دعت جنوب أفريقيا -الجمعة- المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق مع قادة إسرائيل بشأن ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في قطاع غزة، حيث أسفر القصف المستمر منذ شهر عن استشهاد أكثر من 11 ألف فلسطيني جلهم من الأطفال والنساء.
وقد استدعت خارجية جنوب أفريقيا سفير إسرائيل لديها احتجاجا على ما وصفته بسلوكه المؤسف والمرتبط بالحرب على غزة.
وكانت بريتوريا قد استدعت مطلع الأسبوع الجاري كافة دبلوماسييها من إسرائيل.
ودعت جنوب أفريقيا الأمم المتحدة إلى نشر قوة سريعة لحماية المدنيين في غزة.
القانون الدولي الإنساني
وفي الإطار، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إن على إسرائيل أن تلتزم بالقانون الدولي الإنساني.
وشدد خان على ضرورة السماح للعاملين في المجال الإنساني بالدخول إلى غزة.
وكان المدعي العام أعلن نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن محكمته تحقق بشكل مستقل بما يحدث في فلسطين وإسرائيل.
طلب تحقيق
في غضون ذلك، قدمت 3 منظمات حقوقية فلسطينية طلبا للجنائية الدولية في التحقيق بجرائم حرب ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين في قطاع غزة.
وفي بيان مشترك، دعت المنظمات الثلاث (مؤسسة الحق، مركز الميزان، الحملة الفلسطينية لحقوق الإنسان) المحكمة الجنائية للتركيز على الغارات الجوية الإسرائيلية على المناطق المدنية عالية الكثافة السكانية بغزة، وحصار القطاع، وتهجير سكانه.
وقال البيان “هذه الأفعال ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية تتضمن الإبادة الجماعية والتحريض عليها”.
وأعلنت الجنائية الدولية الجمعة أنها تلقت رسالة من المنظمات الفلسطينية، وستفحص المعلومات الواردة فيها.
يشار إلى أن إسرائيل ليست عضوا بالجنائية الدولية التي مقرها لاهاي، ولا تعترف بولايتها القضائية.
حماية المدنيين
من جانبه، قال رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستور إن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة انتهاك لقانون الحرب الدولي.
وأضاف ستور -في مقابلة مع الإذاعة النرويجية- إن للمدنيين الحق في الحماية، وإنه يجب إدانة انتهاكات قانون الحرب الدولي كافة، معتبرا أنه يعود للمحاكم أن تقرر ما إذا كانت تلك الانتهاكات جرائم حرب.
واعتبر أن لإسرائيل حق الدفاع عن النفس، بيد أنه قال إن ما هو محل خلاف كبير هو كيف يمكن لأفعال إسرائيل في غزة أن تمنحها الأمن على المدى الطويل.
وتابع رئيس الوزراء النرويجي أن “الأطفال الناجين من هذا الجحيم في غزة لن يتصالحوا في المستقبل”.
وقال إن الحل الوحيد هو حل الدولتين، لكنه أوضح أنه سيكون من السذاجة الاعتقاد بأن هذا الحل سيكون قريبا.
وذكر ستور أنه لا يرى سببا يدعو للتفاؤل، متوقعا أن الوضع سيزداد سوءا.
