يأتي هذا بعد أيام من تفجير قيادي في حزب الخير المعارض مفاجئة بقوله إنه لا يستبعد التحالف مع حزب العدالة والتنمية الحاكم وحليفه حزب الحركة القومية في الانتخابات المقررة مارس 2024.
وخلال لقاء مع قناة “فوكس”، ردت ميرال أكشنر على سؤال: “هل ستقدمون مرشحين ضد أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش أم أنكي تخادعين؟”، قالت “نحن لا نخدع، نحن نعود إلى إعدادات مؤسستنا، لست الشخص الذي اقترح كلا من عمدة أنقرة وعمدة إسطنبول”، بحسب ما نقل موقع “تي 24” التركي، الجمعة.
ووفق حديثها، فالمرشح المحتمل لبلدية إسطنبول هو بورا كافونجو، وحال نزوله الانتخابات سينافس أكرم إمام أوغلو، عمدة المدينة الحالي ومرشح حزب الشعب الجمهوري للمرة القادمة.
إلا أن نائب الأمين العام لحزب الشعب الجمهوري، محمد سيفيغن، قال في مقابلة تلفزيونية مع قناة CNN Türk، السبت، إن المفاجأة ستكون قيام حزب الخير بالدفع بمحرم إنجه، رئيس حزب البلد، كمنافس في الانتخابات البلدية في إسطنبول.
وإنجة كان مرشحا في الانتخابات الرئاسية الماضية، إلا أنه لم يستكمل السباق، وكان قياديا في حزب الشعب الجمهوري قبل الاختلاف معه.
وجمع “تحالف الأمة” المكون من 6 أحزاب في انتخابات الرئاسة والبرلمان مايو الماضي بين حزب الخير وحزب الشعب الجمهوري، وانتهت بخسارة التحالف لانتخابات الرئاسة، مع تحميل حزب الخير للحزب الآخر مسؤولية الخسارة.
التحالف مع أردوغان
في وقت سابق، صرح نائب حزب الخير في إسكيشهير، نبي خطيب أوغلو، بأن حزبه يمكن أن يتحالف مع حزب العدالة والتنمية، أو حزب الحركة القومية، أو حزب السعادة، بحسب ما نقله موقع “تي 24” التركي، الثلاثاء الماضي.
ويعد حزبا الخير (القومي العلماني) والحزب الحاكم (المحافظ) على طرفي نقيض، ودخل كل منهما في تحالف ضد الآخر خلال انتخابات مايو.
وأرجع خطيب أوغلو سبب تأييده التحالف مع حزب مختلف أيديولوجيا إلى “أن الفلسفة التأسيسية لحزب الخير البقاء في السلطة؛ ولكي تكون في السلطة، يجب أن يؤكد وجوده بحزم في كل انتخابات”.
رفض التحالف مع “الجمهوري”
سبق أن تحدثت ميرال أكشنر، في مقابلة على موقع “يوتيوب” مع الصحفي فاتح ألطايلي، الشهر الجاري، عن رفضها التحالف مجددا مع حزب الشعب الجمهوري.
وأضافت أن حزبها سيطرح مرشحيه في سائر المدن، وسينافس في أنقرة وإسطنبول.
الدوافع والحظوظ
المحلل السياسي التركي، هشام غوناي، يعلق لموقع “سكاي نيوز عربية”على هذه التصريحات بأنه “بعد الفشل في الانتخابات، واستمرار كليتشدار أوغلو على رأس الحزب، كان من الطبيعي أن تحاول ميرال أكشنر الابتعاد عن التحالف لتفادي خسارة جديدة محتملة في الانتخابات البلدية”.
أما عن حظوظ كلا الحزبين في الانتخابات، خاصة في المدن الكبرى، فيتوقع المحلل التركي:
- حظوظ إمام أوغلو في الاحتفاظ بولاية إسطنبول ليست عالية؛ لأن إشكاليات كبيرة وخلافات داخل حزب الشعب الجمهوري بين كليتشدار أوغلو وإمام أوغلو، وكذلك جنان كفتاجي أوغلو، وهي شخصية ذات ثقل كبير في الحزب ورئيسة فرع إسطنبول.
- حزب الخير ليس له حظوظ كبيرة في الفوز بإسطنبول أو انقرة، ولكن رئيسته تريد أن تدخل تحالفات جديدة، أو مواصلة المسيرة السياسية منفردة؛ لأنها لم تحصل على مرادها من التحالف مع الشعب الجمهوري.
البحث عن هوية الحزب
المحلل السياسي التركي محمد أوفور، يفسر خطوات حزب الخير الأخيرة بأن رئيسته وضعت أهدافا كبيرة منذ تأسيس الحزب، لكنها لم تتمكن من تحقيق أي منها، والأهم أن حزبها ليس من الواضح ما إذا كان حزب يمين الوسط أو حزبًا قوميًا يريد أن يحل محل حزب الحركة القومية.
وأضاف أوفور، في مقال بصحيفة “صباح”، أنه بعد الانتخابات الماضية كان السؤال الأهم لقواعد الحزب “هل سيكون حزب الخير حزبا أم سيكون الإطار الاحتياطي لحزب الشعب الجمهوري؟”.