كانوا في طريقهم للنزوح هربا من الموت من شمال قطاع غزة، لكن الطيران الإسرائيلي اعترض طريقهم فشن عليهم قصفا عنيفا، أدى لاستشهاد 70 شخصا على الأقل في لحظة واحدة.
فقد نصح الاحتلال الإٍسرائيلي الغزيين بالنزوح لجنوب القطاع لضمان نجاتهم من الغارات، لكن ما حدث فعلا أن قنابله وصواريخه رافقتهم في الطريق.
ففي قصف هو الأعنف من نوعه، استُــشهد 70 شخصا وأصيب 150 آخرون كانوا بصدد النزوح من شمال قطاع غزة إلى جنوبه.
وقد أغارت الطائرات الإسرائيلية الليلة الماضية على السيارات التي تقل النازحين على طريق صلاح الدين الرابط بين شمال غزة وجنوبها.
وقالت حركة حماس إن “مجزرة الاحتلال ضد عائلات نزحت تحت القصف جريمة نكراء لن تزيد شعبنا إلا تمسكا بأرضه”، مضيفة أن هذه الجريمة تكشف كذب إسرائيل وخداعها.
بالغ الخطورة
وفي وقت سابق، أوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن أكثر من 400 ألف فلسطيني نزحوا داخليا بسبب الأحداث الدائرة في غزة.
وأضاف أن معظم السكان لا يستطيعون الحصول على مياه الشرب النظيفة، بعد توقف تشغيل محطات تنقية وتحلية المياه.
وأوضح أن كثيرين يستخدمون مياه الآبار الزراعية، مما يثير مخاوف جدية بشأن انتشار الأمراض التي تنتقل عبر المياه.
من جانبه، قال أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش إن نزوح أكثر من مليون شخص عبر منطقة حرب مكتظة بالسكان ومحاصرة إلى مكان بلا طعام أو ماء أو سكن، أمر بالغ الخطورة وغير ممكن.
ودعا غوتيريش إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة فورا.
وقبل انطلاق جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي بشأن التطورات في الشرق الأوسط ، أكد غوتيريش أنه يجب على الجميع احترام القانون الدولي.
مستحيل تماما
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقال إن الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة غير مقبول وشبهه بالحصار النازي للينينغراد.
وكانت روسيا قدمت مشروع قرار بمجلس الأمن يدعو لوقف إنساني وفوري لإطلاق النار بغزة وإطلاق سراح جميع الرهائن.
ومن بكين، قال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن دعوة إسرائيل إلى إجلاء أكثر من مليون فلسطيني من شمال قطاع غزة خلال يوم واحد أمر “مستحيل تماما تنفيذه”.
وأضاف “أقول بصفتي ممثلا للموقف الرسمي للاتحاد الأوروبي إن (عملية الإجلاء) من المستحيل تماما تنفيذها. تصور إمكانية نقل مليون شخص في 24 ساعة في وضع مثل وضع غزة لا يمكن سوى أن يشكل أزمة إنسانية”
وقال “الموقف واضح، إننا ندافع بالتأكيد عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. لكن كأي حق آخر، هذا له حدود، وهذه الحدود هي القانون الدولي”.
صور مروعة
ومن جانبه، قال رئيس وزراء النرويج يوناس غار ستور إن بلاده تدين الحصار على قطاع غزة والإجراءات التي تستهدف المدنيين في القطاع. وحذر من تطور الأمر في غزة إلى كارثة إنسانية، “وهو ما يحدث الآن”.
وأضاف أنه يقوم حاليا بزيادة الدعم المالي للمساعدات الإنسانية داخل غزة.
وقالت وزيرة خارجية النرويج أنيكين هويتفيلد إن الوضع في غزة مأساوي بالفعل “وهناك صور مروعة وروايات مأساوية تخرج من غزة.. وفقا للأمم المتحدة، قُتل ما يقرب من 500 طفل. وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق”.
أما وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي فقال اليوم السبت إن “تهجير الفلسطينيين من وطنهم سيدفع المنطقة كلها نحو هاوية تعمق التصعيد وتوسع الصراع”
يذكر أن كتائب عز الدين القسام وغيرها من فصائل المقاومة تشن منذ يوم السبت الماضي عملية طوفان الأقصى ضد الاحتلال الإسرائيلي، وقتلت حتى الحين أزيد من 1300 إسرائيلي وتمكنت من أسر أعداد كبيرة، وفق أرقام إسرائيلية.
ومن جانبها، ردت إٍسرائيل بقصف المساكن والمدارس والمستشفيات والمساجد في قطاع غزة، مما أدى لاستشهاد نحو ألفي فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال.