وفي محاولة لمنع تفجر اشتباكات دامية بين سكان المدينة، دعا الرئيس العراقي، عبد اللطيف جمال رشيد، السبت، جميع الأطراف في كركوك، شمالي العراق، للامتناع عن التهديد واستخدام القوة.
نداء رشيد يأتي بالتزامن مع فرض الحكومة حظر تجول في المدينة، التي تشهد مناوشات ومظاهرات مضادة، بين أكراد وعرب وتركمان، في خلاف بينهم حول السيطرة على مقرات الأمن في المدينة، أسفرت عن مقتل شخص وإصابة آخرين.
ويتحدث باحث سياسي وخبير أمني من العراق لموقع “سكاي نيوز عربية” عما يريان أنها الأسباب التي أشعلت هذه الأزمة، وسط تحذيرات من استغلال عصابات إرهابية للأحداث.
تفاصيل الأزمة
المحلل السياسي العراقي، ياسين عزيز، يروي تسلسل الأحداث:
- التظاهرات انطلقت بتشجيع أطراف عربية وتركمانية في المدينة؛ احتجاجا على قرار إرجاع مقر مجلس قيادة كركوك للحزب الديمقراطي الكردستاني، والذي تشغله منذ أحداث 16 أكتوبر عام 2017 قيادة عمليات كركوك (في إِشارة لأحداث المواجهات المسلحة بين القوات العراقية المركزية وقوات كردية حول السيطرة على المحافظة بعد استفتاء أجراه إقليم كردستان للانفصال عن العراق)
- هذه الاحتجاجات أدت إلى قطع الطريق الرئيس الرابط بين كركوك و أربيل، والسبت انطلقت تظاهرات كردية في المدينة مطالبة بإنهاء قطع الطرق.
- حدثت مناوشات بين المتظاهرين الكرد والشرطة وقوات فصائل الحشد الشعبي الشيعية، أدت لإطلاق نار ومقتل متظاهر وجرح آخرين، والآن أعلنت شرطة المدينة حظر التجول حتى صباح الأحد.
- إعادة مقرات الحزب الديمقراطي، وعددها 33، يؤثر سلبا على بقية الأطراف (الممثلة لبقية أعراق المدينة من عرب وتركمان وغيرهم)، خاصة وأن العراق على أعتاب انتخابات مجالس المحافظات المقررة 18 ديسمبر الجاري، وعودة الحزب تعني زخما كبيرا له في المدينة.
قلق من العصابات
بدوره، يحذر الخبير الأمني، مخلد حازم الدرب، من أن تستغل “عصابات إرهابية” الأحداث والخلل الأمني لتشن هجمات تزيد الوضع اشتعالا.
وعن رؤيته لأسباب ما يجري الآن من توتر في كركوك يقول:
- ضمن بنود الاتفاق السياسي بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، والواردة في المنهاج (البرنامج) الحكومي، ما يسمح بعودة الأحزاب الكردية إلى ممارسة أعمالها في كركوك بعد أن فقدت هذه المقرات عام 2017.
ومع قرب الانتخابات، أراد الحزب الديمقراطي الكردستاني العودة إلى مقراته، لكن حين توجه أعضاء منه لمقر تابع للعمليات المشتركة، ويسمى المقر المتقدم للعمليات، حدثت بلبلة.
- البلبلة أرى أن وراءها انتشار شائعات على يد أطراف شيعية وكردية بأن عودة الحزب هي تمهيد لعودة قوات البشمركة (القوات الكردية).
- ولمنع ذلك، خرج عرب وتركمان، وتجمهروا أمام المقر لمنع أعضاء الحزب الديمقراطي من الدخول، على اعتبار أنه يمثل القوة اليوم القوة العسكرية لحماية كركوك، ولا يريدون أن تعود قوات البشمركة إلى هذا الموقع.
- أعقب ذلك، السبت، خروج مظاهرات مضادة من الأكراد المتواجدين في كركوك ضد ما فعله العرب والتركمان، وبدأ الصدام، وقد يتطور لاشتباكات.
- لذلك، هرعت القوات الأمن لفرض حظر التجول قبل انفلات الوضع، وتدخل عصابات إرهابية لاستغلاله.
آخر التطورات
- الرئيس عبد اللطيف جمال رشيد، يدعو جميع الأطراف للامتناع عن أي تهديد أو استخدام للقوة في كركوك.
- حذر رشيد في بيان من أن عدم حل الخلافات بالحوار سيعطي فرصة لعصابات الإرهاب لاستباحة الدم العراقي، بحسب وكالة الأنباء العراقية.
- رئيس الوزراء، والقائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني، يأمر بفرض حظر التجول في كركوك، ويدعو جميع الجهات الفاعلة لأخذ دورها في درء الفتنة.
- السوداني يأمر القوات الأمنية بأخذ دورها في فرض القانون ضد مثيري الشغب، وعدم السماح بحمل السلاح لغير رجال الأمن، وفق المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة.
- رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، أدان في بيان أعمال الشغب، داعيا السوداني للتدخل.
- بدوره، حذر مسعود بارزاني، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، من التصعيد، مدافعا عن الكرد بقوله في بيان: “هذه التصرفات غير مقبولة أبدا، وستكون لها نتائج سيئة، وسفك دماء أبنائنا في كركوك سيكون له ثمن باهظ” بعد مقتل كردي.