بنما وجرينلاند ثم كندا.. أحلام “ترامب” تضعه في مأزق وتثير الجدل قبل أيام من تنصيبه

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

لم يتول الرئيس المنتخب دونالد ترامب سدة الحكم في الولايات المتحدة بعد، لكن اللغط لم ينقطع منذ إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية في بلاده، وصاحب الكثير من تصريحاته وكلماته.

وبدت تصريحات “ترامب” وتعليقاته على منصته الاجتماعية “تروث سوشال” شديدة الجدلية، وتكاد تتسبب بأزمات دبلوماسية مع دول صديقة لواشنطن، ما ينذر بفترة رئاسية ثانية ملتهبة للملياردير الجمهوري.

قناة بنما

بدأت تصريحات ومطالبات “ترامب” الجدلية بتهديده بإعادة سيطرة بلاده على قناة بنما، وذلك على خلفية انتقاده للرسوم غير العادلة التي تتكبدها السفن الأمريكية التي تمر بالممر المائي الشهير، على حد تعبيره.

وفي منشوره على منصته الاجتماعية، انتقد “ترامب” طريقة إدارة بنما مع القناة مهددًا بإعادة السيطرة على الممر المائي الحيوي، لافتًا إلى أن القناة تركت لتدار من قِبل بنما وليس الصين، في إشارة إلى مخاوفه من تهديد البلد الآسيوي لأمن بلاده القومي.

واستدعت تصريحات “ترامب” ردًا سريعًا من الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو، الذي أكد أن “سيادة بنما واستقلالها” غير قابلين للتفاوض، لافتًا إلى أن كل متر مربع من القناة والمنطقة المحيطة به ملك لبلاده وسيظل كذلك.

وتُعد قناة بنما من أعظم الإنجازات الهندسية في العالم، فهي حجر الزاوية للنقل البحري العالمي، كما تعد رابطًا حيويًا بين المحيطين الأطلسي والهادي؛ ما يمكن السفن من تجنب الرحلة الطويلة والخطيرة حول كيب هورن في الطرف الجنوبي من أمريكا الجنوبية، وتقع القناة في دولة بنما، ويبلغ طولها 77 كيلومترًا، وتمتد من خليج ليمون في المحيط الأطلسي إلى خليج بنما على المحيط الهادي.

جزيرة جرينلاند

وقبل أن يجف حبر تصريحاته غير المتزنة، عاد الرئيس الأمريكي المنتخب لإثارة الجدل من جديد، وهذه المرة أبدى عزمه السيطرة على جزيرة “جرينلاند” التابعة لمملكة الدنمارك، وتتمتع بالحكم الذاتي.

وكتب الرئيس الجديد : “لأغراض الأمن القومي والحرية في جميع أنحاء العالم، تشعر الولايات المتحدة الأمريكية أن امتلاك جرينلاند والسيطرة عليها ضرورة مطلقة”.

واستدعت أحلام “ترامب” ردًا فوريًا وحاسمًا من رئيس وزراء جرينلاند ميوتي إيجيدي، الذي أكد أن الجزيرة “ليست للبيع”، مشددًا على أنها ملك لسكانها، ولم ولن تكون للبيع أبدًا، على حد تعبيره.

والحقيقة فإنه لم تكن فكرة “ترامب” وليدة اليوم، فقد طرحها في ولايته الأولى، وتحديدًا في عام 2019 بشراء الجزيرة، إلا أنه واجه ردًا صادمًا من رئيسة الوزراء الدنماركية التي قللت من جدية الفكرة، وعدم اهتمامها بمناقشتها، الأمر الذي دفع “ترامب” إلى إلغاء زيارة كانت مقررة للبلد الأوروبي آنذاك.

وتماشت تصريحات قطب العقارات مع تحرك نجله دونالد ترامب الابن إلى عاصمة الجزيرة “نوك” على متن طائرة خاصة دون إذن مسبق أو موعد محدد، الأمر الذي أثار غضب كوبنهاجن، وجاء الرد في تصريحات رئيسة وزراء الدنمارك ميت فريدريكسن للقناة التلفزيونية الثانية الدنماركية، بأن : “جرينلاند ملك لأهلها”، و”ليست للبيع”.

ضم كندا

لم تتوقف طموحات “ترامب” الغريبة عند هذا الحد، فقد دعا إلى ضم جارته كندا إلى حدود بلاده، وإعلانها الولاية رقم 51، مبررًا ذلك بحجم العجز التجاري الهائل بين البلدين، وعدم قدرة واشنطن على تحمل الإعانات التي تحتاج إليها أوتاوا للوقوف على قدميها، على حد وصفه.

وقال ترامب في منشور له : “يحب العديد من الناس في كندا أن يكونوا الولاية رقم 51″، مضيفًا : “لم يعد بإمكان الولايات المتحدة أن تتحمل العجز التجاري الهائل والإعانات التي تحتاج إليها كندا للبقاء واقفة على قدميها”.

وتابع : “كان جاستن ترودو على علم بذلك واستقال. إذا اندمجت كندا مع الولايات المتحدة، فلن تكون هناك تعريفات جمركية، وستنخفض الضرائب بشكل كبير، وستكون آمنة تمامًا من تهديد السفن الروسية والصينية التي تحيط بها باستمرار معًا، يا لها من أمة عظيمة”.

وأثارت تصريحات ترامب عن جارته الحدودية ردود فعل غاضبة، إذ اتهمه عدد من المتابعين بانتهاك سيادة كندا، والصيد في الماء العكر باستغلال التحديات الاقتصادية التي تواجهها أوتاوا.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *