بلينكن يزور كييف.. وتقرير عن حزمة مساعدات أميركية جديدة لأوكرانيا بمليار دولار

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 7 دقيقة للقراءة

أفادت تقارير إخبارية أن طائرات روسية بدون طيار كانت تستهدف صوامع الحبوب الأوكرانية، حلقت بشكل متكرر على طول الحدود الرومانية فوق نهر الدانوب، خلال الأسابيع الأخيرة، مما أثار مخاوف أمنية في الدولة العضوة في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، والتي لديها عداوات تاريخية مع روسيا.

وأوضح راعي أغنام روماني يدعى، يوليان، لصحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، أنه “شاهد طائرات بدون طيار تحلق على طول النهر، قبل أن تقصف أهدافا داخل أوكرانيا”، في واحدة من الحالات القليلة التي رأى فيها الرومانيون مشاهد من  الحرب منذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا قبل نحو 18 شهرا.

ويبلغ عرض نهر الدانوب، بضع مئات من الأمتار، وبالتالي فإن ذلك النهر يعد المسافة التي تفصل بين توجيه ضربة لأوكرانيا أو ضربة لحلف شمال الأطلسي برمته، في حال جرى استهداف رومانيا عبر ذلك الفاصل المائي.

وسعت رومانيا إلى تجنب التصعيد العلني للصراع، ونفت، الإثنين، تصريحات كييف بأن طائرة بدون طيار تحطمت على أراضيها، وسط الهجمات الروسية الصارخة بشكل متزايد.

لكن وزارة الخارجية الأوكرانية، قالت إن ذلك يعد “أحدث مؤشر على أن موسكو تهدد أمن الدول المجاورة، بما في ذلك الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي”.

وزادت روسيا من هجماتها على المنطقة، في محاولة لحرمان كييف من بدائل الشحن عبر نهر الدانوب بعد انسحاب موسكو من اتفاقية بشأن عبور الحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود، والتي تعد الطريق الرئيسي للصادرات الأوكرانية للوصول إلى الأسواق العالمية.

هجوم روسي جديد يستهدف “ميناء استراتيجيا” لتصدير الحبوب الأوكرانية

قتل شخص جراء هجوم شن بمسيّرات روسية على منطقة أوديسا في جنوب أوكرانيا على ما أعلن، صباح الأربعاء، الحاكم المحلي، أوليغ كيبر، مضيفا أن منشآت مرفئية وزراعية تضررت.

وأطلقت السفن الحربية الروسية منذ ذلك الحين طلقات تحذيرية تجاه سفينة تجارية واحدة على الأقل، اقتربت من موانئ البحر الأسود الأوكرانية. 

وقالت موسكو إنها تعتبر سفن الشحن تلك “أهدافا مشروعة”، على الرغم من أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قال، الإثنين، إنه “منفتح على المفاوضات” بشأن العودة إلى اتفاق نقل الحبوب، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا.

وفي ميناء كونستانتا الروماني على البحر الأسود، تتعامل شركات الشحن بأمان مع الحبوب القادمة من أوكرانيا عبر نهر الدانوب والقنوات المرتبطة به، وكذلك الأمر بالنسبة للشحنات القادمة متن الشاحنات والقطارات قبل نقلها إلى السفن المتجهة نحو مضيق البوسفور والبحر المتوسط.

مخاطر  محدقة

لكن الانفجار الأخير للغم بحري روسي مشتبه به، والذي جرفته الأمواج إلى شاطئ بالقرب من ميناء كونستانتا، يسلط الضوء على المخاطر المستمرة الناجمة عن قرب بعض مناطق رومانيا من مواقع الحرب في أوكرانيا.

وفي هذا الصدد، أوضح وزير الدفاع الروماني، أنخيل تيلفار، لصحيفة “فايننشال تايمز”: “نحن قلقون للغاية.. فروسيا تواصل خلق أخطار جديدة، بسبب التصعيد أو سوء تقديرها لإدارة المعارك”.

وأضاف أن “رومانيا نشرت 11 سفينة حربية، ومروحيتين، و6 طائرات بحث بحرية بدون طيار، و3 مفارز من الغواصين المتخصصين في المتفجرات قبالة سواحلها، في حين تقوم طائرات المراقبة التابعة للناتو بدوريات دائمة على الحدود الرومانية”.

ولفت الوزير الروماني إلى أن بلاده “مستعدة لمواجهة أي حالات طارئة”. 

ونفى تيلفار التقارير التي تفيد بأن طائرات روسية بدون طيار أو قذائف أوكرانية أصابت الأراضي الرومانية “عن طريق الخطأ”، لكنه أضاف أنه “لا يمكن لأي دولة متاخمة لأوكرانيا أن تستبعد تمامًا إمكانية التعرض للقصف عن طريق الخطأ”.

“أضرار واسعة النطاق” بعد هجوم روسي على ميناء بأوديسا الأوكرانية

قال حاكم منطقة أوديسا الأوكرانية،  أوليه كيبر،  إن هجوما شنته روسيا بطائرات مسيرة، الاثنين، على ميناء إسماعيل على نهر الدانوب بالمنطقة تسبب في أضرار واسعة النطاق للبنية التحتية، وإن الحطام تسبب في اندلاع نيران بعدة مبان.

وكانت رومانيا واحدة من الدول القليلة التي حققت باستمرار هدف الإنفاق السنوي لحلف شمال الأطلسي، وهو 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وزادت ميزانيتها الدفاعية إلى حوالي 7.5 مليار دولار، أو 2.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، هذا العام ردا على الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال تيلفار إن بلاده “ستفتتح مركزًا للتدريب على قيادة طائرات (إف-16) للطيارين الأوكرانيين”، لافتا إلى أن “بوخارست ستشتري أيضًا المزيد من الطائرات والدبابات ومدافع الهاوتزر، والطائرات بدون طيار أميركية الصنع، لصالح قواتها المسلحة”.

من جانبه، قال ضابط البحرية والمخابرات المتقاعد الذي يركز على روسيا، ساندو فالنتين ماتيو، إن “مثل هذا الإنفاق كان يبدو مبالغًا فيه في الماضي، لكن ليس بعد أن جعلت روسيا منطقة الصراع قريبة جدًا من حدود رومانيا”.

وأضاف الضابط الروماني المتقاعد: “نحن على خط المواجهة.. في حين أن رومانيا ليس لها حدود برية مع روسيا، فإن منطقتنا الاقتصادية الخالصة تتلامس مع شبه جزيرة القرم في البحر”. 

وضمت روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014، واستخدمتها كمنصة انطلاق لغزو العام الماضي، مع استمرار الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار على المدن الأوكرانية.

وقال ماتيو إن روسيا “تختبر عمدا المناطق الرمادية القانونية في الاتفاقيات البحرية الدولية، بينما تحاول تدمير قنوات تصدير الحبوب الأوكرانية”.

وأشار أيضًا إلى أنه “في حين أن كييف قد تؤيد مشاركة أكبر لحلف شمال الأطلسي في الصراع، فإن بوخارست كانت حذرة”. 

وتابع: “طالما أن الروس لا يشكلون تهديدا حقيقيا على حياة البشر أو الممتلكات على أراضينا، بما في ذلك مياهنا الإقليمية، فإن بوخارست لن تسعى إلى التصعيد، حتى ولو دبلوماسيا”.

وقد تعهد رئيس الوزراء الروماني، مارسيل سيولاكو، وهو الديمقراطي الاشتراكي الذي تولى منصبه في مايو، بتقديم “الدعم غير المشروط لأوكرانيا”، كاشفا عن “التزام بوخارست بمضاعفة حجم الحبوب التي تمر عبر رومانيا من أوكرانيا، لاسيما عبر ميناء كونستانتا”.

وفي هذا الصدد، قال الباحث في جامعة لندن، كوستين سيوبانو، إنه “قبل انتخابات العام المقبل، يتعين على حكومة سيولاكو أن تأخذ في الاعتبار الاستياء المتزايد من المزارعين الرومانيين، الذين يكافحون من أجل التنافس مع الحبوب الأوكرانية الأرخص ثمناً”، موضحا أن “المزارعين يمثلون دائرة انتخابية مهمة” لرئيس الوزراء. 

وكانت رومانيا واحدة من مجموعة دول شرقي الاتحاد الأوروبي، التي فرضت حظرا على استيراد الحبوب من أوكرانيا، حتى في الوقت الذي سهلت فيه عبور ملايين الأطنان من المواد الغذائية.

وعلى شاطئ كوستينيتي، على بعد 30 كيلومتراً جنوب كونستانتا، قال الصياد وصاحب المطعم، ماتي داتكو، إنه “ليس خائفا من انجراف الألغام البحرية إلى الشاطئ، بقدر خوفه من تدهور الاقتصاد”.

وتابع: “اللغم البحري كبير، وبالتالي يمكنك رؤيته والالتفاف حوله.. لكن في العام المقبل سترتفع الضرائب، وهذا يبدو أكثر خطورة من أي لغم يصل إلى الشاطئ عن طريق الخطأ”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *