خوفا من حرب طويلة.. هلع الشراء يفرغ أرفف المحلات في إسرائيل

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

الأرفف الفارغة لم يتسبب بها الهلع فقط وخوف الناس من مجهول يحيط بهم، بل هو نتيجة لشلل لوجستي شبه كامل في قطاع الصناعة بسبب التعبئة العسكرية الكاملة التي فرضتها الحرب، إذ استدعى الجيش الإسرائيلي 360 ألف جندي من سلاح الاحتياط، المئات منهم يشغلون مهناً أساسية في سلسلة التوريد، في المصانع والشحن والتوزيع وإدارة قطاع الصناعة. إضافة لأن إقفال المدارس دفع العديد من الأمهات والآباء البقاء في المنازل لرعاية الأطفال الذين أصبحوا دون رعاية لأجل غير مسمى.

 في إطار التعامل مع الأزمة، قال رئيس جمعية المصنعين في إسرائيل، رون تومر لصحيفة “ذا ماركر” الاقتصادية إن “قطاع الصناعة يحاول العمل مع جيش الدفاع ووزارة الاقتصاد للسماح بإعفاء العاملين الأساسيين للاقتصاد من الخدمة العسكرية”، في وقت تواجه فيه إسرائيل تهديدات على عدة جبهات.

وأضاف تومر أن أرباب العمل يحاولون “تمديد ساعات العمل للعمال الذين يرغبون في العمل أكثر، وهناك مساعٍ لتوسيع منح تصاريح للعمال الأجانب الموجودين حاليا في إسرائيل بدون عمل، مثل عمال الزراعة في الجنوب”.

30 بيضة للفرد والموز اختفى

قد يدفع الهلع الناس لاكتناز السلع كوسيلة لتخفيف التوتر، لكن مشهد الأرفف الفارغة وحشود الناس المتدافعة في المحلات يغذي التوتر أكثر ويحوّل الهلع لحلقة مفرغة. سعيا لتخفيف الأزمة وتوفير السلع لعدد أكبر من الناس وضعت كبرى سلاسل التجزئة في إسرائيل “شوبرسال” حدّا أقصى لشراء السلع الأساسية في إعلان رسمي: 30 بيضة لكل زبون، 36 لتر مياه و3 لتر حليب و2 ربطة خبز.

من جانبه، يصف كرم، الذي يعمل في إحدى سلاسل التجزئة الشهيرةـ لـ “سكاي نيوز عربية” الوضع في المحل الذي يعمل به. “هناك نقص شديد في الأيدي العاملة، الزبائن يهرعون لتفريغ المحل بشكل مستمر من الماء والمعكرونة والطحين والمعلبات والأطعمة الجاهزة، وقد أفرغوا الحمولة القادمة حتى قبل أن ندخلها للمتجر”.

 ويكمل: “الدكان مليء بالتسالي والنقارش التي لا يحتاجها أحد على ما يبدو في هذه الظروف، واستغربنا كذلك أن الموز اختفى! لا يصلنا موز من المورّد حتى”.

ونقلت “ذا ماركر” عن إحدى أكبر سلاسل التسويق في إسرائيل أنها شهدت قفزة بنحو 300% في بيع الخبز وبدائل الخبز والمعلبات وحليب الأطفال، كما سجلت زيادات بأكثر من 200% في بيع الحفاضات والوجبات الخفيفة.

 يذكر أن مستوطنات غلاف غزة جنوبي إسرائيل تعتمد بشكل كبير على الزراعة، وتعد مصدراً أساسياً لتزويد السوق الإسرائيلي بالخضار والفاكهة واللحوم. ويعد تطويرها زراعيا أحد مشاريع حكومة نتنياهو بعد حرب 2014 بهدف تطويرها اقتصاديا وتشجيع الناس على السكن فيها.

استغلال الأزمة

وفي مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي، تصرخ امرأة إسرائيلية في وجه موظف في “شوبرسال” بسبب ارتفاع الأسعار المتزامن مع الحرب وأزمة التوريد، وإلغاء التخفيضات التي كان من المفترض أن تظل سارية حتى نهاية الشهر الحالي، فيما اعتبرته “استغلالا للأزمة”. من ناحيتها تؤكد روان لـ “سكاي نيوز عربية” أنهم لاحظوا ارتفاع الأسعار المفاجئ كما لوحظ الإبقاء على التخفيضات الخاصة بالجنود فقط.

عقب حالة الهلع التي غزت السوق، اضطر الناطق باسم الجيش لإصدار بيان معدّل يهدئ من روع الناس، جاء فيه أن التعليمات التي صدرت هي بمثابة “توصيات عامة” ولرفع الوعي، لكن الأوان كان قد فات إذ أفرغت المتاجر خلال ساعات معدودة من البيان الأول.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *