تسببت ممارسات مجموعة “عرين الأسود” الفلسطينية بالضفة الغربية في فرض عقوبات أميركية عليها.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، الخميس، إنه تم فرض عقوبات على هذه المجموعة، والتي كانت قد أعلن “مسؤوليتها” عن “عدة عمليات إطلاق نار من سيارات” في منطقة نابلس.
وأدان البيان أعمال العنف المرتكبة في الضفة الغربية أيا كان مرتكبيها، فيما أكدت واشنطن أنها “ستستخدم الأدوات المتاحة لنا لكشف ومحاسبة أولئك الذين يهددون السلام والاستقرار هناك”.
ما هي “عرين الأسود”؟
“عرين الأسود” هي جماعة فلسطينية مسلحة ناشئة، ظهرت، في عام 2021، بمدينة نابلس، ويتم وضع ملصقات لمسلحيها ممن لقوا حتفهم في جميع الشوارع الضيقة للبلدة القديمة وسوقها، وجميعهم تقريبا شبان يحملون أسلحتهم الآلية ومعداتهم القتالية، حسب “رويترز”.
وكان الدافع الأساسي للجماعة التي تألفت في البداية من أربعة مسلحين شبان هو “الغضب من تعديات المستوطنين الإسرائيليين والمواجهات مع الجيش الإسرائيلي”، وفقا لما ذكره مسؤولون فلسطينيون محليون لـ”رويترز”.
وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة، أيمن الرقب، أن “الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على نابلس وعدم وجود مدافع عن الشعب، كان السبب الرئيسي وراء تشكيل الجماعة”.
وفي حديث سابق لموقع “الحرة”، أكد أن الجماعة تضم “مجموعة من الشباب المنتمي لعدة تنظيمات وفصائل فلسطينية ومنها فتح وحماس والجهاد الإسلامي”.
وتصنّف الولايات المتحدة ودول غربية حركتي حماس والجهاد الإسلامي بأنهما من المنظمات الإرهابية.
“عرين الأسود” الفلسطينية.. ضبابية التمويل وتحذير من “اتساع النشاط”
أثار الظهور المفاجئ لجماعة فلسطينية مسلحة جديدة تحمل اسم “عرين الأسود”، الحديث حول ماهية تلك الجماعة ومن يقف ورائها بالدعم المالي والعسكري واللوجيستي وأسباب ظهورها في هذا التوقيت تحديدا.
من جانبه، تحدث المحلل السياسي الإسرائيلي، شلومو غانور، في تقرير سابق لـ”الحرة” عن معلومات استخباراتية تشير لكون عرين الأسود جماعة من الشباب تكونت بـ”صورة تلقائية دون تنظيم أو انتماء فصائلي فلسطيني”، وجاء ظهورها لعدة أسباب.
وعن تلك الأسباب، قال غانور إن الجماعة ترفض “علاقات السلطة الفلسطينية مع إسرائيل، وطريقة إدارتها للشؤون الداخلية”.
وذكر غانور أن الصدام بين الفلسطينيين من جانب، والقوات الإسرائيلية والمستوطنين اليهود من جانب آخر، قد يكون أحد أسباب ظهور “عرين الأسود”، لكنه ليس “السبب الوحيد”، على حد قوله.
وأشار المحلل الإسرائيلي إلى “أهداف سياسية واجتماعية وسيكولوجية وأمنية أدت لظهور المجموعة، وانتشار فكرها ونشاطها، واكتسابها لتعاطف شعبي واسع في الضفة الغربية”.
عدد أعضاء مجموعة “عرين الأسود”
لا توجد معلومات موثوقة عن عدد أفراد هذه الجماعة، لكن مسؤولا فلسطينيا له صلات جيدة في البلدة القديمة في نابلس، قال إنها ربما تضم 25 ناشطا مسلحا، مع وجود عدد أكبر من المؤيدين من خارج الجماعة، وفقا لـ”رويترز”.
ووفقا لحديث غانور، فلا يتجاوز عدد أفراد “عرين الأسود” 30 شخصا، ومعظمهم من سكان مدينة نابلس.
من جهته، قال الرقب إن عناصر الجماعة “محدودة” وتُقدَّر بـ”العشرات”، مرجعا ذلك لـ”صعوبة الحصول على السلاح في الضفة الغربية”.
لماذا فرضت واشنطن عقوبات على “عرين الأسد”؟
وفق بيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، أدرجت مجموعة “عرين الأسود” على قوائم العقوبات اليوم لمسؤوليتها أو تواطئها أو مشاركتها المباشرة أو غير المباشرة أو محاولتها المشاركة في أعمال تهدد السلام أو الأمن أو الاستقرار في الضفة الغربية.
وأشار إلى أن ذلك يشمل “التوجيه بإجراء هذه الأعمال أو تنفيذها أو إجرائها أو القيام بها”.
والجماعة هي أول هدف فلسطيني للعقوبات بموجب أمر تنفيذي عن العنف في الضفة الغربية أصدره الرئيس الأميركي، جو بايدن، في فبراير، واستخدم الأمر سابقا لفرض قيود مالية على مستوطنين يهود ضالعين في هجمات على الفلسطينيين.
واشنطن تفرض عقوبات على “عرين الأسود”
فرضت وزارة الخارجية الأميركية، الخميس، عقوبات على “عرين الأسود”، وهي جماعة فلسطينية مسلحة تتمركز في البلدة القديمة في نابلس بالضفة الغربية.
ويجمد الإجراء أي أصول تملكها الجماعة في كل مكان خاضع للولاية القضائية الأميركية ويحظر على الأميركيين التعامل مع الجماعة، لكن لم يتضح مدى امتلاك الجماعة أي أصول أو صلات من هذا النوع، بحسب تقرير لرويترز.
وقالت الأمم المتحدة في وقت سابق هذا الأسبوع، إن 505 فلسطينيين على الأقل قتلوا في الضفة الغربية على يد الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن الأخرى ومستوطنين منذ اندلاع الحرب في غزة قبل أكثر من ثمانية أشهر، وفقا لفرانس برس.
كذلك، قتل حوالي 24 إسرائيليا، بينهم ثمانية جنود، في اشتباكات في الضفة الغربية أو في هجمات مفترضة نفّذها فلسطينيون خلال الفترة ذاتها، وفقا للأمم المتحدة.