على امتداد تاريخه الحديث قبل الاستقلال وبعده، ظلت المملكة مساندة للبنان، وداعمة لاستقراره وسلامه الداخلي، ومدافعة عن سيادته وسلامة أراضيه، ولم يختلف موقف المملكة من الأزمة الأخيرة، التي لحقت بلبنان من جراء العدوان الإسرائيلي على أراضيه، وتشريد الآلاف من أبنائه عن مواقفها السابقة في الوقوف إلى جانب شعبه، ودعمه بكل السبل المتاحة وعلى كل المستويات.
فما إن أعلنت إسرائيل الحرب على لبنان في أواخر شهر سبتمبر الماضي؛ حتى سارعت المملكة إلى التشديد على “ضرورة المحافظة على سيادة لبنان وسلامته الإقليمية”، والوقوف إلى جانب الشعب اللبناني، وتقديم مساعدات طبية وإغاثية له، ودعوة “المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته تجاه حماية الأمن والسلم الإقليمي لتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب ومآسيها”.
وتعبّر دعوة المملكة، التي توجهت بها إلى المجتمع الدولي، عن رؤية المملكة لمنطقة الشرق الأوسط، وهي رؤية تقوم على ثلاث ركائز أساسية، الأولى، تحقيق السلام والأمن في المنطقة، والثانية الانتقال من مرحلة النزاعات الحالية التي تشهدها إلى مرحلة يسودها الاستقرار، والركيزة الثالثة إعطاء الأولوية لتحقيق تطلعات شعوب المنطقة حيال مستقبل أفضل من الرخاء والازدهار والتكامل الاقتصادي.
فالرؤية عمادها السلام والأمن والاستقرار، والتنمية الاقتصادية المحققة للازدهار لكل شعوب المنطقة، وهي رؤية تتحقق بالتعاون الجماعي بين دول المنطقة، وبإعلاء مصالح شعوبها على أي اعتبارات أخرى، ويجدر بتلك الدول التعاون بصدق مع المملكة ليحل السلام والأمن والاستقرار في ربوع المنطقة، وتتشارك معًا في تحقيق التنمية المستدامة، التي تعود بالنفع العميم على شعوبها.