“حشرات قاتلة”.. صيادون يرسمون خطوط التوازن البيئي منذ ملايين السنين

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 15 دقيقة للقراءة

يُخبرنا التاريخ الطبيعي وعلم الأحياء، أن الحشرات حلت ضيوفا على الأرض منذ ما يقرب من 500 مليون سنة، وذلك بالتزامن مع ظهور ونشأة الوريقات أو ما يُعرف بالنباتات على اليابسة. وتختلف درجة الاستضافة من نوع إلى آخر، فمنها من يستكين بعيدا في هدوء، خشية المواجهة غير المُتكافئة، ومنها الممسوس بالجرأة، المُندفع نحو الخروج من مكمنه، وبين هذا وذاك يقبع نوع آخر، وهو المُستتر المُندفع في نفس الآن.

تُرى ما الذي يُميز حشرة عن أخرى؟ وهل تختلف أسلحة هذه الحشرة عن تلك؟ أم أن جميعها تشترك في صنف واحد من الأنظمة الدفاعية؟

للإجابة على الأسئلة السابقة، يجب أولا التفرقة بين الحشرات، وبناء على هذا المنوال، يُمكن حصر قوة الحشرة بين نوعين لا ثالث لهما، الطائفة الأولى مُسالمة، تُمارس طقوسها الحياتية كأي كائن طفيلي، دون بث الأذى على من حوله من الفصائل الأخرى، أما من يقتات على حياة الآخرين بتقنيات المناورة والهجوم، فهو ينتمي للطائفة الأخرى الأكثر خطورة.

فرس النبي، حشرة ممشوقة القوام ، زاهية اللون، لكنها تخبئ تحت جمالها مفترسا لا يرحم

وهذا النوع يُشكل محور الفيلم الوثائقي “حشرات قاتلة” الذي عرضته قناة الجزيرة الوثائقية، ويُعنى الفيلم بالكشف عما خفي عنا من عوالم مجهولة، قوامها تلك الحشرات الصغيرة الحجم، التي يبلغ مدى تأثيرها وفاعلية خطورتها ما يفوق الأسلحة الفتاكة.

يبدو الفيلم مهموما، ليس ببث الخوف من هذه الكائنات التي تُمارس دورها الطبيعي، بقدر ما هي رغبة في تقديم عالم آخر يقبع بالجوار، مُغاير عما نُدركه ولا ندري عنه شيئا، لكنه يستحق قدرا مُلائما من التفكير والتأمل في ماهية هذا العالم وسكانه المُستترين، الذين تتلاقى أساليب حياتهم بطريقة أو بأخرى مع بني الإنسان.

تبلغ مُدة عرض الفيلم نحو 50 دقيقة، ويقوم على تشريح بيئة الحشرات القاتلة، التي تختلف درجة خطورتها بحسب تصنيف كل منها، ليبدو الفيلم بانوراما حية للأطياف المتباينة من هذه الكائنات، فيُزيح الستار عما لا نُدركه منها، ومن ثم يتضاعف الإحساس بالزمن الفيلمي ضمنيا، بحكم موسوعية المعلومات المُتدفقة، التي يزداد منسوب أهميتها طرديا مع توالي السرد.

عالم الحشرات.. سكان الأرض منذ ملايين السنين

تبدأ المشاهد الأولى من الفيلم بلقطات استهلالية لأرجاء شاسعة من إحدى الغابات، ثم تلي هذا التسلسل لقطة مُقربة لإحدى حشرات فرس النبي، تقف بأرجلها الطويلة مُتأهبة للقنص والانقضاض، في حين يُنبئنا التعليق الصوتي عن مدى اتساع العالم المُحيط، وأن الإنسان لا يملك حيلة ما تُعينه على تَسيد الأرض، لأن هنالك ما يحوي بين فكيه قوة أكبر، فالحشرات هي التي تملك منصة الحكم في هذا الكوكب.

فرس النبي تفترس جندبا بلا رحمة

وهكذا يُدخلنا الفيلم رأسا في مضمون رؤيته وهويته الفكرية، ويسرد في الدقائق التالية بعض التمهيد الواجب قبل الولوج لهذا العالم الغريب المثير، إذ يواصل التعليق الصوتي رسم التنوع الهائل في عالم الحيوان، فشعبة “مفصليات الأرجل” مثلا تضم عددا من الفصائل منها الحشرات والعناكب وباقي القشريات، وتُعد الحشرات من أوائل الكائنات الحية التي استوطنت كوكب الأرض منذ مئات الملايين من السنوات، وهنا يُمكن استنباط منبع قوتها السلطوية في مقابل انكماش قوة الإنسان، فهو أحدث وجودا بالمقاييس الزمنية.

وفي أعقاب المُقدمة السابقة، يتوالى التعليق الصوتي في استكمال سرده المُثير عن الحشرات، لكن هذه المرة يُدخلنا لعالم الحيوانات الصائدة للحشرات، وذلك عالم تلعب فيه الأحجام والكتلة دورا أساسيا في ترجيح كفة الآكل والمأكول، فلا ريب أن من هو أكبر حجما ستتنوع أمامه الوجبات الشهية من الحشرات ذوات الأحجام الضئيلة، في حين تمارس هذه الحشرات شعائر أكلها للكائنات الأصغر منها، وتلك تراتبية أقرب للرتب العسكرية، فالأصغر يُقَدم قُربانا للأكبر، وهكذا دواليك في دائرة لا تكاد تنتهي.

حرباء تلتهم حشرة فرس النبي التي كانت تلتهم جندبا

وفي هذا الإطار نرى في أحد المشاهد حشرة “فرس النبي” واقفةً على غصن مُتدلٍّ من أطلال شجرة قديمة، وهي تلتهم بشراهة إحدى الحشرات الأصغر حجما بعد صيدها بمهارة. وفي المقابل يأتي من الخلف حيوان الحرباء بخطوات بطيئة مُتزنة، يُتابع فريسته بهدوء ممزوج بالترقب، ثم تنقضّ الحرباء بلسانها الطويل الذي يلتف حول الحشرة الآكلة، وبالتبعية فإن المأكولة أيضا ستنصهر بين أنيابه.

التوازن البيئي.. لعبة التعادلات الدائمة في الكون

لا تعيش الحشرات منفردة في هذا المُحيط البيئي، بل هي مُحاطة بكائنات أخرى تفوقها حجما وقوة، فالغابة تضم بين راحتيها كثيرا من الثدييات، كالأسود والحُمر الوحشية، وغيرهم من الكائنات ذوات الأرجل الأربعة.

وهنا يُطلعنا الفيلم على لعبة التوازن البيئي، تلك المُعادلة التي لا خاسر فيها، فإذا كان الحيوان الأثقل وزنا بحسابات الحجم، يتغذى تلقائيا على من هم في الطبقات الدنيا، فإن الحيوانات الرابضة في أسفل هذا المُنحنى، تتغذى على ما هو أقل منها في ميزان القوى، فالجميع يعَد وجبة دسمة لغيره من الكائنات، وهكذا دواليك في مصفوفة دائرية ذاتية الدوران، في حين تقتات الأرض على العنصر الأقوى في هذه الحسبة المُعقدة، فبعد انتقاله إلى عالم الموت، فإن التربة الأرضية ومن تحتها يقومون بدورهم التقليدي الموكل إليهم في هذه العملية الطبيعية.

أسود تنقض على فريستها فوق الأرض

وفي هذا السياق تنتقل الكاميرا عبر المونتاج المتوازي بين عالمين، أحدهما فوق الأرض والآخر في باطنها، فالعالم الأول نرى فيه مجموعة من الأسود أثناء استعدادها لقنص واصطياد قطعان شاردة من الجاموس البري، لتتقاطع هذه المشاهد مع مثيلتها الواقعة تحت الأرض، وأبطالها الرئيسيون حشرة “خنفساء النمر” التي تسعى بصبر وأناة إلى اصطياد طعام العشاء المُشكل من جثمان “صرصور الليل”، فالأسود تنهش بقواطع أسنانها الحادة لحم الجاموس الشهي الذي يتغذى بالأعشاب وأوراق الشجر، في حين تواصل “خنفساء النمر” التهام وجبتها بنهم بادٍ.

“خنفساء النمر” تجر حشرة لتلتهمها تحت الأرض

وتتوالى المشاهد تعبيرا عن فلسفة التوازن البيئي، الذي تجري مُقدراته كل بحسب عالمه الذي ينتمي إليه، فالحيوانات فوق الأرض تلعب أدوارها المرسومة ذاتيا لها، وكذلك الحشرات بين طبقات التراب والرمال، إذ تُمارس ما هو مُخطط لها من أفعال تؤديها لا إراديا، فدائرة الحياة يجب أن تُكمل دورانها.

خنفساء النمر.. أسرع الحشرات على كوكب الأرض

تنتقل الكاميرا بحيوية بين الحشرات المُختلفة، فتُظهر الزوايا المقربة العالية الجودة أناملَها المزودة بالأسنان الشائكة، ثم نصعد لأعلى نحو فمها الصغير ذي الفك الحاد القادر على سحب وقضم الأنواع الأخرى من الحشرات والكائنات الأقل حجما والأدنى قوة، ونُتابع مراحل صيد الحشرة الضئيلة القوام، بدءا من خطوات الإعداد للقنص والاختباء أسفل طبقات الرمال، ثم اختطاف الفريسة العابرة فوق مكمن الحشرة الأكبر في سرعة قد لا نلمحها بالعين المُجردة. لكن تُرى ما هذه الحشرة؟ وما هي قُدراتها الهجومية؟

“أنثى خنفساء النمر”، أسرع حشرة على كوكب الأرض

يُعرفنا التعليق الصوتي المصحوب بالمشاهد المُتدفقة السريعة الإيقاع على هذا الضيف، إنها حشرة “أنثى خنفساء النمر”، وهي تُعد بحسب التصورات العلمية أسرع حشرة على كوكب الأرض، فسرعتها تُعادل سرعة الفهد، على أن نأخذ في الاعتبار اختلاف الحجم بين كليهما، ومن ثم تُساعد السرعة التي تملكها في ممارسة أيسر لعمليات الصيد والإيقاع بالفرائس بحرفية واضحة.

الجندب.. مفترس متمهل يتماهى مع ألوان الطبيعة

ليست تقنيات الصيد ذات الكفاءة العالية حكرا على “خنفساء النمر”، بل هنالك عشرات الأنواع منها حباها المولى عز وجل بهذه الصفات وأكثر، وعند هذه النقطة نذهب لرقعة أخرى من كوكبنا، حيث الصراع بين حشرات “فرس النبي” و”الجنادب”، ذلك النوع النادر من الجراد الذي يتخذ فروع وأوراق الأشجار مسكنا وساحة صيد كذلك.

بسبب لونه القريب من لون الطبيعة، يستطيع الجندب مباغتة الحشرات الأصغر منه حجما

فالجُندب -مقارنة بفرس النبي- يملك ميزة تنافسية، تُمكنه من افتراس أعدائه من الطوائف الأخرى من الحشرات، ويُمكن حصرها في لونه المُتقارب مع البيئة الخضراء، وسيره المُتمهل غير المحسوس، وقوائمه الطويلة ذوات الرؤوس المُدببة، وهي تُعينه في القبض على فريسته، فتستسلم في ثوان معدودات.

الذبابة الأفعوانية.. وجبة شهية ومدافع جائع عن الأشجار

لا تتوقف عمليات الصيد على الحشرات الصغيرة فحسب، بل إنها تمتد للنباتات أيضا، فالنباتات تُصبح فريسة سهلة المنال أمام جحافل حشرات “المن”، التي يتسم لونها الوردي بالطزاجة والجاذبية، لكنها -مع لونها الرقيق- تقتات علىالسوائل المُندمجة في نسيج النبات ذاته بمثقابها الداخلي المُزودة به، ومن ثم تُصيب الأوراق والأشجار بالهزال والضعف.

جحافل من حشرات “المن” تنتظر مفترسها

وهنا تظهر “الذبابة الأفعوانية” على مسرح الأحداث، لا بحجة الدفاع عن حرية الأشجار المُنتهكة، بل لأن الجوع يطرق بطونها بقوة لا ترحم، فالصراع المُحتدم بين هذه الذبابة وحشرات المن قديم، يعود لأزمنة سابقة طويلة الأمد، فأجداد أسراب الذباب الأفعواني تقف بالمرصاد لجيوش المن.

“الذبابة الأفعوانية”، عدو لدود لحشرة المنّ

ويبدو أنها ليست فريسة فحسب لأفواج الذباب الأفعواني، لكنها وجبة شهية كذلك لأفراس النبي، هذه الحشرة الوحيدة القابل رأسها للدوران بشكل كامل، بما يُتيح لها المناورة ومعرفة من يقبع حول جهاتها الأربع، لا من أجل التجهيز لعمليات الصيد فقط، بل لحماية بيوضها المخبأة من الهجمات المُحتملة للفصائل الأخرى من الحشرات القاتلة الباحثة عن ضحاياها بنهم يوازي انفتاحها للحياة.

الدعسوقة.. حشرة قاتلة لا ينطفئ جوعها

تستكمل الكاميرا رحلتها الشيقة فوق الأرض وبين ثناياها، كاشفة عما لدى هذه الكائنات الصغيرة الخطرة من حب متوقد للحياة، وأبلغ تعبير عن هذا التقدير لمسارات الحياة المُتشعبة، هو مُمارسة الصيد الدائم، فكلما ازدادت سطوة الجوع، استمرت الحياة في التدفق، ولم تزل الحشرات في بحث دؤوب عما يُشبع بطونها المُكتنزة.

الدعسوقة، حشرة لا تشبع أبدا

ومن ثم يتعرض الفيلم بشكل مُبطن لقضية الحياة والموت، فيطبّقها بأسلوب غير محسوس على عالم الحشرات، فحشرات الدعسوقة كما تُطالعنا على الشاشة بظهورها الملونة، مُصابة على الدوام بالجوع الذي لا يهدأ، وقد أورثت أبناءها هذا النهم الذي لا يرتوي، إذ تستغل اليرقة الواحدة ما يربو على 3500 حشرة “منّ” حتى يكتمل نموها، وتخرج من أسر الطفولة إلى طور الكبر والبلوغ.

يرقة الدعسوقة الواحدة تستهلك ما يربو على 3500 حشرة “منّ” حتى يكتمل نموها

ثم تصاحبنا الكاميرا لمتابعة المراحل المُتعاقبة لحياة الحشرات، بدءا من لحظة انبثاقها من البيض، مرورا باحتكاكها الأوّلي بالحياة الخارجية، وصولا لاختلاطها مع الكائنات الأخرى، واكتمال استحقاقها للقب صياد، فالدعسوقة تتحول بين ليلة وضُحاها إلى كائن مُكتمل البنيان، مثلما نرى في مشهد من أجمل مشاهد الفيلم، تلك اللحظة التي تنزع فيها ردائها الجلدي وتنبثق منه كائنا جديدا، يملك مُقدرات حياته بين أنيابه.

فرس النبي.. قاتلة تختبئ بانتظار إفراز بيوضها

من أجل الوصول لمرحلة الاكتمال -سواء في حشرات الدعسوقة أو غيرها- هنالك سلسلة من الخطوات تسبق هذا التطور، وتطبيقا على حشرة “فرس النبي” التي ترافقنا أمام الكاميرا، نُتابع كيف ترفع قوائمها الأمامية الملونة، دلالة على التحذير من هجوم مُرتقب، وتعبيرا عن الصداقة أو الرغبة في التزاوج.

بينما أنثى فرس النبي في لحظة انشغال مع فريستها، تكون اللحظة السانحة للذكر كي يتمكن منها

لكن هذه الرغبة محفوفة على الدوام بالخطر، فأنثى “فرس النبي” إذا بوغتت بوجود الذكر في مُحيطها وهي غير راغبة في الوصال، فإن قوائمها تتحول تلقائيا لأسلحة سريعة الوصول للهدف، وما الهدف سوى الذكر الذي سيصبح حينها ذكرى عابرة.

وبعد القيام بهذه العملية الحيوية، تختبئ الأنثى إلى حين حلول الربيع، وهو موعد إفراز البيوض، إذ تبقى في وضع الانتظار الذي يتخلله الصيد والانقضاض، لتبدأ حينها صغار أفراس النبي رحلة جديدة، بعد اصطدامها بالعالم الخارجي، مشوبة بالخوف والحذر من أن تقع فريسة بين فِكاك حيوان الغرير، الذي يقبع غذاؤه الوحيد بين فصائل الحشرات الرابضة فوق الأرض أو على ضفاف الأنهار.

حشرات الأرض والماء والجو.. شخصيات حقيقية من لحم ودم

بالقرب من أحد الأنهار، تلتقط العدسات المُقربة حياة حشرة “أنثى دبور الحفار” وهي تُجهز عُشها النفقي المُمتد في الأعماق، وحينها يُمكنها إخفاء جثمان الجُندب المسكين، فقد ذهبت روحه ضحية لجرعات سُمها التي بثته فيه، وسيصبح فيما بعد وجبة لأبنائها.

وعند هذا المُنعطف، يُدخلنا السرد إلى حشرات من نوع مُغاير، تُمثل البيئة المائية مكانها المُفضل، فالأنهار كذلك تحوي بين ضفافها أنواعا مُتباينة من الحشرات السامة، منها “بقّيات الماء” التي تستطيع صيد فرائسها أسفل سطح الماء، والسير بأذرعها الأمامية بسهولة ويسر على سطح الماء، دون أن يسقط جسدها بين القطرات الراكدة.

بسبب خاصة التوتر السطحي، تستطيع “بقّيات الماء” السير على الماء واصطياد فرائسها من داخله

وبنظرة بانورامية، نستطيع ملاحظة أن العناصر الثلاثة المُكونة للحياة -الأرض والماء والهواء أو الجو بمعنى أدق- تحوي هذه الحشرات القاتلة، القادرة بين لحظة وأخرى، على أن تنقل تُعساء الحظ من هذا العالم إلى ذاك، فقد نجح الفيلم عبر سرده المُتمهل في التعريف بما يقرب من 13 حشرة، تقترب منهم الكاميرا، نُتابع التفاصيل الدقيقة لحياتها، وكأننا نُعايش شخصيات حقيقية من لحم ودم.

وفي هذا السياق تبرز قوة التصوير وحرفيته الجلية، ليبدو الفيلم -على مذاقه العلمي الواضح- ذا أسلوب ذكي حساس، ينتقل بحيوية بين هذه الحشرة وتلك، ويضفي لمسة ساحرة على الفيلم ومضمونه الفكري، فيبعث على التأمل في الحياة، فهي لا تزال تخبئ كثيرا من أسرارها، لكنها تبحث عن من يكسر شفراتها، لتبوح له بما توارى، وما خفي كان أعظم.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *