قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن جملة من العوامل تضغط على جيش الاحتلال وصانع القرار السياسي في إسرائيل بشأن عودة العمليات العسكرية في قطاع غزة، رغم أن الجيش لديه القدرة القتالية بوجود جسر جوي أميركي.
وشكك -خلال تحليله لقناة الجزيرة- في استمرار دعم واشنطن للحرب على غزة، لافتا إلى أن سقف الدعم بدأ يتراجع، في وقت يريد الحزب الديمقراطي أن ينقذ نفسه.
وأشار إلى أن المجتمع الإسرائيلي -بعد عودة المحتجزين وفشل الجيش في إطلاق أي أسير- يتجه لتفضيل المسار السلمي، خاصة إذا كانت فاتورة تكاليف الخسائر البشرية عالية.
فشل كامل
وبشأن إقرار رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي بفشل الجيش والاستخبارات في منع هجوم 7 أكتوبر، قال الدويري إن الفشل كان سياسيا وكذلك عسكريا من الناحية الإستراتيجية والعملياتية والتكتيكية، ثم توالى الفشل في الأيام اللاحقة بعمليات إنزال خلف الخطوط في غلاف غزة واقتحام قاعدة زيكيم البحرية.
وفيما يتعلق بالهجوم البري على غزة، أكد أن الاحتلال اعتمد على عامل السرعة والمفاجأة تحت مبدأ الترويع والصدمة، لكن مسار العمليات على الأرض كان دائما فشلا استخباريا رغم القصف الناري غير المسبوق.
وجدد تأكيده أن الاحتلال يتعامل مع “أشباح وصندوق أسود”، في إشارة إلى عناصر المقاومة في غزة، وقال إن هؤلاء يبحثون عن حياة أزلية وليس حياة دنيوية فانية.
ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يعد ذاك الجيش الذي هزم الجيوش العربية بعدما اعتمد في السنوات الأخيرة على التكنولوجيا بشكل مفرط وبناء الجدران على طول الحدود مع سيناء والأردن وغزة، “وبات متحصنا خلف جدر”.
وحول ما قاله أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”- بأن جنود الاحتلال غير جاهزين ويطلقون صرخات واستغاثات في أرض المعركة، بين الدويري أن هذا الجيش يصول ويجول في الضفة الغربية لأنه يواجه أناسا عزلا، في حين يكون أجبن من أن يواجه أي قوة عسكرية.
أما بشأن دقة الأرقام التي يعلنها جيش الاحتلال كخسائر في صفوفه، استحضر الدويري البعد التاريخي حيث جرت العادة الإعلان عن أرقام ولكن الأرقام الفعلية تظهر لاحقا وتكشفها الصحافة ويتم تمريرها عبر أحداث مختلفة.
وقال إن إعلان خسائر جيش الاحتلال الجديدة جاء تحت ضغط صحيفة “هآرتس” -التي ووجهت بتصريحات مضادة تطالب بإغلاقها- مما دفعها بالتهديد باللجوء إلى المحكمة العليا، معتقدا أن هذا إعلان أولي سيتلوه إعلانات لاحقة ستأخذ إطارا زمنيا واسعا.
وأكد أن أبو عبيدة لديه مصداقية بالشارع الإسرائيلي، وفيديوهات القسام تضمنت مشاهد مختلفة بعضها انفجار كامل في الآليات، مما يعني وصول قذيفة الياسين الترادفية إلى نقطة قاتلة ترتب عليها انفجار الآليات وسقوط من بداخلها قتلى.
كما كشفت فيديوهات أخرى عن وصول قذيفة الياسين إلى نقطة أقل تأثيرا كالبرج أو الصفائح الواقية، وهنا -يقول الدويري- تتعطل الآلية ويجبر من فيها من جنود على النزول وحينئذ يواجهون بأسلحة رشاشة ويسقط أغلبهم جرحى.
وباستعراض عدد قتلى جيش الاحتلال ما بين حربي 1948 و2023، أكد الدويري أن القتال من مسافة صفرية يفضي إلى خسائر بشرية كبيرة جدا، مستدلا بخسائر إسرائيل على مدار حروبها السابقة.