حالة “إنذار” في مدن روسية خوفا من “تسونامي” تأثرا بزلزال اليابان

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 7 دقيقة للقراءة

عندما أصابت غارة جوية إسرائيلية مبنى سكنيا على بعد أمتار قليلة من المستشفى الكويتي في جنوب غزة، غرقت المنطقة المحيطة به، المكتظة بالناس الذين فروا من أجزاء أخرى من القطاع، في حالة من الفوضى والدمار، بحسب تقرير لصحيفة “إندبندنت” البريطانية، الإثنين.

وأوضح الشاب عوض الزين (22 عاماً)، الذي كان يجلس بالقرب من المستشفى عندما أصابته شظية من الانفجار: “لم تكن غارة جوية عادية”، مضيفا: “لقد كان الأمر مرعباً”.

وذكر شهود عيان للصحيفة، أن الناس الذين كانوا في الشوارع خارج المستشفى، هرعوا خائفين بحثا عن أي ملاذ آمن، حيث اختبأ بعضهم خلف سيارات إسعاف، بينما جرى آخرون على غير هدى، دون أن يعرفوا ماذا يفعلون.

ومن تلك المشاهد، أب كان يركض بسرعة وهو يحمل طفله الصغير، في حين انقلبت عربة صغيرة يجرها حمار رأسا على عقب، لتتناثر على الأرض الإمدادات التي كانت عليها، بينما تم نقل العديد من الجرحى للمستشفى وهم يتلوون من الألم، وفق “إندبندنت”.

حرب غزة.. الجيش الإسرائيلي سيسرح بعض جنود الاحتياط 

أعلن الجيش الإسرائيلي تسريح بعض جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم لمحاربة حماس في غزة، وهي خطوة قال، الأحد، إنها ستساعد الاقتصاد في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لحرب طويلة الأمد.

وداخل أروقة المستشفى الكويتي، جرى علاج البعض على الأرض، في حين تكدس آخرون في غرف الصلاة بانتظار الأطباء الذين كانوا يتنقلون على عجل بين مصاب وآخر.

وقال المدير الطبي للمستشفى الكويتي، جمال الهمص، لصحيفة “إندبندنت”، إن الظروف هناك “ساءت بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة”، مضيفا: “ليس لدى المستشفى القدرة على علاج هؤلاء المرضى بالشكل الملائم”.

وتابع: “في بعض الأحيان، نتعامل مع أشخاص لديهم إصابات خطيرة للغاية تجبرنا على إخراج المرضى الآخرين من أجنحة المستشفى إلى الفناء أو إلى غرف الصلاة، لإفساح المجال لهم”.

وأردف: “عندما نجد أطفالنا مصابين بجروح خطيرة في الرأس أو الجذع، وعندما يتم إحضار أطفالنا إلى المستشفى وهم على وشك الموت أو العجز الدائم، فإن هذا هو أكثر ما يؤلم الفريق الطبي”.

وزاد: “الطفل البريء الذي كان جالسا في منزله لا علاقة له بهذه الحرب ولا بالسياسة ولا بالأمن ولا بالجيش”.

ويقع المستشفى الكويتي في مدينة رفح، بالقرب من الحدود مع مصر في الطرف الجنوبي من غزة، وهي واحدة من المناطق القليلة في القطاع التي لا تخضع لأوامر الإخلاء. 

وكانت الطائرات الإسرائيلية قد قصفت، الأحد، منطقتي المغازي والبريج وسط مدينة غزة، مما أجبر المزيد من السكان على الفرار باتجاه رفح.

وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حركة حماس، في أعقاب هجمات السابع من أكتوبر التي أسفرت عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، مع احتجاز 240 آخرين كرهائن، لا يزال نحو 129 منهم مختطفين، بحسب السلطات الإسرائيلية.

في المقابل، أدى القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 21800 شخص، غالبيتهم نساء وأطفال، وفقا للسلطات الصحية في غزة.

الطائرات الإسرائيلية تدك وسط غزة.. ونتانياهو يلمح لحرب أطول أمدا

قال سكان ومسعفون إن الطائرات الإسرائيلية كثفت هجماتها على وسط قطاع غزة، الأحد، في وقت تحتدم فيه المعارك حول أنقاض بلدات ومخيمات لاجئين في الحرب التي قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إنها ستستغرق “عدة شهور أخرى” قبل أن تنتهي.

كما دفع القصف والمعارك نحو 85 في المئة من سكان القطاع، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، إلى ترك منازلهم.

“ما ذنب الأطفال؟”

وأوضح الهمص أن الأمراض المعدية تنتشر بسرعة في رفح، وأن الفريق الطبي في المستشفى الكويتي يتعامل مع أعداد كبيرة من الحالات، بالإضافة إلى علاج المصابين بأمراض طويلة الأمد، مثل السكري وأمراض القلب والسرطان.

وعن الظروف اليومية في رفح، قال الزين: “هذه ليست حياة، لا يمكننا الاستحمام، ولا يوجد طعام أو شراب، ولا يتوفر أي شيء من الاحتياجات الضرورية”.

وأفادت منظمة الصحة العالمية بارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض في جميع أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك زيادة 5 أضعاف في حالات الإسهال، بالإضافة إلى التهابات الجهاز التنفسي العلوي، والتهاب السحايا، والطفح الجلدي، والجرب، والقمل، وجدري الماء.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة “أونروا” إن الحرب ونقص الإمدادات “جعلت 40 في المئة من سكان غزة يتعرضون لخطر المجاعة”، وذلك في ظل الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع.

وقالت إسرائيل، الأحد، إنها مستعدة للسماح لسفن من بعض الدول الغربية بإيصال المساعدات مباشرة إلى شواطئ غزة، بعد عمليات تفتيش أمنية في قبرص.

وأوضح وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، في حديث إلى محطة إذاعة تل أبيب، أن تلك الخطة يمكن أن تبدأ “على الفور”.

وأضاف أن بريطانيا وفرنسا واليونان وهولندا، من بين الدول التي لديها سفن قادرة على التوجه مباشرة إلى شواطئ غزة، التي تفتقر إلى ميناء للمياه العميقة. 

وبدا أن الوزير الإسرائيلي يتوقع من تلك الدولة أن تفعل ذلك، بدلاً من تفريغ المساعدات في موانئ إسرائيل.

وتشير تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، السبت، إلى أنه لن يكون هناك تراجع في الصراع قريبا. وقال إن “الحرب في ذروتها”، وإن منطقة “محور فيلادلفيا” الحدودية بين غزة ومصر، ينبغي أن تكون تحت سيطرة إسرائيل.

وأعربت الولايات المتحدة عن رفضها لهذه الخطوة، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، في مقابلة مع قناة “إيه بي سي”، الأحد: “نعم سمعنا تصريحات نتانياهو، لكننا لا نعتقد أن إعادة احتلال غزة هو الشيء الصحيح لإسرائيل أن تفعله، سواء للإسرائيليين أو الفلسطينيين”. 

وأضاف: “الرئيس جو بايدن كان واضحا، نحن لا ندعم أي إعادة احتلال لغزة”. 

وأشار إلى أن ما تدعمه الولايات المتحدة في مرحلة ما بعد الحرب “شيء يلبي طموحات الفلسطينيين، من خلال تأهيل السلطة الفلسطينية للسيطرة على القطاع، نعتقد أن هذا هو أفضل حل وهذا أمر سنستمر في التحدث فيه مع الإسرائيليين والأطراف في المنطقة”. 

ومحور فيلادلفيا الذي يسمى أيضاً “محور صلاح الدين” شريط حدودي على امتداد الحدود بين غزة ومصر، ويعتبر منطقة عازلة بموجب اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.

وفي هذا الصدد، قالت أم محمد، وهي فلسطينية نازحة تعيش على الحدود، لرويترز: “انتقلنا إلى هنا من خان يونس على أساس أن رفح مكان آمن، لكن لا يوجد متسع في رفح لأنها مكتظة بالنازحين”.

وختمت: “إذا سيطروا (إسرائيل) على الحدود، فأين سيذهب الناس؟”، معتبرة أن ذلك سيكون “كارثة”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *