يعاني سكان مدينة درنة (شرقي ليبيا) أزمة بعد أخرى بسبب الإعصار الذي ضرب المنطقة قبل أسبوع، مخلفا كارثة إنسانية هي الأكبر في البلاد منذ عقود.
فبعد مقتل آلاف الأشخاص وفقدان آلاف آخرين، يواجه سكان درنة حاليا صعوبة في الحصول على مياه الشرب التي لم تعد متوفرة في حين أكدت الأمم المتحدة تلوث المياه الجوفية جراء الفيضان.
من جهتها، حذرت وزارة البيئة الليبية من خطورة المياه السطحية والجوفية، وقالت إنها أصبحت ملوثة، وقد تم بالفعل تسجيل 150 حالة تسمم، بسبب تحلل الجثث وتضرر شبكات الصرف الصحي واختلاط المياه بالسيول وما تحمله من نفايات وأوحال وملوثات.
وازداد الأمر تعقيدا نظرا إلى أن شبكة المياه في المدينة مهترئة ولم تخضع لصيانة أو تجديد منذ سنوات، كما أن محطة تحلية مياه البحر بمدينة درنة خرجت هي الأخرى من الخدمة.
تجدر الإشارة إلى أن مياه الشرب المعبأة تمثل المصدر الوحيد الآمن للسكان، لكن فرق الإنقاذ والسلطات المحلية تواجه صعوبة في إيصالها بسبب تقطع الطرق.
هذه الأوضاع التي تعيشها درنة تعكس أزمة المياه في ليبيا عموما، غير أن الإعصار والفيضان فاقما من مأساة المدينة التي توسعت سكانيا وعمرانيا خلال العقود الماضية، وهو ما زاد احتياجاتها من المياه.
ومع غياب الترشيد في الاستخدام والاهتمام بصيانة المنشآت، غزت الملوحة المياه الجوفية في منطقة شيحا وأضرت بالآبار التي كانت تغذيها، فضلا عن نقص كميات المياه بسبب عمليات السحب الجائر.
يذكر أنه لا توجد أنهار في درنة، ويعتمد سكان منطقة الجبل الأخضر على مياه الينابيع بنسبة 73%، فيما توفر مياه الأمطار نحو 3% من الاستهلاك، بعد تخزينها خلف السدود.