بيان غاضب من الأمم المتحدة بعد سجن المعارض المصري أحمد الطنطاوي

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 9 دقيقة للقراءة

أكد الجيش الإسرائيلي أنه في نهاية ثلاثة أسابيع من المناورات البرية التي قامت بها الفرقة 162، تم اكتشاف حوالي 20 نفقًا مجاورًا لممر فيلادلفيا الذي يفصل الجانب المصري عن الجانب الفلسطيني، حسبما نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” التي تساءلت في تقرير لها عن كيفية بناء حركة حماس هذه الأنفاق تحت أنظار الجيش المصري.

ووفقا للصحيفة، قدر مسؤولون عسكريون أن معظم الأنفاق تعبر إلى الأراضي المصرية وتستخدم لتهريب الذخيرة والمواد اللازمة لإنتاج الأسلحة.

وتساؤلات الصحيفة الإسرائيلية بشأن كيفية نجاح حركة حماس (التي تصنفها الولايات المتحدة ودول أخرى جماعة إرهابية) في بناء الأنفاق التي تمتد إلى مصر “تحت نظر الجيش المصري”، يرد عليها خبيران عسكريان تحدثا لموقع “الحرة” عن تفسيراتهما لهذه التطورات.

وأوضحت الصحيفة أنه كان يوجد بالقرب من الحدود المصرية نحو 82 فتحة، ويقدر أنها كانت متصلة بأنفاق تهريب يمكن السيطرة عليها عن بعد. وأفادت قوات الفرقة 162، الأسبوع الماضي، بوجود مخزون ضخم من أسلحة حماس في منطقة رفح.

وذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي أكد أيضًا أنه تم نقل المعلومات حول التعامل مع الأنفاق العابرة للحدود إلى مصر، ما أثار انتقادات داخل المؤسسة الأمنية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه لسنوات ظل المسؤولون الأمنيون في إسرائيل يحذرون من أن حماس تدير أنفاقًا عابرة للحدود لتهريب الأسلحة، التي زُعم أنها تم تهريبها تحت أنظار الجيش والشرطة المصريين في سيناء مباشرة من مستودعات الأسلحة في إيران وسوريا وحزب الله في لبنان إلى مستودعات الأسلحة التابعة لحركة حماس في غزة.

وأوضحت “جيورزاليم بوست” أنه قبل سنوات قليلة، أطلق المصريون، تحت ضغط أميركي، عملية هندسية واسعة النطاق، أخرجوا فيها جميع سكان رفح المصرية من منطقة ممر فيلادلفيا إلى مسافة عدة كيلومترات، ودمروا جميع المباني المجاورة للحدود، وحفروا عشرات الأمتار، وحدّدوا الأنفاق.

وأشاد الجيش الإسرائيلي بالنشاط الهندسي بمساعدة الجيش المصري. ومع ذلك، فترى الصحيفة أنه “من الواضح الآن أنه تحت أنظار الجيش المصري وربما بدعم أو معرفة أو غض الطرف، قامت حماس ببناء شبكة من أنفاق التهريب” وواصلت تعزيز قدراتها رغم التزام مصر بمحاربة الإرهاب في منطقة سيناء.

وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون مؤخرا إن الجيش الإسرائيلي والجيش المصري يتعاونان بشكل وثيق، بما في ذلك في قضية الأنفاق، لكن الصحيفة أوضحت أن المسؤولين زعموا أن مصر مدينة بتفسيرات لما اكتشفته الفرقة 162 على الأرض. ولذلك، لا بد من اتخاذ إجراءات وآلية أكثر صرامة لمنع حفر الأنفاق في المستقبل.

وأشارت الصحيفة إلى أن عملية كشف الأنفاق في ممر فيلادلفيا قد بدأت للتو، ولا يزال هناك قسم ضيق بالقرب من البحر قرر الجيش الإسرائيلي عدم التعامل معه في هذه المرحلة، وفي المستقبل القريب ستبدأ مرحلة رسم خرائط الأنفاق وتدميرها.

وكان مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، قد أشار في مقابلة مع هيئة الإذاعة الإسرائيلية العامة (كان) إلى أنه يتعين على إسرائيل أن “تضمن مع المصريين عدم حصول تهريب عبر أنفاق” تحت الحدود.

وقال هنغبي في المقابلة إن إسرائيل “يجب أن تغلق الحدود بين مصر وغزة”.

ومنذ اندلاع الحرب الأعنف على الإطلاق في غزة ردا على هجوم حماس في أكتوبر، تتحدّث إسرائيل مرارا عن تهريب مستمر عبر أنفاق تحت الحدود.

نفي مصري

واتّهم مسؤول مصري إسرائيل بتوظيف ادعاءات بوجود أنفاق عند الحدود مع قطاع غزة لتبرير عمليتها العسكرية في رفح في جنوب قطاع غزة، وفق ما أوردت قناة “القاهرة الإخبارية”، الأربعاء، نقلا عن “مصدر مصري رفيع”.

ونقلت القناة المقربة من المخابرات المصرية عن المصدر الرفيع قوله إنه “لا توجد أية اتصالات مع الجانب الإسرائيلي بشأن الادعاءات بوجود أنفاق على حدود قطاع غزة مع مصر”.

وأضاف المصدر “إسرائيل توظف هذه الادعاءات لتبرر مواصلة عملية رفح الفلسطينية وإطالة أمد الحرب لأغراض سياسية”، مؤكدا “عدم صحة التقارير الإعلامية الإسرائيلية التي تحدثت عن  وجود أنفاق على الحدود المصرية مع قطاع غزة”.

وكان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، ضياء رشوان، قد اتهم إسرائيل بتوظيف الادعاءات لتبرير “احتلالها غير الشرعي” لمحور فيلادلفيا.

وفي يناير، قال رشوان إن مصر دمرت هذه الأنفاق نهائيا وأقامت منطقة عازلة وعززت ضبط الحدود في خطوة “يستحيل معها أي عملية تهريب لا فوق الأرض ولا تحتها”.

نجاح التكتيكات المصرية

وقال اللواء أركان حرب، محمود عبدالسلام أمين، لموقع “الحرة” إنه “منذ عام 2013، خاضت مصر حربا صعبة ضد الإرهابيين في شمال سيناء، وعلى إثرها دمرت بالفعل مئات الأنفاق العابرة للحدود مع غزة والتي كانت تستخدم لنقل مقاتلين وأسلحة”.

وأضاف أن “الدليل على نجاح التكتيكات المصرية هو اختفاء التهديدات الإرهابية التي كانت منتشرة في هذه المنطقة، مثل القطع المتكرر لخطوط الغاز بين مصر وإسرائيل، وارتكاب عمليات تفجيرية لاستهداف المدنيين”.

وتابع أنه “لحل أزمة سيناء والمناوشات على الحدود المصرية مع رفح، فلا يجب الاعتماد فقط على الحلول العسكرية مثلما تفعل إسرائيل حاليا، لأن عملية اكتشاف جميع الأنفاق وتطهيرها صعبة بشكل كبير وقد تستغرق سنوات وتحتاج لميزانية ضخمة، لن تستطيع كل من مصر وإسرائيل تحملها، خاصة مع إعلان محافظ بنك إسرائيل بشأن أن تكلفة الحرب على غزة، حتى عام 2025، ستبلغ 250 مليار شيكل (نحو 73 مليار دولار أميركي)”.

وأوضح الخبير العسكري أنه “يجب أن يكون في يد الحكومات أوراق أخرى تلعب بها مثل الدبلوماسية والحنكة السياسية للسيطرة بشكل أكبر على مجريات الأمور في المنطقة وكذلك التوغل بين الأهالي”.

وأشار إلى أن “قرار مصر مؤخرا بتشكيل اتحاد قبائل سيناء برئاسة رجل الأعمال السيناوي، إبراهيم العرجاني، يعد حركة سياسية ذكية ومطلوبة في هذا الوقت لأنه يضمن التقارب بشكل أكبر بين النظام وما يحدث على الأرض في سيناء وعلى الحدود المصرية”.

وقال إنه “بدلا من توجيه حكومة نتانياهو الاتهامات للجانب المصري بالتقصير، فعليها أن تهدأ قليلا وتحسب خطواتها بشكل أكثر فاعلية لتحقيق هدفها المعلن عنه من عملياتها العسكرية، لأن قتل المزيد من المدنيين الفلسطينيين أو توجيه الاتهام أو اللوم إلى مصر لن يحل أزمتها ولن يساعدها في النجاح في القضاء على حماس أو حتى السيطرة على الأنفاق”.

ويتصاعد التوتر بين إسرائيل ومصر، أول دولة عربية اعترفت بالدولة العبرية، منذ تجاهل الإسرائيليين تحذيرات دولية ومضيّهم قدما بعملية برية في رفح في وقت سابق من الشهر الحالي.

وتأتي السيطرة على محور فيلادلفيا بعد أسابيع فقط على سيطرة القوات الإسرائيلية على معبر رفح الحدودي مع مصر، في 7 مايو.

ويمتد محور صلاح الدين المعروف باسم محور فيلادلفيا، داخل قطاع غزة من البحر المتوسط شمالاً حتى معبر كرم أبو سالم جنوباً بطول الحدود المصرية، التي تبلغ نحو 14 كيلومتراً، وتعده معاهدة السلام الموقعة عام 1979 منطقة عازلة، وانسحبت إسرائيل منه تماماً في إطار خطة فك ارتباطها بقطاع غزة عام 2005.

والثلاثاء، تمركزت دبابات إسرائيلية في وسط مدينة رفح التي تقول الأمم المتحدة إن 1,4 مليون شخص، غالبيتهم من النازحين، يحتمون فيها.

تشكيك في الرواية الإسرائيلية

وقال الخبير العسكري، اللواء أركان حرب، عبدالمنعم غالب، لموقع “الحرة” إن “الهدف من تصعيد إسرائيل محاولة الحكومة تهدئة الداخل الإسرائيلي في ظل عدم تحقيق أي انتصار حقيقي على الأرض، وفي الوقت نفسه، جذب الضغط الأميركي والدولي على مصر لدفعها لفتح حدودها لاستقبال الفلسطينيين وتوريطها في الصراع كما كانت تأمل حكومة نتانياهو”، بينما يتوقع استمرار الموقف المصري “في حالة تأهب ويقظة للتحركات الإسرائيلية، ورصد أي مخالفة لمعاهدة السلام”.

وأضاف أن “هذه الاتهامات الإسرائيلية للجانب المصري هدفها تشتيت الأنظار عن انتهاك إسرائيل لمعاهدة كامب ديفيد بإعلانها سيطرتها على محور فيلادلفيا”.

وشكك غالب في الرواية الإسرائيلية، قائلا إنه “عسكريا، فإن اكتشاف أنفاق مفتوحة في رفح الفلسطينية لا يعني أنها لازالت مفتوحة عن الجانب المصري، لأنها من الممكن أن تكون قد تم إغلاقها وأصبحت خارج أي أعمال تتعلق بحماس”.

وأشار الخبير العسكري إلي أنه من الطبيعي أن تطلق إسرائيل مثل تلك التصريحات كل فترة لتبرير تواجدها بهذا الشكل عند الحدود المصرية، ولتبرير موقفها داخليا وعالميا، وإظهار أن تعنت الجانب المصري يتسبب في تأخر نتائج الحرب بشكل إيجابي بالنسبة لإسرائيل حتى لا تظهر بشكل فاشل، خاصة مع الحرج الذي تعانيه حكومة نتانياهو بعد الفيديوهات التي نشرتها حماس والتي تظهر استمرار تواجدهم ومواجهتهم للجنود الإسرائيليين داخل الأنفاق”.

وبشكل عام، يرى الخبير العسكري أن “إسرائيل لن تعادي مصر بشكل أكبر من مجرد إطلاقها لمثل تلك تصريحات لأنه ليس في مصلحتها أو مصلحة القاهرة الدخول في أي مواجهات مباشرة”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *