قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأربعاء، إنه قد ينشر صواريخ تقليدية على مسافة قريبة من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين إذا سمحوا لأوكرانيا بتوجيه ضربات في عمق روسيا بأسلحة غربية بعيدة المدى.
وأضاف بوتين، في أول اجتماع مباشر له مع كبار محرري وكالات الأنباء الدولية منذ بدء الحرب في أوكرانيا، أن الغرب مخطئ إذا افترض أن روسيا لن تقدم أبدا على استخدام الأسلحة النووية، وقال إنه لا ينبغي الاستخفاف بالعقيدة النووية للكرملين.
وعندما سئل عن تصريحات الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، التي دعا فيها إلى السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الغربية لضرب الأراضي الروسية، أشار بوتين إلى الفروق بين الصواريخ المختلفة لكنه حذر من أن السماح لكييف بضرب روسيا بأسلحة أكثر قوة هو تصعيد خطير يجر الغرب نحو حرب مع روسيا.
وقال الرئيس الروسي (71 عاما) إن رد بلاده سيكون إسقاط الصواريخ الغربية، وأشار على وجه التحديد إلى أنظمة أتاكمز الأميركية وأنظمة الصواريخ البريطانية والفرنسية.
وأردف أن موسكو تدرس نشر صواريخ مماثلة طويلة المدى وعالية التقنية قريبة بما يكفي لضرب الدول التي تسمح لأوكرانيا باستهداف الأراضي الروسية بمثل هذه الصواريخ.
وقال “إذا رأينا أن هذه الدول تنجر إلى حرب ضد روسيا الاتحادية، فإننا نحتفظ بالحق في التصرف بالطريقة نفسها. بشكل عام، هذا طريق يؤدي إلى مشاكل خطيرة للغاية”.
وتحدث بوتين إلى الصحفيين لأكثر من ثلاث ساعات في برج شركة “غازبروم” المشيّد حديثا والمكون من 81 طابقا قبل انعقاد المنتدى الاقتصادي الدولي السنوي في سان بطرسبرغ.
ولم يذكر بوتين تفاصيل عن الموقع الذي يدرس إرسال مثل هذه الصواريخ إليه.
وأدى الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا في عام 2022 إلى أسوأ انهيار في العلاقات بين روسيا والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، وحذر الكرملين مرارا من تصاعد خطر نشوب حرب عالمية.
وسمح الرئيس الأميركي، جو بايدن، لكييف بإطلاق بعض الأسلحة التي زودتها بها الولايات المتحدة على أهداف عسكرية داخل روسيا. لكن واشنطن لا تزال تحظر على كييف ضرب روسيا بصواريخ “أتاكمز” التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر، وغيرها من الأسلحة الأميركية بعيدة المدى.
وقال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، خلال زيارة لكييف في الثالث من مايو لوكالة رويترز، إن أوكرانيا لها الحق في استخدام الأسلحة التي زودتها بها بريطانيا لضرب أهداف داخل روسيا وإن الأمر متروك لكييف لتحديد ذلك.
وعندما سُئل عن خطر نشوب حرب نووية، قال بوتين إن العقيدة النووية الروسية تسمح باستخدام مثل هذه الأسلحة.
وتحدد العقيدة النووية الروسية المنشورة في عام 2020 الشروط التي بموجبها ينظر الرئيس الروسي في استخدام سلاح نووي.
وبشكل أساسي يكون اللجوء لهذا ردا على هجوم بأسلحة نووية أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل، أو على استخدام الأسلحة التقليدية ضد روسيا “عندما يصبح وجود الدولة ذاته مهددا”.
وقال كل من بوتين وبايدن إن الصراع المباشر بين روسيا، أكبر قوة نووية في العالم، وحلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة سيكون خطوة نحو حرب عالمية ثالثة.