بين الواقع والطموح.. رسائل الجولاني للداخل السوري

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

تنوعت الآراء حول هذا الخطاب، فبينما وصفه البعض بالاعتدال، رأى آخرون أنه لا يزال يحتاج إلى وضوح أكبر يبعث الطمأنينة في قلوب السوريين.

قدم نفسه كزعيم قادر على طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة تعتمد على التسامح والإدارة الشفافة. الكاتب والباحث السياسي حسام طالب رأى أن “كل تصرفات هيئة تحرير الشام تدل على تغيير ممنهج في خطابها وممارساتها”، مشيرا إلى أن تشكيل الحكومة الجديدة كان خطوة حتمية لضمان استقرار البلاد، مضيفًا: “لا يمكن للبلاد أن تبقى في فوضى بينما تنتظر القوى السياسية تشكيل حكومة جامعة.”

لكن المحللين يرون أن السرعة في تشكيل الحكومة تثير القلق، إذ يشير الكاتب الصحفي السوري غسان إبراهيم خلال حديثه لبرنامج الظهيرة على سكاي نيوز عربية إلى أن “الاستعجال بتشكيل الحكومة المؤقتة يعكس رغبة في فرض أجندة معينة دون إشراك كافة القوى السياسية”.

إبراهيم اعتبر أن الحكومة الحالية قد تكون مقدمة لاستمرار الهيمنة السياسية والدينية، ما يثير مخاوف حول مستقبل سوريا.

إحدى النقاط الجدلية التي أثارت الانقسام كانت خطاب رئيس الحكومة من المسجد الأموي، الذي أظهر ارتباطا قويا بين الدين والسياسة.

حسام طالب، وخلال حديثه لسكاي نيوز عربية، اعتبر أن “المجتمع السوري مجتمع محافظ ومتدين، لكن ليس متشددا.. الخطاب الديني، إذا أُحسن استخدامه، يمكن أن يكون عاملًا للتسامح وجمع الأمة”.

في المقابل، يرى غسان إبراهيم أن استخدام الدين في السياسة قد يؤدي إلى تضييق مساحة التنوع الفكري والديني في المجتمع السوري.

وقال: “العلمانية لا تعني الإلحاد، بل هي إعطاء الأولوية للكفاءة المهنية في إدارة الدولة بعيدا عن الانتماءات الدينية”.

وأكد على ضرورة احترام معتقدات الجميع لبناء دولة وطنية مدنية تضمن الحقوق المتساوية لكل المواطنين.

التحديات أمام القوى السياسية

وبالرغم من رسائل الجولاني التي تحمل دعوات للتغيير، يبقى التحدي الأكبر هو مدى قدرة هيئة تحرير الشام والقوى السياسية المختلفة على تحقيق انتقال سلمي وشامل للسلطة.

غسان إبراهيم حذر من أن “فرض رؤية دينية أو سياسية أحادية قد يعيد البلاد إلى صراعات أيديولوجية، بدلاً من التقدم نحو دولة مدنية ديمقراطية”.

من جهة أخرى، أشار حسام طالب إلى وجود تقدم ملحوظ في استقطاب شرائح مجتمعية متنوعة خلال الأحداث الأخيرة، مشيدا بما وصفه بـ”روح التسامح والانفتاح” التي انعكست في الخطابات والممارسات السياسية.

وما بين التفاؤل الحذر والتخوف المشروع، يقف السوريون على مفترق طرق، ينتظرون ما إذا كانت رسائل الجولاني ستترجم إلى أفعال ملموسة تسهم في بناء سوريا جديدة تتسع للجميع.

وبحسب إبراهيم، فإن “الرهان الحقيقي سيكون على بناء دولة مدنية قائمة على التنوع والاحترام المتبادل، بعيدًا عن التوجهات الإقصائية”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *