المكان: تقاطع خلدة جنوبي بيروت
الزمان: ظهر يوم من أيام شهر يونيو/حزيران 1982
على حاجز مستحدث للجيش الإسرائيلي، استشاط جوناثان راندال مراسل صحيفة “واشنطن بوست” غضبا عندما أوقفه ضابط برتبة رائد ليبلغه أنه وزميله الأيرلندي روبرت فيسك ملزمان بالعودة على أعقابهما، استنادا لأوامر عليا بمنع مرور الصحفيين من بيروت جنوبا باتجاه صيدا.
صاح راندال “انظر إلى تلك الدبابة.. إنني أدفع الضرائب اللعينة في أميركا لكي تحصلوا على هذه اللعب اللعينة. وعليه فإنه ينبغي عليك أن تدعنا نمرّ”. وبعد جدال حاد، وثّقه فيسك في كتاب “ويلات وطن” (Pity the Nation)، بين الصحفي الأميركي والضابط الإسرائيلي، أذعن الأخير وسمح للصحفيين الغربيين بالمرور، بعدما أفهمه راندال الغاضب أن ما يحاول القيام به هو كناية عن فعلة شنعاء من وزن “إخراج (مواطن) أميركي من هذه الطريق”.
الجنسية والحصانة اللتان أتاحتا عام 1982 لراندال أن يكون له الكلمة العليا عندما اعترض ضابط إسرائيلي طريقه وهو ذاهب لإتمام عمله الصحفي، لم يتمتع بذرّة منها أي من صحفيي فلسطين عندما سارعوا إلى تغطية الأحداث المواكبة لعملية “طوفان الأقصى” عام 2023. فكان القتل برصاص جنود إسرائيليين ظهر يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بانتظارهم.
في الميدان
فقد استشهد المصور في شركة “عين ميديا” إبراهيم لافي (21 عاما) على معبر بيت حانون (إيريز)، واستشهد زميله المصور بوكالة السلطة الرابعة محمد الصالحي (29 عاما) على الشريط الحدودي شرقي البريج. أما زميلهما مراسل “سمارت ميديا” محمد سامي جرغون (28 عاما) فاستشهد بدوره شرقي رفح في اليوم ذاته، وفي ظروف مشابهة.