في إطار مساعي التوصل إلى تهدئة مؤقتة في قطاع غزة، ذكرت تقارير عبرية أن حركة حماس الفلسطينية تلقت مؤخرًا اقتراحًا، بوساطة من الولايات المتحدة وقطر وبعض الأطراف الدولية، يتضمن وقفًا لإطلاق النار لمدة 30 يومًا.
وأوضحت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أن هذه الهدنة ستشمل إطلاق سراح ما بين 11 و14 رهينة محتجزين في قطاع غزة.
ويهدف الاقتراح إلى بدء مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة، سعيا إلى تحقيق انفراجة في الأزمة القائمة، مع إمكانية الإفراج التدريجي عن رهائن إضافيين خلال فترة الهدنة، وفق صحيفة “تايمز أوف إسرائيل“.
ومن المتوقع استئناف المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في الأيام المقبلة، حيث يتضمن المقترح المقدم، وفقًا لمصادر مطلعة، الإفراج عن نساء وأطفال من الرهائن.
ووفقًا لمصادر صحفية، فإن إسرائيل تسعى لإطلاق سراح الرهائن ضمن اتفاقية هدنة مؤقتة، إذ صرح رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، أن حكومته لن توافق على إنهاء الحرب ولن تقبل باستمرار حكم حماس لغزة، كجزء من أي اتفاق.
من جانبها، نقلت وكالة فرانس برس عن مصدر وصفته بـ”المطلع على المفاوضات”، قوله إن الوسطاء “سيقدمون اقتراح هدنة لأقل من شهر” إلى حماس.
وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته بسبب حساسية المحادثات، إن الاجتماعات بين رئيس الموساد ديفيد برنيع ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة، والتي انتهت الإثنين، ناقشت هدنة “لأقل من شهر” في غزة، تشمل تبادلا للرهائن مقابل سجناء فلسطينيين لدى إسرائيل، وزيادة المساعدات لقطاع غزة.
دبلوماسي أميركي سابق: واشنطن تريد المزيد من المساعدات الإنسانية لغزة
أكد مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق، ديفيد شينكر، الثلاثاء، أن واشنطن تريد المزيد من المساعدات الإنسانية لغزة، في إشارة إلى تدهور الأوضاع هناك بسبب الحرب.
وعلى الرغم من إصرار نتانياهو على شروطه، فإن بعض المصادر تشير إلى أن رفضه للهدنة الكاملة قد يعقد الاتفاق، حيث إن حماس تصر على وقف كامل للعمليات القتالية كشرط لأي اتفاق، كما ذكرت “هآرتس”.
وحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت“، فقد أوضح القيادي في حماس، سامي أبو زهري، أن الحركة “تدرس المقترحات المطروحة”، لكنها تؤكد على “ضرورة خروج القوات الإسرائيلية من القطاع وإنهاء الحصار، كشرط أساسي”.
واعتبر أن أي اتفاق “يجب أن يتضمن أيضًا دخول المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار غزة”، وإتمام صفقة تبادل الرهائن والسجناء الفلسطينيين بين حماس وإسرائيل.
وكان مصدر مطلع تحدث لشبكة “سي إن إن”، الإثنين، توقع ألا تؤدي المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة إلى إحداث “تقدم كبير”، حتى يتم إعلان الفائز في انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر.
وأضاف المصدر أن الجولة الأخيرة من المحادثات، التي انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة، الأحد، لم تركز على التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار، بل على تحريك عملية المفاوضات.
نتانياهو يعلّق على مقترح “هدنة الـ48 ساعة” في غزة
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، إنه لو كان هناك طرح لإطلاق سراح أربعة رهائن مقابل وقف إطلاق نار لمدة 48 ساعة لكان قد وافق على ذلك.
ونقلت وكالة رويترز، الأحد، عن مسؤول مطلع أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه”، ورئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، ورئيس الوزراء القطري، اجتمعوا، الأحد، في الدوحة للتفاوض بشأن اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في القطاع.
وأضاف المسؤول أن المحادثات تهدف إلى إقناع إسرائيل وحماس بالموافقة على وقف القتال في قطاع غزة لمدة تقل عن شهر، على أمل أن يؤدي ذلك إلى اتفاق أكثر استدامة.
والإثنين، قال مراسل الحرة، نقلا عن وسائل إعلام محلية، إن المحادثات التي عقدت يومي الأحد والإثنين انتهت بالفعل.
وذكر موقع “يديعوت أحرونوت” أن إسرائيل وقطر “غير متحمستين لفكرة إبرام صفقة مصغرة” لتشكل انطلاقة لاتفاق أوسع، مثلما اقترح الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي.
وتعليقا على التقارير التي تحدثت في الآونة الأخيرة عن وجود مقترح هدنة لمدة يومين مقابل إطلاق سراح 4 رهائن، قال نتانياهو خلال جلسة كتلة حزب الليكود: “وقف إطلاق النار لمدة يومين مقابل إطلاق سراح 4 رهائن.. سأقبله على الفور. أتمنى أن يقدموا مثل هذا العرض.. إنه غير موجود”.
وتابع: “نحن نبحث عن أطر جزئية، فيما يتماشى مع سياستنا، ونحن نريد تحقيق المصالح الوطنية في أسرع وقت ممكن”.