خلال لقائه بلينكن.. ميقاتي يطالب بـ”الضغط على إسرائيل” لوقف إطلاق النار في غزة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 10 دقيقة للقراءة

تقاطعت معلومات وردت في تقريرين منفصلين لشبكة “سي إن إن” الأميركية وصحيفة “وول ستريت جورنال” بأن مجموعة المرتزقة فاغنر تخطط لإرسال نظام جوي روسي إلى “حزب الله” اللبناني، ورغم أن الكرملين نفى صحة ذلك، تحدث خبراء دفاع لموقع “الحرة” عن واقعية الخطوة، وما إذا كان من السهل تطبيقها من عدمه.

ونقلت “وول ستريت جورنال”، الخميس، عن مسؤولين أميركيين استعانوا بتقارير استخباراتية أن نظام SA-22 الروسي المعروف باسم “بانتسير”، والذي تخطط المجموعة لإرساله “يستخدم صواريخ مضادة للطائرات ومدافع دفاع جوي لاعتراض الطائرات”.

وقال مسؤول أميركي إن واشنطن لم تؤكد إرسال النظام بعد، لكن المسؤولين يراقبون المناقشات بين فاغنر وحزب الله، ويشكل التسليم المحتمل مصدر قلق كبير.

كما نقلت شبكة “سي إن إن” عن شخصين مطلعين على التقارير الاستخباراتية الأميركية قولهما إن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، “وافق” على تزويد “حزب الله” بصواريخ دفاع روسية. 

ونوهت الشبكة، نقلا عن مصدريها، إلى أن “فاغنر” ستكلف بإيصال “نظام SA-22 الروسي”، وذكرت “سي إن إن” أنه لم يتضح إن كانت عملية الإيصال قد تمت بعد أو إن كانت قريبة.

“بموافقة الأسد”.. صحف: “فاغنر” الروسية تخطط لإرسال دفاعات جوية لحزب الله

كشفت معلومات استخباراتية أن مجموعة “فاغنر” الروسية تخطط لإرسال نظام دفاع جوي لحزب الله اللبناني، وفق ما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أميركيين استعانوا بتقارير استخباراتية.

وجاء نشر التقريرين بينما كانت الأنظار تتجه إلى خطاب زعيم “حزب الله”، حسن نصرالله، وأمام حشد من مناصريه يوم الجمعة فعل الأخير ذلك لأول مرة منذ بدء حرب إسرائيل في غزة، لكن كلماته لم تشر إلى نيته الانضمام للحرب ضد الأخيرة.

وزادت كلمة نصر الله عن الساعة والنصف، واستعرض فيها أولا ما جرى خلال الأيام الماضية من حرب إسرائيل في القطاع المحاصر، ومن ثم ركّز على أن هجوم حماس في السابع من أكتوبر كان “فلسطينيا بحتا”، دون أن يكون لإيران أو باقي “فصائل المقاومة” أي علم، وفق تعبيره.

صدى خطاب نصرالله في إسرائيل ولبنان

لم يكن خطاب زعيم “حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله متناسبا مع المشاهد التسويقية والدعائية التي سبقته قبل أيام أو فيما يتعلق بالفترة الزمنية التي مرّت على حرب إسرائيل في قطاع غزة دون أن يظهر بتصريح أو إطلالة.

“ليست صندوق خراطيش”

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن “المزاعم عن تسليم أسلحة روسية من جانب مجموعة فاغنر إلى حزب الله في سوريا عديمة الصحة ولا أساس لها”.

وأضاف “لقد قلنا إن مثل هذه المجموعة غير موجودة بحكم الأمر الواقع، لذا فإن كل هذه الحجج، كقاعدة عامة، لا تستند إلى أي شيء وليس لديها ما يدعمها”.

وعلى الرغم من أن مجموعة فاغنر تأسست كمنظمة عسكرية خاصة، إلا أن الكرملين تحرك للاستيلاء على العديد من أصولها منذ مقتل مؤسسها، يفغيني بريغوجين، في حادث تحطم طائرة في  شهر أغسطس.

ويرى آرون لوند، وهو زميل في مؤسسة القرن وباحث في وكالة أبحاث الدفاع السويدية أن “القضية المذكورة، التي تم طرحها في وسائل الإعلام تبدو تخمينا في الوقت الحالي، وهناك الكثير من الدعاية التي تدور حولها”.

ويعتقد في حديث لموقع “الحرة” أن هناك “حاجة إلى الانتظار والرؤية قبل التوصل إلى استنتاجات سريعة”، وذلك لأن ما يدور الحديث عنه “ليس مثل إعطاء بندقية وصندوق من الخراطيش لشخص ما”.

ويتابع لوند: “إنه نظام كبير ومعقد جدا، ويتطلب جميع أنواع المعدات الداعمة والموظفين المدرَّبين تدريبا خاصا”.

وبينما يوضح محلل الدفاع في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في بريطانيا، فابيان هينز، أن “تسليم منظومة الصواريخ ليس بهذه الصعوبة”، يقول إن “التدريب عليها قد يستغرق بعض الوقت”.

ويضيف هينز لموقع “الحرة” أن “نظام ‘بانتسير’ مُعتبَر ولكن بالنسبة لجيش متقدم للغاية مثل الجيش الإسرائيلي، فإن تدميره ليس بالأمر الصعب”.

وعلى مدى السنوات الماضية، واجه الإسرائيليون نفس النظام عدة مرات في سوريا ودمّروا عددا لا بأس به منه، ولذلك يتوقع هينز أن “يكون تأثيرها على ساحة المعركة محدودا”.

ومع أن الباحث لا يستبعد فكرة أن مثل هذه الصفقة قد تجعل الأمور أكثر صعوبة بالنسبة للإسرائيليين، لكنه يؤكد أنها “لن تغير قواعد اللعبة”.

“العلاقات تحت الضغط”

وبينما أحدث التقريران الخاصان بـ”بانتسير” وحزب الله صدى دفع الكرملين للتعليق، نشرت وكالة “بلومبيرغ” الأميركية تقريرا سلطت الضوء فيه على مرحلة من التوتر باتت تشوب العلاقة بين إسرائيل وروسيا.

وذكرت الوكالة نقلا عن مصادر مطلعة، الجمعة، قولها إن “إسرائيل لم تعد تحذر دائما روسيا وبشكل مسبق من الهجمات التي تنوي شنها على الأراضي السورية”.

ويعكس ذلك تحولا رئيسيا في السياسة الإسرائيلية، وأضافت الوكالة أن الهجمات المتزايدة تلعب دورا أيضا في “تفاقم العلاقات المضطربة بالفعل بين إسرائيل وروسيا”.

وكانت إسرائيل قد نفذت عدة ضربات جوية استهدفت بها مطاري حلب ودمشق الدوليين، وأبقتهما خارج الخدمة حتى الآن، وبالتوازي مع ذلك أعلنت قبل أسبوع عن استهداف ثكنات عسكرية لقوات النظام السوري في جنوب سوريا، ردا على إطلاق صواريخ على مرتفعات الجولان.

وتقوم إسرائيل منذ سنوات بضرب أهداف في سوريا بشكل روتيني، وذلك بشكل أساسي لإحباط مقاتلي حزب الله وعناصر الميليشيات الإيرانية هناك أو تأمين حدودها الشمالية الشرقية.

ومنذ أن تدخلت روسيا عسكريا في سوريا، عام 2015، قامت بالتنسيق مع إسرائيل لضمان عدم اشتباك قواتهما أو إطلاق النار على بعضها البعض عن طريق الخطأ.

لكن بعد أن أرسلت روسيا قوات إلى أوكرانيا، في عام 2022، شددت موسكو تحالفها مع إيران، مما أدى إلى توتر العلاقات مع إسرائيل، وجاء في تقرير “بلومبيرغ” أن “الحرب ضد حماس، التي تحكم غزة والتي تدعمها إيران أيضا، والتعاون العميق بين إسرائيل والولايات المتحدة، كانت سببا في تفاقم الخلاف بين الجانبين”.

وبالنسبة لإسرائيل، “من الواضح أن أي مشاركة روسية في تزويد حزب الله بدفاعات جوية عالية الجودة ستكون مشكلة كبرى”، وفق الباحث لوند، مشيرا إلى أنه “من الجدير بالذكر أن روسيا امتنعت في السابق عن القيام بأشياء من هذا القبيل”.

ويميل الكرملين إلى مراعاة الخطوط الحمراء الإسرائيلية، إلى حد ما، كما يريد وفق ذات الباحث “الحفاظ على علاقة فاعلة مع إسرائيل، على الرغم من الخلافات السياسية والتوترات بشأن سوريا وإيران ومسائل أخرى”.

ويعتقد ريتشارد ويتز، كبير المحللين العسكريين في معهد “هدسون” بواشنطن، أن التخطيط المتعلق بتسليم حزب الله منظومة “بانتسير” يبدو غير محتملا.

ومع ذلك يقول ويتز لموقع “الحرة”: “الروس فاجأوني باستمرار خلال العامين الماضيين، ولذا فإن الأمر ليس مستحيلا مع التدريب الروسي”.

وربما تدرب عناصر حزب الله على منظومة الدفاع الجوي الروسية عندما شارك مسلحوه في القتال مع الجنود الروس بسوريا.

ويعتقد ويتز أن “النظام سيكون مفيدا جدا لحزب الله من أجل تعقيد الضربات الجوية الإسرائيلية”، لكن “من شأنه أن يزيد من تدهور العلاقات الإسرائيلية الروسية التي تعاني بالفعل من التوتر بسبب موقف موسكو من حرب غزة”،  وحتى بعد أن تجنبت إسرائيل الوقوف إلى جانب أوكرانيا ضد روسيا، على الرغم من الضغوط الأميركية للقيام بذلك.

“تحركات من الخارج”

وفي كلمة أمام الكونغرس، الثلاثاء، أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن الترابط المتزايد بين موسكو وطهران يؤثر على أمن الشرق الأوسط، إلا أنه لم يذكر أي دور مرجح لـ”فاغنر”. 

وأضاف بلينكن أن “الصراعات في أوكرانيا في الشرق الأوسط لها روابط واضحة”، مشيرا إلى أنه “منذ قطعنا الوسائل التقليدية لروسيا المستخدمة في تزويد جيشها، فقد تحولت أكثر فأكثر إلى إيران للحصول على المساعدة. وفي المقابل، زودت موسكو إيران بتكنولوجيا عسكرية متقدمة بشكل متزايد، مما يشكل تهديدا لأمن إسرائيل”.

ونوهت “وول ستريت جورنال” إلى أن حرب روسيا المستمرة في أوكرانيا وعزلتها الاقتصادية النسبية جعلت من الصعب عليها تشكيل الأحداث في إسرائيل وغزة، لكنها ذكرت أن موسكو لا تزال تؤثر بشكل محدود.

وعلى الساحة الدبلوماسية، استخدمت روسيا والصين، في الأسبوع الماضي، حق النقض “الفيتو” ضد قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف تسليح حماس، ووقف القتال لتسهيل توصيل المساعدات وحماية المدنيين. 

واشتكى سفير روسيا لدى الأمم المتحدة من أن هذا الإجراء لن يمنع الهجوم البري الإسرائيلي على غزة.

كما استضافت روسيا أيضا وفدا من مسؤولي حماس في موسكو، أواخر الشهر الماضي، وهي خطوة أثارت انتقادات من الحكومة الإسرائيلية، التي اتهمت الكرملين بإضفاء الشرعية على الحركة.

وتسلّل مئات من مسلحي حركة حماس، المصنفة إرهابية، إلى إسرائيل من غزة في هجوم أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، بحسب السلطات الإسرائيلية.

وردت إسرائيل على الهجوم بقصف مكثف على غزة تسبب بمقتل أكثر من 9227 فلسطيني، بينهم أكثر من 3800 طفل، بحسب آخر إحصائيات وزارة الصحة في القطاع التابعة لحماس.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *