تلغراف: إيران في حالة تأهب قصوى تحسبا لهجوم إسرائيلي

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

قالت صحيفة “تلغراف” البريطانية إن إيران وضعت أنظمة الدفاع حول مواقعها النووية في حالة تأهب قصوى وسط مخاوف من هجوم محتمل من إسرائيل والولايات المتحدة.

ونقلت الصحيفة عن مصدرين حكوميين رفيعي المستوى أن إيران عززت الدفاعات حول مواقعها النووية والصاروخية الرئيسية، بما في ذلك نشر قاذفات إضافية لأنظمة الدفاع الجوي.

وقال مسؤولون إن هذه الإجراءات تأتي استجابة لمخاوف متزايدة من احتمال القيام بعمل عسكري مشترك من قبل إسرائيل والولايات المتحدة.

ويأتي ذلك بعد تحذيرات من المخابرات الأميركية لكل من إدارتي جو بايدن ودونالد ترامب بأن إسرائيل من المرجح أن تستهدف المواقع النووية الإيرانية الرئيسية هذا العام.

وقال أحد المصادر لتلغراف “إنهم (السلطات الإيرانية) ينتظرون الهجوم، ويتوقعونه كل ليلة، وكل شيء في حالة تأهب قصوى، حتى في المواقع التي لا يعرف أحد عنها”.

وأضاف “العمل على تحصين المواقع النووية مستمر منذ سنوات، لكنه تكثف خلال العام الماضي، خاصة منذ أن شنت إسرائيل الهجوم الأول.. التطورات الأخيرة، بما في ذلك تصريحات دونالد ترامب والتقارير عن خطط محتملة من إدارته لضرب إيران، زادت من تكثيف الجهود”.

وتبادلت إيران وإسرائيل الهجمات خلال العام الماضي، والآن تخشى إيران أنه بدعم من ترامب، الذي دعا إسرائيل لضرب المنشآت النووية الإيرانية، قد يكون الهجوم الإسرائيلي وشيكا.

“دفاع ضعيف”

واعترف أحد المسؤولين أن أي ضربة كبيرة قد تجعل إيران عرضة للخطر بسبب أنظمة دفاعها التي أضعفت بشدة جراء ضربات إسرائيل العام الماضي، وقال “تم نشر العديد من قاذفات أنظمة الدفاع الجوي الإضافية، لكن هناك تقديرا بأنها قد لا تكون فعالة في حال وقوع ضربة واسعة النطاق”.

وطورت إيران نظام دفاع جوي محليا، وتملك أنظمة صواريخ “إس-300” الروسية لحماية مواقعها النووية.

ومع ذلك، يُعتقد أن هذه الأنظمة ليست قوية بما يكفي للحماية من أسلحة إسرائيل المتطورة، مما دفع إيران إلى الضغط على روسيا لتسريع تسليم أنظمة صواريخ “إس-400”.

وأعلن الجنرال أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوية والفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني، مؤخرا أن إيران تطور أيضا نظام دفاع صاروخي باليستي لمواجهة أي هجوم إسرائيلي. وأشار إلى أن نظام الدفاع سيكون جاهزا في مارس/آذار المقبل لتأمين طهران ومدن رئيسية.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق إنه بدعم من ترامب، ستقوم حكومته “بإنهاء المهمة” مع إيران.

وأعرب ترامب عن تفضيله التوصل إلى اتفاق مع طهران، لكنه أوضح أيضا أنه يدرس اتخاذ إجراء عسكري أميركي إذا فشلت المفاوضات.

وقال مسؤول إيراني لتلغراف إن هناك الآن مخاوف في طهران من أن “الولايات المتحدة قد تنضم وتشن هجوما أوسع نطاقا ربما يعرّض وجود الجمهورية الإسلامية للخطر”.

وأوضح جيسون برودسكي، مدير السياسات في مجموعة الضغط “متحدون ضد إيران النووية”، أن هناك عدة طرق يمكن للولايات المتحدة من خلالها دعم هجوم إسرائيلي على المواقع النووية الإيرانية.

وقال “يمكن للولايات المتحدة دعم ذلك سياسيا، ويمكنها دعمه من حيث الاستطلاع الاستخباراتي وقدرات التزود بالوقود جوا، كما يمكنها دعمه بنقل ذخائر متطورة ووسائل توصيل قادرة على تدمير البرنامج النووي الإيراني”.

“قوة ردع”

وتعليقا على ذلك أيضا، يتحدث للجزيرة نت الكاتب الإيراني مهدي عزيزي، وهو رئيس تحرير “الرؤية الجديدة للدراسات والإعلام”، عن اعتقاده بأن “العدو الإسرائيلي ليس في وضع يسمح له باتخاذ قرار بشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية”.

غير أن الكاتب لا يستبعد أن تكون هناك بعض “الممارسات التدميرية، كما هو متوقع من عدو قام على أساس الحرب والعنف والاحتيال”. ومع ذلك، يقول عزيزي إنه واثق بأن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمتلك قوة ردع فعالة تمنع العدو الإسرائيلي من استهداف منشآتها”.

ويرى الكاتب أن هذه الأخبار تأتي في إطار الضغوط السياسية على إيران “بهدف إجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات بشروط مسبقة، وضمن سياق الضغوط الأميركية”، في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة، خاصة مع الأزمات داخل المجتمع الإسرائيلي، لتبدو هذه التحركات أشبه “بمناورة سياسية”.

ويؤكد عزيزي أن استقرار إيران يعدّ جزءا من استقرار المنطقة، فإذا تعرض الأمن والسيادة الإيرانيان لأي تهديد، “فلن يكون هناك أمن أو استقرار في المنطقة بأكملها، وهذه نقطة في غاية الأهمية”.

ويلفت الكاتب الإيراني إلى أن طهران أكدت مرارا التزامها بأمن المنطقة واستقرارها، وأهمية التعاون والمشاركة بين الدول الإسلامية والعربية لضمان الاستقرار الإقليمي.

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، استأنف ترامب حملته “للضغط الأقصى” على إيران، بما في ذلك الجهود الرامية إلى منعها من الحصول على أسلحة نووية عن طريق تقليص صادراتها النفطية إلى الصفر.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *