استبدلت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي اسم الهند بكلمة “بهارات” في دعوات العشاء المرسلة إلى ضيوف قمة مجموعة العشرين المقررة يومي 9 و10 سبتمبر/أيلول الجاري، مما أثار تكهنات بأن اسم البلاد سيتم تغييره رسميا.
وتستضيف الهند القمة السنوية لمجموعة العشرين في نيودلهي السبت والأحد المقبلين بحضور العديد من زعماء العالم، من بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وفي الدعوة المرسلة إلى الحاضرين، اليوم، جاءت عبارة “رئيس بهارات” بدلاً من “رئيس الهند”.
“It is a proud moment for every Indian to have ‘The President of Bharat’ written on the invitation card for the dinner to be held at Rashtrapati Bhavan during the G20 Summit,” tweets Uttarakhand CM Pushkar Singh Dhami pic.twitter.com/kXVVYbPQ7B
— ANI (@ANI) September 5, 2023
BJP lauds ‘President of Bharat’ reference in a G20 Summit dinner invitation, says it underscores country’s civilisational march
— Press Trust of India (@PTI_News) September 5, 2023
وبموجب دستورها تُعرف الدولة التي يزيد عدد سكانها على 1.4 مليار نسمة رسميًا باسمين، “الهند” و”بهارات” لكن الأول هو الأكثر استخدامًا، محليًا ودوليًا، بينما تستخدم كلمة “هندوستان” في الأدب وأشكال أخرى من الثقافة الشعبية تعبيرا عن الأمة الهندية.
وبهارات كلمة قديمة يعتقد العديد من المؤرخين أنها تعود إلى الكتب المقدسة الهندوسية القديمة المكتوبة باللغة السنسكريتية.
ويدعم المسؤولون في حزب بهاراتيا جاناتا اليميني الذي يتزعمه مودي تغيير التسمية بدعوى أن اسم الهند تم تقديمه من قبل المستعمرين البريطانيين وأنه “رمز للعبودية” حيث حكم البريطانيون هذا البلد 200 عام تقريبًا حتى حصل على الاستقلال عام 1947.
وسبق أن شن أعضاء حزب بهاراتيا القومي الهندوسي الحاكم حملة ضد استخدام اسم الهند، ودعت الحكومة إلى عقد جلسة خاصة للبرلمان في وقت لاحق من الشهر الحالي، لكنها ظلت ملتزمة الصمت بشأن جدول أعمالها التشريعي.
وقالت محطة “نيوز 18” المحلية إن مصادر حكومية لم تذكر اسمها أبلغتها بأن المشرعين في حزب بهاراتيا جاناتا سيطرحون قرارا في البرلمان لاعتماد اسم “بهارات” للدولة رسميا.
وعلى مدار عقود من الزمن، سعت الحكومات الهندية بمختلف مشاربها إلى إزالة آثار العصر الاستعماري البريطاني من خلال إعادة تسمية الطرق، بل وحتى مدن بأكملها. وقد تكثفت هذه العملية في ظل حكومة مودي الذي أكد في خطاباته العامة على ضرورة التخلي عن آثار “العقلية الاستعمارية”.
وأزالت حكومة مودي أيضا أسماء الأماكن الإسلامية التي فُرضت خلال إمبراطورية المغول التي سبقت الحكم البريطاني، وهي خطوة يقول منتقدوها إنها ترمز إلى الرغبة في تأكيد سيادة الديانة الهندوسية ذات الأغلبية في الهند.
وعام 2015، تم تغيير تسمية طريق أورنجزيب الشهير في نيودلهي، والذي سمي على اسم ملك مغولي، إلى طريق الدكتور إيه بي جي عبد الكلام بعد احتجاجات من قادة حزب مودي.
والعام الماضي، أعادت الحكومة أيضا تسمية شارع يعود إلى الحقبة الاستعمارية في قلب نيودلهي ويستخدم في العروض العسكرية الاحتفالية، وهو ما تبرره حكومة مودي بأنه “محاولة لاستعادة ماضي الهند الهندوسي”.
وخلال أغسطس/آب الماضي، حددت الحكومة خططًا لإجراء إصلاح شامل للقانون الجنائي قبل الاستقلال لإزالة الإشارات إلى الملكية البريطانية، وما وصفه وزير الداخلية أميت شاه بأنه “علامات أخرى على عبوديتنا”.