“تداعيات خطيرة تهدّد الهدنة الهشة”.. إسرائيل ترفض الانسحاب الكامل من جنوب لبنان رغم انتهاء المهلة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

في ظل انتهاء المهلة المحدّدة لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، تتصاعد التوترات مرة أخرى على الحدود، بعد أن أعلنت إسرائيل عن بقاء قواتها في خمس نقاط إستراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، متحدية بذلك الاتفاق الذي كان من المُفترض أن يعيد الاستقرار إلى المنطقة. وهذا القرار يهدّد بإشعال موجة جديدة من العنف، ويضع الهدنة الهشة التي تمّ التوصل إليها بعد أشهر من الصراع الدامي على حافة الانهيار.

خمس نقاط

ومع انتهاء المهلة المحدّدة لانسحاب القوات الإسرائيلية وحزب الله من جنوب لبنان يوم الثلاثاء، أعلنت إسرائيل بقاء قواتها في خمس نقاط إستراتيجية داخل الأراضي اللبنانية؛ على الرغم من الاتفاق الذي كان ينص على انسحاب جميع القوات الأجنبية والميليشيات المسلحة من المنطقة، وتسليم السيطرة للجيش اللبناني، وفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز”.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي المقدم ناداف شوشاني؛ ذكر أن القوات الإسرائيلية ستبقى مؤقتاً في هذه المواقع حتى يتمكن الجيش اللبناني من تنفيذ التزاماته بموجب الاتفاقية. ومع ذلك، لم يتم تحديد مدة بقاء القوات الإسرائيلية، مما يثير تساؤلات حول نيّات إسرائيل الحقيقية واستعدادها للالتزام الكامل ببنود الهدنة.

مخاطر التصعيد

وبقاء القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان يهدّد بإشعال موجة جديدة من العنف في المنطقة. وآلاف اللبنانيين الذين نزحوا من بلداتهم الحدودية لا يزالون غير قادرين على العودة بسبب الوجود العسكري الإسرائيلي والتحذيرات المتكررة من الجيش الإسرائيلي. هذا الوضع يزيد من حدة التوترات ويضعف الثقة بعملية السلام الهشة.

وحزب الله، كان من المُفترض أن ينسحب أيضاً من جنوب لبنان وفقاً لشروط الهدنة. ومع ذلك، يتهم الجانب الإسرائيلي حزب الله بعدم الوفاء بالتزاماته، مما يزيد من تعقيد الوضع. على الرغم من أن لجنة المراقبة التي تقودها الولايات المتحدة أشادت بنشر الجيش اللبناني، إلا أن البيانات العامة حول انسحاب حزب الله من الأسلحة والمقاتلين لا تزال غامضة.

تداعيات الوجود العسكري

الوجود العسكري الإسرائيلي في جنوب لبنان لا يهدّد الاستقرار فحسب، بل يعقد أيضاً جهود إعادة الإعمار في المنطقة. البنية التحتية في عديد من البلدات الحدودية دُمرت بشكلٍ كبيرٍ خلال الصراع الأخير، ولا تزال جهود إعادة الإعمار متعثرة بسبب التوترات المستمرة.

المواطنون اللبنانيون الذين يعيشون في هذه المناطق يعبّرون عن إحباطهم من استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي، ويخشون من أن يؤدي ذلك إلى تصعيد جديد. “نحن نعيش في حالة من الخوف الدائم”، يقول أحد السكان المحليين، مضيفاً أن “الهدنة لا تعني شيئاً إذا كانت القوات الإسرائيلية لا تزال هنا”.

مستقبل الهدنة

في ظل هذه التطورات، يبدو مستقبل الهدنة الهشة في جنوب لبنان غير مؤكّد. الجهود الدبلوماسية التي بُذلت لإنهاء الصراع الأخير بين إسرائيل وحزب الله قد تذهب أدراج الرياح إذا لم تلتزم جميع الأطراف بالاتفاقيات الموقعة.

والولايات المتحدة والدول الأخرى المشاركة في عملية السلام تدعو إلى ضبط النفس، وضرورة الالتزام الكامل ببنود الهدنة. ومع ذلك، يبقى السؤال الأكبر: هل ستتمكن الأطراف المعنية من تجنُّب التصعيد والعودة إلى طاولة المفاوضات، أم أن المنطقة على وشك الدخول في جولة جديدة من العنف؟

وبقاء القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان يمثل تحدياً كبيراً للاستقرار في المنطقة. في ظل الهدنة الهشة والاتهامات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله، يبدو أن مستقبل السلام في المنطقة يعتمد على مدى التزام الأطراف بالاتفاقيات الموقعة. وفي الوقت الذي تتطلع فيه المنطقة إلى استعادة الاستقرار، تبقى التحديات كبيرة والمخاطر عالية.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *