وبينما دفع الجيش الأميركي بـ”الفرقة 59″، وهي أوّل فرقة بحرية تعمل بالذكاء الاصطناعي والأنظمة المسيّرة لصد الصواريخ الحوثية وتحمل لقب “الروّاد”، أعلنت بريطانيا تطوير صواريخها “أفعى البحر” الباليستية للغرض نفسه.
ودمّرت الضربات الأميركية والبريطانية، التي بدأت في 12 يناير الجاري، وتكررت لنحو 4 مرات حتى الآن، أكثر من 25 منشأة لإطلاق الصواريخ والمسيّرات وجهاز رادار ساحليا وقدرات مراقبة جوية للحوثي، بالإضافة إلى مناطق تخزين أسلحة، حسب المتحدّث باسم البنتاغون، الجنرال بات رايدر.
ما هي “الفرقة 59” الأميركية؟
تعدّ “الفرقة 59” أوّل فرقة عسكرية بحرية تعمل بالذكاء الاصطناعي والأنظمة المسيّرة، وفق مجلة “برايكينغ ديفينس” العسكرية الأميركية، التي عدّدت قدراتها وخصائصها العسكرية فيما يلي:
• تشكّلت سبتمبر 2021 لرفع قدرة الأسطول الخامس المتمركز في البحرين على الردع.
• ستعمل في أنحاء منطقة عمليات الأسطول الأميركي الخامس، سواء الخليج العربي وخليج عمان وخليج عدن وبحر العرب وأجزاء من المحيط الهندي.
• ستغطّي ممرّات التجارة البحرية الحاسمة؛ مثل مضيق باب المندب وهرمز وقناة السويس.
• تصدَّت مرتين العام الماضي، لمحاولة قوات إيرانية الاستيلاء على عدد من الزوارق المسيّرة.
• تعمل بالذكاء الاصطناعي لتحديد أجهزة استشعار الطائرات المسيّرة ورفع مستوى التنبيه، ما يسمح للقوات البحرية بالتحكّم فيما يصل إلى 100 مسيّرة.
• تمنح الأفضلية على الخصم وتكسب القوات قدرات تنبؤية.
• تسعى إلى إيجاد بديل حال عدم توافر نظام “GPS” ووسائل الاتصالات الحالية.
• شاركت في أكثر من 30 مناورة بحرية متعدّدة الأطراف و6 مهام لنشر القوات حول شبه الجزيرة العربية.
• نفَّذت عمليّة بمضيق هرمز وعملت مع الزوارق المسيّرة والمسيّرات البحرية والجوية.
ما الكتيبة المشغّلة لها؟
يقول قائد الفرقة، كولين كوريدان، في بيانٍ نشره موقع “ديفينس ون” العسكري، إن الكتيبة العسكرية وهي “59.1” المشغّلة لتلك الفرقة العسكرية:
• تشكّلت يناير الجاري تحت اسم “مجموعة المهام 59.1”.
• مهمّتها تشغيل ودمج تلك الأنظمة المسيّرة التي تعمل بطريقة “التحكّم عن بُعد” في مسرح عمليات البحر الأحمر.
• مسؤولة عن تشغيل الروبوتات المختلفة فوق وتحت الماء، وتراقب المياه لإمداد البحرية الأميركية بالمعلومات والبيانات ووسائل الاستطلاع المختلفة قبل تنفيذ العمليات العسكرية.
• تشكيلها يأتي وسط فترة مضطربة؛ سواء الحرب في غزة أو هجمات الحوثيين على السفن.
• أنتجت نحو 15 نوعا من الطائرات المسيّرة، بإجمالي 55 ألف ساعة تشغيلية.
• يمكنها العمل لعدة أشهر في كل مهمة وإرسال بيانات المراقبة اللاسلكية إلى الأسطول الأميركي.
ما خطة بريطانيا ضد الحوثي وقدرات “أفعى البحر”؟
من جانب بريطانيا وسعيها لصد الهجمات الحوثية، قالت إنها ستُنفق 405 ملايين جنيه إسترليني (514 مليون دولار) لتحديث نظام الدفاع الجوي”سي فايبر” (Sea Viper) ويلقّب بـ”أفعى البحر”، بصواريخ مزوّدة برؤوس حربية جديدة، وبرمجيات الكمبيوتر، ما تمكّنه من مواجهة تهديدات الصواريخ الباليستية، حسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وعن قدرات صواريخ “أفعى البحر”، فحسب تقارير عسكرية فإنها تتميّز بقدرات متنوّعة؛ من بينها:
• نظام دفاع جوي بحري متكامل محمول على السفن المدمّرة.
• النظام المفضّل للبحرية البريطانية في عمليات إسقاط التهديدات الجوية منذ أكثر من 30 عاما.
• تستطيع الصواريخ تتبّع نحو 2000 هدف والتحكّم في الوقت ذاته في عدة صواريخ “أسبر” في الجو.
• تطويرها سيجعلها الأكثر كفاءة على الإطلاق، وسيتم تحديثها بصواريخ مزوّدة برأس حربي جديد، وبرمجيات تمكّنه من مواجهة تهديدات الصواريخ الباليستية.
• تستهدف صواريخ كروز والطائرات الأسرع من الصوت التي تحلّق بشكل منخفض جدا.
• تحتوي على رادار متعدّد المهام ونظام إنذار مبكر بعيد المدى.
• تُطلق الصواريخ بشكل عمودي؛ بحيث تستطيع ملاحقة ألف هدف جوي من مسافة 400 كيلومتر.
• تُطلق 16 صاروخا دفعة واحدة في أقل من 10 ثوانٍ.
• تستخدم حاليا صواريخ “أستر 15″ بمدى من 1.7 كيلومتر حتى 30 كيلومتر، و”أستر 30” بمدى من 3 كيلو حتى 120 كيلومترا.
• تعمل لدى القوات البحرية البريطانية والفرنسية والإيطالية.
وقف تدفُّق الأسلحة الإيرانية
وفق الخبير العسكري البريطاني مايكل كلارك، فإنّ الولايات المتحدة وبريطانيا تكثّفان الحملة العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، من خلال التركيز على استهداف الإمدادات الإيرانية وشنّ ضربات استباقية لتدمير القدرات الهجومية لتلك المليشيات المتمرّدة التي عطّلت حركة الملاحة في مضيق باب المندب الحيوي الذي تمرّ عبره نحو 12% من التجارة البحرية العالمية.
وأضاف كلارك، لموقع “سكاي نيوز عربية”:
• سلسلة الضربات الأميركية والبريطانية لم تردع الحوثيين حتى الآن أو تقلّل من قدرتهم على استهداف السفن التجارية.
• خطة الولايات المتحدة وبريطانيا الجديدة لسعيهما لطرق أفضل لعرقلة تدفّق الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين عن طريق البحر.
• “الفرقة 59” الأميركية أوّل كتيبة بحرية ستعمل بالذكاء الاصطناعي والأنظمة المسيّرة وأثبتت نجاحات في مسارح العمليات.
• تلك الفرقة ستكون ضمن مهامها تعزيز الأمن البحري بمنطقة الشرق الأوسط، والتكامل مع السفن البحرية الأميركية وخفر السواحل وسفن القوة البحرية الدولية المشتركة بالأسطول الخامس.
• الجيش الأميركي يسعى إلى الاستفادة منها بأسطوله الرابع لمكافحة الصيد غير المشروع ووقف الاتجار بالبشر وتهريب المخدرات في أميركا الجنوبية، وقد يتم الدفع بها للمحيط الهادئ لتنفيذ مهام استهداف وحرب إلكترونية.
• تزويد صواريخ “أفعى البحر” البريطانية برؤوس حربية جديدة وبرمجيات يزيد القدرة الدفاعية للبحرية البريطانية ويحمي مجموعتها القتالية “كاريير سترايك” بالشرق الأوسط.