نقلت وسائل إعلام أميركية عن مصادر لم تكشف أسماءهم أن “الولايات المتحدة قدمت معلومات استخباراتية ساعدت في إنقاذ أربع رهائن، السبت”.
وكان الجيش الاسرائيلي قد أعلن أن نوعا أرغماني (26 عاما) وألموع مئير (22) وأندري كوزلوف (27) وشلومي زيف (41) “حرروا في عملية خاصة صعبة خلال النهار في النصيرات”، في وسط قطاع غزة.
وخطف هؤلاء جميعهم من مهرجان نوفا الموسيقي خلال هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وقالت مصادر لصحيفة واشنطن بوست إن “فريقا أميركيا يتمركز في إسرائيل قدم المعلومات” مشيرا إلى أنها معلومات “ثانوية” أو داعمة لما جمعته الاستخبارات الإسرائيلية قبل تنفيذ العملية.
وأكد مصدر أن المعلومات تضمنت صورا جوية.
وقال مسؤول أميركي لشبكة “سي إن إن” لم تكشف اسمه إن “الخلية الأميركية التي ساعدت في إنقاذ الرهائن الإسرائيليين، هو فريق موجود في إسرائيل منذ السابع من أكتوبر، ويقوم بجمع معلومات حول الرهائن”.
وأكد مصدر مطلع أنه “لم يكن هناك قوات أميركية على الأرض (في غزة) خلال تنفيذ مهمة (إنقاذ الرهائن)”.
وتتكون هذه الخلية من “أفراد عمليات خاصة ومخابرات يعملون في السفارة” لدى إسرائيل، وهم يتواجدون في إسرائيل منذ بدء الحرب، بحسب واشنطن بوست.
وتعتمد هذه “الخلية” في عملها على تحليل وجمع معلومات عبر طائرات مسيرة أميركية تحلق فوق غزة، واعتراض الاتصالات ومصادر أخرى، وفق الصحيفة.
من هم الرهائن الأربع الذين حررتهم إسرائيل في غزة؟
أعلن الجيش الإسرائيلي السبت أنه تمكن من “تحرير” أربعة رهائن كانوا محتجزين في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة.
وردا على سؤال بخصوص الأنباء التي أشارت إلى دعم الاستخبارات الأميركية لعملية الإنقاذ، قال بيتر ليرنر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لقناة “سي إن إن” إن إسرائيل والولايات المتحدة بينهما “علاقة عمل وثيقة وحميمية” فيما يتعلق بالمخابرات، لكنه امتنع عن الخوض في التفاصيل.
مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، قال في بيان “إن الولايات المتحدة تدعم جميع الجهود الرامية إلى تأمين إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين عند حماس، بما في ذلك المواطنين الأميركيين”.
وأشار إلى أن هذا يتضمن “مفاوضات مستمرة، ووسائل أخرى”، من دون الكشف عن التفاصيل.
وتحدثت تقارير أخرى أوردتها نيويورك تايمز وأكسيوس عن المساهمة الأميركية في عملية تحرير الرهائن.
مزاعم زائفة
وكانت قد انتشرت مزاعم تفيد أنه تم استخدام رصيف المساعدات المؤقت الي أنشأته الولايات المتحدة ومرافقه ومعداته في عملية تحرير الرهائن.
ونفى بيان للقيادة المركزية الأميركية “سنتكوم” استخدام مرفق الرصيف الإنساني، بما في ذلك معداته وأفراده، في عملية إنقاذ الرهائن السبت في غزة.
وأضاف البيان أن الجيش الإسرائيلي استخدم “المنطقة الواقعة جنوب المرفق لإعادة الرهائن بأمان إلى إسرائيل”.
ووصفت سنتكوم المزاعم بأنها “زائفة”، مؤكدة أن إنشاء “الرصيف المؤقت على ساحل غزة (وجد) لغرض واحد معين، وهو المساعدة في نقل المساعدات الإضافية المنقذة للحياة التي تشتد الحاجة إليها في قطاع غزة”.
بيان القيادة المركزية الأمريكية بخصوص عمليات الإنقاذ التي قام بها جيش الدفاع الإسرائيلي هذا اليوم
أن مرفق الرصيف الإنساني، بما في ذلك معداته وأفراده، لم يتم استخدامهم في عملية إنقاذ الرهائن اليوم في غزة. لقد أستخدم الإسرائيليون المنطقة الواقعة جنوب المرفق لإعادة الرهائن بأمان… pic.twitter.com/Q8lntDytZ8
— U.S. Central Command (@CENTCOMArabic) June 9, 2024
كما نفى الجيش الإسرائيلي، السبت، أن تكون قواته استخدمت شاحنات مساعدات أو الرصيف الأميركي في عملية تحرير الرهائن الأربعة، يوم السبت، من وسط قطاع غزة.
وأكد الجيش في بيان أن الرهائن جرت “إغاثتهم” في موقعين مختلفين في النصيرات مشيرا إلى أنهم نقلوا إلى المستشفى و”حالتهم الصحية جيدة”.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أنه “لن نتوقف قبل أن ننجز المهمة ونعيد كل رهائننا إلى ديارهم، الأحياء منهم والقتلى”.
من جهته، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره حماس في غزة إن “عدد ضحايا مجزرة الاحتلال الإسرائيلي في مخيم النصيرات ارتفع إلى 210 شهداء وأكثر من 400 جريح وهؤلاء وصلوا إلى مستشفيين، مستشفى العودة في النصيرات ومستشفى شهداء الأقصى بدير البلح”.
عملية تحرير الرهائن.. إسرائيل تعلق على مزاعم استخدام الرصيف الأميركي وسيارات مساعدات
نفى الجيش الإسرائيلي، السبت، أن تكون قواته استخدمت شاحنات مساعدات في عملية تحرير الرهائن، وفقا لما أفاد به مراسل “الحرة”.
ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان إنقاذ الرهائن والهجوم الإسرائيلي المميت جزءا من نفس العملية، لكنهما حدثا في النصيرات، وهي منطقة شهدت معارك وقصفا في كثير من الأحيان خلال الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر بين إسرائيل وحماس.
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي “لبحث تداعيات المجزرة الدموية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي” في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، وفقا لما نقلت وكالة وفا الفلسطينية.
من جهته، رجح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في تصريح لموقع الحرة أن يكون عدد كبير من هؤلاء القتلى من مسلحي حماس، وأضاف أن الحركة تتحمل مسؤولية مقتل أي مدنيين لأنها أخفت الرهائن بينهم.
وقال: “تقديراتنا أن عددا كبيرا من القتلى الذين تتحدث عنهم حماس هم من عناصر الحركة ونحملها المسؤولية كاملة عن سقوط المدنيين لأنها وضعت الرهائن في قلب منطقة سكنية لاستخدامها لأغراض عسكرية”.
وخلال هجوم حماس في السابع من أكتوبر، احتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 116 منهم محتجزين في غزة، من بينهم 41 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وأدى الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر إلى تحويل القطاع إلى أنقاض وتسبب في مجاعة واسعة النطاق ومقتل أكثر من 36 ألف فلسطيني، بحسب السلطات الصحية في غزة.
ورحب الرئيس الأميركي جو بايدن بعملية تحرير الرهائن، قائلا: “لن نتوقف عن العمل حتى يعود جميع الرهائن إلى ديارهم ويتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وهذا أمر من الضروري أن يحدث”.
جاء تصريحه في باريس إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي هنأ أيضا عائلات الرهائن بتحريرهم.