تراشق كلامي حاد بين إردوغان ونتانياهو

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

اقتربت عملية موافقة تركيا على انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي “الناتو” إلى الخطوة الأخيرة، بعدما وافقت لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان التركي على بروتوكول انضمام الدولة الإسكندنافية، الثلاثاء.

ومن المتوقع أن يناقش البرلمان البروتوكول في وقت لاحق هذا الأسبوع، قبل التصويت عليه بشكل نهائي.

ويحظى حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بالأغلبية البرلمانية، مع شريكه في التحالف حزب “الحركة القومية”.

ورحب وزير الخارجية السويدي، توبياس بلستروم، بقرار اللجنة البرلمانية، في منشور على منصة إكس، وكتب: “الخطوة التالية هي أن يصوت البرلمان على هذه المسألة.. نحن نتطلع إلى أن نصبح عضوا في حلف شمال الأطلسي”.

كما رحب الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، بالقرار التركي، وقال وفق تصريحات نقلتها وكالة “أسوشيتد برس”، إنه يعتمد على تركيا والمجر “لاستكمال تصديقهما في أقرب وقت ممكن.. عضوية السويد ستجعل الناتو أقوى”.

ونستعرض في السطور التالية أسباب تأجيل قرار انضمام السويد للناتو، وتفسير قرار تركيا حاليا بالموافقة، وما هي الخطوات المقبلة.

لماذا أجلت تركيا قرار التصديق؟

بدأت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي مناقشة طلب الانضمام السويدي، الشهر الماضي، لكن الاجتماع تم تأجيله بعد أن قدم نواب من حزب أردوغان اقتراحا بالتأجيل، على أساس أن بعض القضايا تحتاج إلى مزيد من التوضيح، وأن المفاوضات مع السويد لم “تنضج” بما فيه الكفاية.

قرار معارضة تركيا لانضمام السويد في البداية، جاء لاعتبار أنقرة أن ستوكهولم “متساهلة” بشكل كبير فيما يتعلق بأنصار المسلحين الأكراد والجماعات الأخرى في السويد، التي تعتبر تركيا أنها تمثل تهديدات أمنية لها.

البرلمان التركي يدفع بانضمام السويد للناتو إلى “المرحلة الأخيرة” 

وافقت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركية على بروتوكول انضمام السويد إلى منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) ، الثلاثاء، وذلك بعد ساعتين من المفاوضات، حسب ما ذكرت وسائل إعلام تركية.

من بين هؤلاء، شخصيات مرتبطة بحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة مجموعة إرهابية، ويشن تمردا ضد تركيا منذ 39 عاما، بجانب أشخاص آخرين يزعم أن لهم صلات بمحاولة انقلاب عام 2016 ضد أردوغان، بحسب “أسوشيتد برس”.

وفي العام الماضي، توصل البلدان ومعهم فنلندا، إلى اتفاق يقضي بمعالجة المخاوف الأمنية لأنقرة. وبالفعل بدأت السويد خطوات لتشديد قوانين مكافحة الإرهاب، مما يسمح بمعاقبة داعمي المنظمات المتطرفة بالسجن لفترة قد تصل إلى 8 سنوات.

لكن هذه الجهود، تقاطعت معها واقعة حرق المصحف في السويد، وهو ما أثار مشاعر غضب كبيرة في تركيا وغيرها من الدول الإسلامية، وتسبب في انتقادات قوية من حكومة أنقرة للسويد.

لماذا تغير الموقف التركي؟

عملت السويد على تعديلات في قوانين مكافحة الإرهاب لمعالجة المخاوف الأمنية لتركيا، بجانب موافقة حلف الناتو على تعيين منسق خاص لمكافحة الإرهاب.

وفي تصريحات خلال قمة الحلف في يوليو الماضي، قال ستولتنبرغ، إن السويد وافقت على “دعم جهود تنشيط عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي”.

كما أعلنت الدولة الإسكندنافية أنها ستعمل على تحسين الإجراءات الجمركية، واتخاذ خطوات للوصول إلى قرار إلغاء التأشيرات الأوروبية بالنسبة للمواطنين الأتراك.

وكانت محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي في عام 2018 توقفت، بسبب ما وصف بـ”سجل البلاد السيئ في مجال حقوق الإنسان”، وفق أسوشيتد برس.

بايدن وأردوغان ناقشا طلب السويد الانضمام لحلف شمال الأطلسي

قال، جون كيربي، المتحدث باسم البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي، الخميس، إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تحدثا هاتفيا حول حلف شمال الأطلسي وطلب السويد الانضمام إلى الحلف.

وربط الرئيس التركي، في وقت سابق من هذا الشهر، التصديق على عضوية السويد بالناتو بموافقة الكونغرس الأميركي على طلب أنقرة لشراء 40 طائرة مقاتلة جديدة من طراز “إف-16″، ومعدات لتحديث الأسطول التركي الحالي. كما دعا كندا وحلفاء الناتو الآخرين إلى رفع حظر الأسلحة المفروض على تركيا.

وكان البيت الأبيض قد أيّد طلب تركيا شراء مقاتلات “إف 16″، لكن هناك معارضة قوية في الكونغرس بشأن المبيعات العسكرية لأنقرة.

ماذا ستفعل المجر؟

يتطلب الناتو موافقة بالإجماع من جميع الأعضاء الحاليين لضم عضو جديد، وتركيا والمجر هما الدولتان الوحيدتان اللتان اتخذتا موقفا معارضا.

وعطلت المجر مساعي السويد للانضمام، بحجة أن سياسيي السويد قالوا “أكاذيب صارخة” حول وضع الديمقراطية في المجر. ولم تكشف بودابست عن الموعد المحتمل لتصديقها على انضمام ستوكهولم.

ولم يتحدث رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن أي مطالب مقابل الموافقة على انضمام السويد لحلف الناتو.

ونقلت أسوشيتد برس أن بعض المنتقدين أوضحوا أن المجر “تستخدم تلك الورقة للحصول على تنازلات من الاتحاد الأوروبي، الذي جمد المليارات من أموال بودابست بسبب مخاوف بشأن حقوق الأقليات وسيادة القانون”.

وكان مسؤولون مجريون قد أعلنوا في السابق، أن بلادهم “لن تكون آخر دولة توافق على طلب انضمام السويد للناتو”، لكن اقتراب تركيا من التصديق حاليا يجعل الوقت أمام المجر ينفد قبل اتخاذ قرار بدلا من مزيد من التعطيلات.

وأوضحت الوكالة أن هناك سياسيين معارضين في المجر، يرون أن أوربان “يتبع الجدول الزمني لأنقرة، وبمجرد انتهاء تركيا من الموافقة، ستفعل المجر نفس الشيء”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *