في هذه الصورة التي نشرتها وكالة “رويترز”، نشاهد صفوفاً طويلة من الجائعين من سكان غزة يتدافعون بحثاُ عن كسرة خبز تسد رمقهم في مشهد مأساوي حزين.
الصورة تغني عن التعريف، إذ يمكن رؤية العيون الزائغة والأيادي الممدودة في احتياج لأي لقيمات تدخل جوفهم وتملأ بطونهم الفارغة، حتى وإن كانت ليست كافية.
ولا غرابة في المشهد بالنظر إلى استمرار الاحتلال في عدوانه ومنعه لنفاد المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية، وذلك في الوقت الذي يدق فيه الشتاء القارس أبوابه، ويتجه القطاع الجريح إلى المجاعة الحتمية.
ويخبرنا تقييم حديث للأمن الغذائي في القطاع، إن نحو1.95 مليون شخص في غزة (91% من السكان) سيواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي (المرحلة 3 أو أسوأ من بين 5 مراحل لتصنيف الأمن الغذائي).
ووفقاً لموقع الأمم المتحدة، فقد أجرى تقييم التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي خبراء من 16 وكالة تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية، الذي ذكر أن العدوان في غزة أدى إلى تدمير سبل العيش، وخفض إنتاج الغذاء، وتقييد خطوط الإمداد التجارية والإنسانية بشكل كبير.
وقال التصنيف المتكامل- الذي يستخدم معايير علمية عالمية- أن 345 ألف شخص سيواجهون مستويات كارثية من الجوع (المرحلة 5)، و876 ألف شخص سيعانون من مستويات الطوارئ من الجوع (المرحلة 4 من التصنيف).
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس عن قلقه بعد خروج نتائج التقرير إلى النور، فيما حذر من أن “المجاعة تلوح في الأفق، وهو أمر لا يُحتمل”.
وشدد “جوتيريس” على ضرورة فتح نقاط العبور إلى غزة على الفور، وإزالة العوائق البيروقراطية، واستعادة القانون والنظام حتى تتمكن وكالات الأمم المتحدة من تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، وفقاً لما نقله عنه موقع الأمم المتحدة.