في الخطاب أن بلاده أثبتت مرارا أن بإمكانها الاضطلاع بأصعب المهمات و”أننا لن نتراجع أبدا لأنه لا يمكن لأي قوة أن تقسمنا”.
ولو أن بوتين لم يشر صراحة إلى الحرب في أوكرانيا المستمرة منذ حوالى عامين، فقد لمّح مرات عدة إليها، مقدما على سبيل المثال تحية إلى الجنود “أبطالنا”.
لكن خلافا للعام الماضي، عندما ظهر محاطا بجنود يرتدون الزي العسكري، أعلن بوتين أن 2024 ستكون “سنة العائلة”.
وقال في هذا الخطاب، الذي يذاع للمرة الأولى في أقصى الشرق الروسي “دافعنا بحزم عن مصالحنا الوطنية وحريتنا وأمننا وقيمنا”.
وأكّد بوتين أن روسيا التي تعيش “مرحلة غير مسبوقة” ستكون “أقوى” العام المقبل.
والسبت، قال الكرملين إن بوتين تم إطلاعه على الوضع بعدما أعلنت وزارة الطوارئ الروسية أن قصفا وقع وسط مدينة بيلغورود الحدودية الروسية أسفر عن مقتل 14 شخصا، من بينهم طفلان، وإصابة 108 آخرين.
واتهم مسؤولون روس كييف بتنفيذ الهجوم الذي وقع غداة قصف جوي استمر 18 ساعة على أنحاء أوكرانيا، أودى بحياة 39 مدنيا على الأقل.
ولم يعترف المسؤولون الأوكرانيون مطلقا بمسؤوليتهم عن الهجمات على الأراضي الروسية أو شبه جزيرة القرم. مع ذلك، فقد سبق أن جاءت الضربات الجوية الأكبر ضد روسيا في أعقاب هجمات عنيفة على المدن الأوكرانية.
ويوم الجمعة أطلقت القوات الروسية 122 صاروخا وعشرات الطائرات المسيرة عبر أوكرانيا، في هجوم وصفه أحد مسؤولي القوات الجوية بأنه أكبر وابل جوي في الحرب.
وبالإضافة إلى مقتل 39 شخصا، أصيب ما لا يقل عن 160 شخصا ودُفن عدد غير معروف تحت الأنقاض في الهجوم الذي ألحق أضرارا بمستشفى للولادة ومباني سكنية ومدارس.
ومن جانبهم، حذر مسؤولون ومحللون غربيون مؤخرا من أن روسيا حدت من ضرباتها بصواريخ كروز لعدة أشهر في محاولة واضحة لبناء مخزونات لشن ضربات ضخمة خلال فصل الشتاء، على أمل كسر روح الأوكرانيين.
وبعد ما يقرب من عامين على الغزو الروسي الذي بدأ في فبراير 2022، يتعثر القتال على طول خط المواجهة إلى حد كبير بسبب الطقس الشتوي بعد أن فشل الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا في الصيف في تحقيق اختراق كبير على طول خط التماس الذي يبلغ طوله حوالي 1000 كيلومتر.
كما تثير الهجمات الجوية الروسية المستمرة قلق جيران أوكرانيا.