أكد تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنل أن الحرب بين إسرائيل وحماس دخلت في مرحلة “أكثر دموية” مع ارتفاع أعداد القتلى بين الفلسطينيين والإسرائيليين كذلك.
وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية التي ردت فيها على هجوم حماس عن تدمير أجزاء واسعة من غزة، ومقتل أكثر من 18500 فلسطيني في الهجوم الجوي والبري.
ووصف الجيش الإسرائيلي خسائره الأربعاء بأنها “الأكثر دموية” في غزة منذ بدء الحرب قبل شهرين، وقالت إسرائيل الأربعاء إن 10 جنود قتلوا في الجزء الشمالي من القطاع في منطقة شهدت مواجهات وجها لوجه مع مقاتلين من حماس.
ومنذ بداية الحرب البرية، قتل 115 جنديا إسرائيليا، وأصيب 600 آخرين في غزة، وفقا للجيش الإسرائيلي، وهذا أكبر عدد من الضحايا مقارنة بالهجمات السابقة التي شنتها إسرائيل على القطاع، وكان ما لا يقل عن 20 من القتلى في حادث معظمها نتيجة “نيران صديقة”.
النائب الإسرائيلي عن حزب الليكود، داني دانون قال “أشعر بالقلق من أننا سنعلن النصر قبل الفوز في الحرب.. نحن بحاجة إلى توضيح أهداف الحرب بالضبط، وما يعنيه حقا الانتصار على حماس والقضاء عليها”.
ويقتل ما معدله 280 فلسطينيا في غزة يوميا وفقا للسلطات الفلسطينية، معظمهم من النساء والأطفال، وهذه الأرقام لا تفرق بين المدنيين والمقاتلين، فيما يقدر الجيش الإسرائيلي مقتل عدة آلاف من نشطاء حماس التي قتلت نحو 1200 مدنيا في هجماس السابع من أكتوبر، بحسب الصحيفة.
وتواجه إسرائيل ضغوطا مباشرة متزايدة من الولايات المتحدة لإنهاء العمليات القتالية النشطة في غزة.
وعندما سئل وزير الدفاع الإسرائيل يؤاف غالانت الأربعاء عما إذا كانت إسرائيل ستكيف تكتيكاتها الحربية لتتوافق مع المتطلبات الأميركية لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، قال “لا أحد يقرر لنا كيفية التصرف”.
وقال مواطنون إسرائيليون الأربعاء إنه يجب على الجيش ألا يتراجع عن هجومه المستمر لسحق “حماس”، على الرغم من دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار الثلاثاء.
وأظهرت استطلاعات الرأي في الأسابيع الأخيرة تأييدا ساحقا للحرب على الرغم من ارتفاع كلفتها البشرية. وقال ستة إسرائيليين تحدثوا إلى رويترز الأربعاء إن الوقت الآن ليس وقت التراجع، بغض النظر عن انحسار التعاطف العالمي الذي انعكس في قرار الأمم المتحدة.
وقالت الباحثة في علم السياسة تامار هيرمان للوكالة إن قتل حماس لنحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، في السابع من أكتوبر، أعاد إحياء شعور أحست به إسرائيل في السابق عندما شن العرب هجوما مفاجئا عام 1973، وهو الخوف من أن يتمكن جيرانها وأعداؤها من التخلص من الأمة اليهودية بأكملها.
وأضافت هيرمان من المعهد الإسرائيلي للديمقراطية الذي يجري استطلاعات رأي منتظمة حول الحرب “شعور الناس هو أن هذا يشكل تهديدا لوجود إسرائيل ذاته”. ومضت قائلة إن الناس مستعدون لقبول مقتل مزيد من الجنود.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست يولي إدلشتين في مقابلة إنه على الرغم من التكلفة “الرهيبة”، فإن هدف العملية العسكرية التدمير الكامل للبنية التحتية لحماس في غزة.
تدعم الاستيلاء على غزة والضفة.. ما هي منظمة “حباد” اليهودية؟
برزت في حرب إسرائيل على غزة منظمات يهودية لها فلسفتها الخاصة بشأن الصراع مع الفلسطينيين، فمنظمة الصوت اليهودي ترفض الاحتلال وتطالب بوقف الحرب، فيما تؤكد منظمة “حباد” أن السيطرة على الضفة الغربية وغزة والجولان ضرورة لأمن “أرض إسرائيل”.
ولا تركز التقارير الإعلامية الإسرائيلية عن الحرب على الخسائر في صفوف المدنيين في غزة بقدر تركيز التغطية الدولية. وقالت هيرمان إنه في حين تتباين وجهات النظر بشأن الضحايا الفلسطينيين تبعا للميول السياسية الإسرائيلية، فإن بعض الناس يشعرون بأن الخسائر البشرية ثمن مقبول مقابل الأمن في المستقبل.
ولا يعتقد سوى عشرة بالمئة فقط من الإسرائيليين أن الجيش يستخدم قوة نيران أكبر من اللازم، وذلك وفقا لاستطلاع أجرته جامعة تل أبيب في أواخر أكتوبر بين 609 أشخاص، بهامش خطأ قدره 4.2 بالمئة.