تواصل القصف المتبادل بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي قرب الحدود اللبنانية، وفي حين تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن خطة لإجلاء نحو 60 ألفا من سكان بلدات الجليل، هدد وزير الدفاع يوآف غالانت بتكثيف القصف على حزب الله، حتى إذا تم التوصل إلى هدنة مؤقتة مع غزة.
فقد أعلن حزب الله اللبناني أن مقاتليه استهدفوا “تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع المرج بصاروخ بركان”، وقال: “حققنا إصابة مباشرة”.
كما أعلن الحزب عن تنفيذه 5 عمليات ضد أهداف إسرائيلية في الجليل الأعلى وداخل مزارع شبعا المحتلة.
وقال الحزب إنه استهدف 3 منازل يتمركز فيها جنود إسرائيليون في مستوطنتي المالكية والمنارة، مؤكدا تحقيق إصابات مباشرة.
وقصف الحزب بالصواريخ والقذائف المدفعية مرابض مدفعية الاحتلال الإسرائيلي وموقعا لجنوده في جنوب مستوطنة كريات شمونة. كما استهدف بصاروخي “فلق 1” ثكنة زبدين في مزارع شبعا المحتلة، وقصف تجمعا للجنود في محيط ثكنة راميم.
وفي المقابل، شنت المقاتلات الحربية الإسرائيلية غارات على بلدة بليدا جنوبي لبنان، وقصفت المدفعية الإسرائيلية محيط عدة بلدات حدودية. وقد نعى حزب الله 3 من مقاتليه.
وفي بيان عبر حسابه على منصة إكس، قال الجيش الإسرائيلي إن إحدى طائراته المسيّرة رصدت مجموعة تغادر مبنى عسكريا تابعا لحزب الله، في منطقة بليدا. وأضاف: “قصفت طائرات مقاتلة الخلية ومبنيين عسكريين آخرين في المنطقة”.
وقبل قليل، أفاد مراسل الجزيرة بشن الاحتلال غارة على محيط بلدة الضهيرة جنوبي لبنان.
كما قال الجيش الإسرائيلي، إنه اعترض، في وقت سابق اليوم الأحد، “هدفا جويا مشبوها اجتاز الحدود من لبنان إلى إسرائيل في منطقة إصبع الجليل”.
خطة إجلاء وتوعد
من ناحية أخرى، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أنه من المتوقع أن تمدد الحكومة الإسرائيلية خطة لإجلاء نحو 60 ألفا من سكان بلدات الجليل لنحو 5 أشهر تنتهي في السابع من يوليو/تموز المقبل، وذلك تحسبا لاندلاع حرب مع حزب الله، وفقا للصحيفة.
ويأتي ذلك في وقت هدد فيه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بتكثيف قصف حزب الله في لبنان، حتى إذا تم التوصل إلى هدنة مؤقتة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، والتي يجري بحثها برعاية عدة دول إقليمية وغربية.
وجاء ذلك في كلمة مصورة لغالانت، خلال زيارته لمقر قيادة منطقة الشمال في صفد، بالجليل الأعلى، قرب الحدود مع لبنان.
وقال غالانت: “وصلتُ إلى قيادة المنطقة الشمالية، اليوم (الأحد)، بعد عطلة نهاية أسبوع مليئة بالأحداث، هاجم خلالها الجيش الإسرائيلي حزب الله وضربه”.
وأضاف: “جئت لأتفحص كيفية تكثيف قوتنا النارية واستعدادنا للعمل ضد حزب الله، في كل مكان وبكثافة متزايدة”.
وتابع غالانت: “نحن نستهدف الناشطين، ونستهدف قادة حزب الله، وهم يبحثون عن آخرين ليحلّوا محلهم، وأستطيع أن أقول لكم إنني لا أرى أي متطوعين، الجميع خائفون، سوف نمضي قدما ونضربهم”، وفق زعمه.
وقال غالانت: “سنكثف إطلاق النار في الشمال حتى لو أبرمت هدنة في غزة إلى أن يستسلم حزب الله”.
وأردف: “إذا كان هناك من يظن هنا أنه عندما نتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المختطفين في الجنوب (غزة) وتتوقف النيران مؤقتا، فإن ذلك سيخفف مما يحدث هنا، فهو مخطئ”. واستدرك غالانت: “سنواصل إطلاق النار، وسنكثفها بشكل مستقل عن الجنوب حتى نحقق أهدافنا”.
وأوضح: “الهدف بسيط، سحب حزب الله إلى حيث ينبغي أن يكون، إما بالاتفاق، أو سنفعل ذلك بالقوة”.
وسبق أن توعّد غالانت، في أكثر من مناسبة، بإبعاد حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني جنوبي لبنان، عبر تسوية سياسية أو عبر تحرك عسكري.
وعلى وقع حرب إسرائيلية مدمرة على قطاع غزة، يتبادل حزب الله وفصائل فلسطينية في لبنان مع الجيش الإسرائيلي، بوتيرة يومية منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قصفا متقطعا أسفر عن قتلى وجرحى من الجانبين، بالإضافة إلى ضحايا بين المدنيين اللبنانيين.