قال الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي إن المعركة البرية بين حزب الله وإسرائيل لا تزال في بدايتها، وذلك بعد مرور أسبوعين على إعلان الجيش الإسرائيلي “بدء عملية عسكرية محدودة جنوب لبنان”.
وأوضح الفلاحي للجزيرة أن المعارك البرية تجري عند الحافة الأمامية للمعركة بعمق يتراوح بين كيلومتر واحد و3 كيلومترات.
وبيّن أن الخط الأمامي للدفاع واجبه دائما “تأخير تقدم العدو إلى عمق الموضع الدفاعي”، مضيفا “ثم تنسحب الوحدات إلى الموضع الدفاعي”.
وقال الخبير العسكري “الطرف المهاجم عندما يبدأ توغله يكون مسنودا بزخم ناري كبير، ثم عندما يعمق توغله يحتاج إلى نقل كتائب المدفعية لإسناد تقدمه”.
ونبه إلى أن “العدو عندما يحاول التوغل بالموضع الدفاعي فإن المعركة الدفاعية الحقيقية تبدأ وقتها”، مشيرا إلى أن “دحر الطرف المتقدم يتم على مراحل عند توغله”.
وكشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء عن انضمام الفرقة العسكرية 210 مؤخرا إلى 4 فرق أخرى تشارك في عمليات التوغل البري جنوبي لبنان، وهي 98 و91 و36 و146.
وتتكون الفرقة من أكثر من لواء، وتضم وفق المعايير العسكرية أكثر من 10 آلاف جندي.
ويعتقد الفلاحي أن القتال الدائر في بلدة عيتا الشعب بجنوبي لبنان “لا يعني الكثير للجيش الإسرائيلي”، كاشفا عن حالات يُسمح فيها للمتقدم بالدخول إلى منطقة عميقة من أجل “صب النيران عليه وتدمير القوة المتقدمة”.
وأعرب عن قناعته بأنه “كلما دخل الجيش الإسرائيلي بالعمق يصبح ذيله الإداري بعيدا، وتصبح عملية ضربه من القوات المدافعة أسهل”.
وأضاف الخبير العسكري “عندما تكون هناك خسائر وفشل في خرق الموضع الدفاعي، فإن الخطة الدفاعية غير ناجعة، مما يتطلب تغيير عملية الهجوم بمحاور أخرى”.
وخلص إلى أن جنوب لبنان “منطقة صعبة ومعقدة ومرتفعة تصعّب من عملية اندفاع القوات الإسرائيلية”، لافتا إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي يحاول تقديم إسناد للقوات المتقدمة.
ووسّعت إسرائيل -منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي- حربها على حزب الله لتشمل جل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأت توغلا بريا في جنوبه.
ويرد حزب الله يوميا -عقب اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية.