تبادل حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء القصف المدفعي والصاروخي، في حين حذرت تركيا من اندلاع حرب “لن تنتهي” بين لبنان وإسرائيل.
وقال حزب الله إن مقاتليه استهدفوا بالصواريخ تجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في مواقع “جل العلام” و”رويسات العلم” و”المرج” و”المنارة” وثكنة “دوفيف”، وحققوا إصابة مباشرة في صفوفهم.
وأضاف الحزب في بيان منفصل أنه استهدف بصاروخ بركان تجمعا لجنود الاحتلال الإسرائيلي في محيط موقع المالكية وحققوا إصابة مباشرة.
كما أعلن الحزب مقتل 2 من عناصره في المواجهات مع الجيش الإسرائيلي عند الحدود جنوبَ لبنان، وبذلك ترتفع حصيلة قتلاه إلى 140 منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وهذه الصواريخ هي الأولى التي يطلقها “حزب الله” على إسرائيل، بعد اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس)، في هجوم شنته طائرة مسيّرة على مبنى بالضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت.
اعتداء خطير
وأمس الثلاثاء، قال حزب الله، إن عملية اغتيال العاروري بضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية “اعتداء خطير على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته، ولن تمر من دون رد”.
وأضاف حزب الله في بيان أن اغتيال العاروري تطور خطير في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم، اليوم الأربعاء، خلية مسلحة وأهدافا لحزب الله في جنوب لبنان.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه رفع حالة التأهب على طول الحدود مع لبنان، كما قرر تعزيز منظومة القبة الحديدية في الجليل الأعلى.
من جانبه، قال مراسل الجزيرة إن غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة مركبا جنوبي لبنان.
تحذيرات تركية
وفي سياق متصل، حذّر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم، من اندلاع حرب بين لبنان وإسرائيل، مؤكدا أن هذه الحرب لن تنتهي في حال نشوبها.
جاء ذلك في تصريحات للصحفيين بمقر الخارجية التركية ردا على سؤال حول تداعيات اغتيال العاروري أمس الثلاثاء في بيروت. وقال فيدان: “في حال حدث ذلك لن تنتهي الحرب بالتأكيد، وإذا كانت هناك رغبة في حل القضية، فيجب التركيز على السلام وحل الدولتين”.
وذكر الوزير التركي أن العملية الإسرائيلية في لبنان لم تضرب موقعا أو قياديا لحزب الله، لكنها بعثت برسالة إلى لبنان مفادها “أنا أحلق فوقك، وأراقبك”، مضيفا أن الدعم غير المشروط الذي تقدمه الولايات المتحدة أو بعض الدول الغربية لإسرائيل يمثل مشكلة كبيرة.
وقال فيدان: “في معادلة تقاتل فيها الولايات المتحدة نيابة عن إسرائيل، سوف ترغب دول المنطقة في تطوير قوة مضادة”.
وتضامنا مع قطاع غزة، يتبادل حزب الله وفصائل فلسطينية في لبنان مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا متقطعا منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول؛ وهو ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى على طرفي الحدود.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب سلطات القطاع والأمم المتحدة.