رفضت دول عربية وأجنبية اليوم الأحد تنفيذ إسرائيل عملية عسكرية برية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وأعربت عن قلقها من النتائج الإنسانية الكارثية في حال دخل الجيش الإسرائيلي المدينة التي يعيش فيها حوالي مليون و400 ألف فلسطيني معظمهم من النازحين الذين هُجروا من شمال ووسط القطاع.
وأعربت وزارة الخارجية المصرية عن رفضها الكامل للتصريحات الإسرائيلية بشأن عزم الجيش شن عملية عسكرية في مدينة رفح، محذرة من العواقب الوخيمة لهذا الفعل.
وطالبت مصر بضرورة تكاتف جميع الجهود الدولية والإقليمية للحيلولة دون استهداف مدينة رفح، معتبرة أن استهداف المدينة يعد بمثابة إسهام فعلي في تنفيذ سياسة التهجير بحق الشعب الفلسطيني.
وأكدت مصر مواصلتها الاتصالات مع كافة الأطراف من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وصفقة تبادل أسرى.
دعوات للمجتمع الدولي
من جهتها، حذرت الخارجية العمانية من تداعيات استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وتوجهه لاقتحام مدينة رفح التي تؤوي مئات الآلاف من المدنيين.
ودعت الخارجية العمانية المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات عملية ملموسة تجسّد البيانات والتصريحات والمواقف السياسية الصادرة عنه، لثني إسرائيل عن غطرستها، ودفعها لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر لإدخال الاحتياجات الإنسانية إلى جميع أنحاء قطاع غزة.
كما أعربت وزارة الخارجية اللبنانية عن إدانتها المخططات الإسرائيلية العدوانية باقتحام رفح استكمالا للحرب المستمرة على قطاع غزة.
ودعت مجلس الأمن الدولي لضرورة اتخاذ قرار بوقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.
قلق عميق
من جانبه، عبر وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون عن القلق العميق من احتمال شن إسرائيل هجوما عسكريا على رفح.
وقال الوزير إن الأولوية يجب أن تكون لوقف القتال فورا، ولإدخال المساعدات واستعادة المحتجزين، ثم التقدم نحو وقف مستدام لإطلاق النار.
ووصفت وزيرة الخارجية الهولندية هانك بروينز سلوت الوضع في رفح بأنه مقلق للغاية، وأشارت إلى أن من الصعب تصور كيف أن عمليات عسكرية واسعة النطاق في هذه المنطقة المكتظة بالسكان لن تؤدي إلى سقوط كثير من الضحايا المدنيين، وإلى كارثة إنسانية أكبر، واصفة الأمر بأنه غير مبرر.
كما أعربت الدانمارك عن قلقها إزاء العمل العسكري الإسرائيلي المحتمل ضد مدينة رفح، مؤكدة أن حماية المدنيين أمر أساسي.
وحذرت فرنسا من خطورة شن عملية عسكرية ضد رفح، قائلة إن هجوما إسرائيليا واسع النطاق على رفح من شأنه أن يقود الكارثة الإنسانية القائمة حاليا إلى بُعد جديد.
وأوضحت الخارجية الفرنسية أن باريس تعارض التهجير القسري للسكان في غزة، كما في أي مكان آخر، باعتباره مخالفا للقانون الدولي الإنساني.
وكانت السعودية والإمارات وقطر والكويت ومصر والأردن والعراق واليمن ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية رفضت أمس السبت أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح.