“حوامة العيد” موروث شعبي تراثي قديم، عُرف في نجد منذ القدم، ثم اندثر في أغلب البلدان، حاله كحال عدد من العادات والتقاليد، إلا أنه عاد في الآونة الأخيرة بمبادرات فردية، وبدأ هذه الأيام ينتشر ويعود من جديد إثر العناية بالتراث والعادات الأصيلة والتقاليد الموروثة.
“حوامة العيد” مشتقة من “الحوم”؛ لأن الأطفال يحومون ويتجولون في يوم 28 أو29 من رمضان على بيوت الجيران؛ لأخذ عيديتهم، وكانت عبارة عن قريض (حمص)، والحلاوة الطحينية، وحلاوة العسل، وينشد الأطفال عندما يطوفون على المنازل لأخذ العيدية بصوت مرتفع وجماعي “أبي عيدي، عادت عليكم في حال زينة”، فيخرج أهل المنزل حاملين “مخرفًا” من سعف النخيل أو “غضارة” (إناء)، يضعون فيها العيدية لمعايدتهم. وبعض الأسر كانت تضع نقودًا في العيدية.
“سبق” التقت في شقراء المواطنة هدى عبدالرحمن الشويعر، التي كان لها دور في إحياء وتجدد الموروث الشعبي “حوامة العيد” أو “التشرط”، في حي الصفراء، وقالت: “انطلقت الفكرة منذ ما يقارب ٢٣ عامًا. وبما أن يوم التشرط يعتبر من العادات التراثية القديمة المندثرة في وطننا الحبيب؛ لإظهار الفرحة في نفوس الأطفال بعيد الفطر المبارك، انبثقت فكرة إحياء هذه العادة التراثية الجميلة، التي بدأت برسائل موجهة للبيوت المجاورة، تشرح الفكرة، التي لاقت -ولله الحمد- استحسان سكان الحي، وأيدها وتفاعل معها الجميع. وكانت في البداية مقتصرة فقط على أطفال الحي، وفي البدايات كانت المشاركات من ٦ أسر تقريبًا، وعدد الأطفال لا يتجاوز ١٥ طفلاً، والآن أكثر من ١٨ عائلة تشارك في العيدية، إضافة إلى مشاركة أسر من أهالي شقراء وسكان مدينة الرياض، وعدد الأطفال حاليًا أكثر من ١٠٠٠ طفل من داخل الحي وخارجه”.
وأضافت هدى الشويعر: “تبدأ التجهيزات في شهر شعبان، وتتصف بالبساطة والجمال، وتتمثل بتعليق الزينات ومصابيح الإضاءة على المنازل، وفتح أبواب البيوت، وعرض العيديات مع تقديم ضيافة للأطفال ومرافقيهم، والهدايا المتنوعة، ما بين توزيعات مختلفة، تحتوي على حلويات وألعاب ونقود، واستضافة سيارات الآيسكريم داخل الحي، وتوزيع مثلجات مجانًا على الأطفال. وتُجمع العائلات والأقارب في منازل سكان الحي، وتوضع جلسات عند المنازل، تُقدَّم فيها القهوة والشاي والعصائر، إضافة لفعاليات التقاط الصور. وتوافق تلك العادة هذه السنة -بمشيئة الله- يوم الجمعة ٢٨ رمضان 1446، ليلة الـ٢٩ بعد صلاة التراويح”.