تقع قاعدة ميرون الإسرائيلية -التي استهدفها حزب الله أكثر من مرة- على بعد 8.5 كيلومترات من الحدود اللبنانية وهي مختصة في المراقبة الجوية وتغطي المنطقة الممتدة باتجاه سوريا ولبنان وتركيا وشمال الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.
ووفقا لتقرير معلوماتي أعدته “سلام خضر”، توجد القاعدة على قمة جبل “الجرمق” بحسب التسمية الإسرائيلية وترتفع قرابة 1200 متر عن سطح البحر، وتقدر مساحتها بنحو 161 ألف متر.
وتختص القاعدة بعمليات المراقبة الجوية الشمالية الرئيسية في سلاح الجو الإسرائيلي، وتضم مركزا لعمليات التشويش الإلكتروني، وتعمل وفق مهمة أساسية لتنسيق وإدارة العمليات الجوية، وقد نشر الجيش الإسرائيلي منظومات دفاع جوي وصاروخي في محيط القاعدة نظرا لأهميتها الإستراتيجية.
وجاء الاستهداف الأول للقاعدة ردا على اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، صالح العاروري، في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية ببيروت.
ففي السادس من يناير/كانون الأول الماضي، قصف حزب الله القاعدة بصواريخ “غراد” و”كورنيت” لتشكل العملية أول استهداف لها.
نقلة نوعية
وبعد نفي إسرائيلي، نشر الإعلام العسكري التابع للحزب صورا للعملية التي وصفها مصدر عسكري لبناني للجزيرة بأنها “نقلة نوعية في عمليات حزب الله نظرا للقدرات الدقيقة التي يتطلبها الاستهداف”.
كما حصلت الجزيرة على صورة حصرية لاستهدافين إضافيين لقاعدة ميرون تظهر قدرة الصواريخ بغض النظر عن مدى رؤيتها المباشرة لأن أحدهما جرى خلال ساعات الليل.
ووفقا للمصدر العسكري اللبناني، فإن تكرار قصف القاعدة قلّص من استخدام الجيش الإسرائيلي لها، وقد بقيت ميرون منذ الاستهداف الأول لها في مرمى نيران حزب الله الذي استهدفها 7 مرات أخرى وحقق إصابات مباشرة.
وحققت الاستهدافات إصابات مباشرة في أنظمة التحكم بالطائرات المسيّرة وأنظمة مراقبة عبر الرادارات ومقر عمليات في القاعدة، حسب توثيق مصوَّر نشره الإعلام العسكري.
ووفق مصدر عسكري لبناني، فقد استخدم حزب الله في عملياته صواريخ موجهة وأسلحة صاروخية ومدفعية.
وفي نهاية مارس/آذار الماضي ضُربت القاعدة بمجموعة من صواريخ “فلق”، وحقق حزب الله إصابة مباشرة في مركز عمليات كشف الأهداف الجوية، في حين أدى الصاروخ الثاني لتدمير رادار التقاط الأهداف البعيدة.
ومع بداية أبريل/نيسان الجاري، استخدم حزب الله سلاحا أكثر تطورا في عملياته هو صواريخ “ألماس-3” الذي يمثل الطراز الأحدث من هذه الفئة.
ويصل مدى الصاروخ لنحو 16 كيلومترا، ويوجه بالأشعة تحت الحمراء ويحمل جهازا كهروضوئيا لتحديد وإصابة الهدف ولديه القدرة على اختراق متر واحد من الدروع.
وأظهرت الصور التي نشرها حزب الله لحظة إطلاق الصاروخ محمولا على الكتف وتحديد الهدف ثم التسديد، ولم تقتصر المفاجأة على استخدام الجيل الثالث من صواريخ ألماس، بل في نوعية الهدف الذي كان رادارا من طراز “ايه إن تي بي كيو 37” (ANTPQ-37)، أميركي الصنع وتقدر قيمته بـ10 ملايين دولار.
وتظهر المشاهد التي بثها حزب الله أن الاستهداف تم انطلاقا من خلفية استخباراتية وعن سابق تشخيص ومعرفة بمكان وجود الرادار في وحدات المراقبة الجوية داخل قاعدة ميرون.
وحسب مصدر عسكري لبناني، يحتاج الرادار إلى طاقم تشغيل من 8 أفراد، وهو يعمل على رصد وكشف قذائف المدفعية والصواريخ لمدى يصل لنحو 50 كيلومترا، ويتيح تصحيح رمايات القوات الصديقة، وباستطاعته أيضا تعقب 10 أهداف في نفس الوقت بتحديد مصادر إطلاق النار.
ومع وقوع قاعدة ميرون في مرمى حزب الله يكون الجيش الإسرائيلي أمام تهديد بتعطيل رادارات المراقبة والكشف بعيدة المدى وغرف تحكم بالمسيّرات إضافة لمنظومات اتصالات رقمية عند الحدود الشمالية مع لبنان.