“تملكني الشوق لتناول الأطعمة المفضلة لدي مرة أخرى”.. بهذه الكلمات تحدث برادلي أولسون في تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، عن تجربته بعد التوقف عن تعاطي إبر إنقاص الوزن، التي ساعدته على فقدان أكثر من 18 كيلوغراما “بسهولة تامة”.
وخلال الأشهر الخمسة التي حصل فيها أولسون على إبر “مونجارو” (Mounjaro)، شعر بالتحرر من “الصوت الذي يلح عليه بتناول الطعام، حيث لم تعد البطاطس المقلية أو الكعك وحبوب الذرة (الخاصة بوجبة الإفطار) تغريه”.
لكن حينما توقف عن تناول الدواء، “وهو قرار شائع بين الذين يستخدمون أدوية مثل Mounjaro أو Ozempic (أوزيمبك) لفقدان الوزن”، جاءت التحديات مرة أخرى، حيث الإفراط في تناول الطعام، والمزيد من التمارين الرياضية، بالإضافة إلى الصراعات العقلية والنفسية المتعلقة بقوة الإرادة والدوافع.
عامل مهم للمحافظة على “الوزن الجديد” بعد التوقف عن تناول أدوية إنقاص الوزن
كشفت دراسة جديدة أن ممارسة الرياضة تساعد الأشخاص الذين استفادوا من أدوية إنقاص الوزن في عدم استعادة الوزن غير الصحي بعد التوقف عن الحصول على تلك الأدوية، بحسب صحيفة “واشنطن بوست”.
وقال أولسون، وهو محرر صحفي لدى “وول ستريت جورنال” يغطي قطاعي الرعاية الصحية والتكنولوجيا، إن “السبب وراء التوقف عن تناول الدواء كان السعر، موضحا: “كنت أدفع 1000 دولار شهريا لأن معظم شركات التأمين لا تغطي هذه الأدوية، إلا لاستخدامها الأساسي، وهو علاج مرض السكري”.
وعلى الرغم من خسارة الوزن، فإن أولسون كان مترددا أيضا بشأن فكرة الاعتماد على هذه الأدوية مدى الحياة، كما توصي الشركات المنتجة.
وحسب “وول ستريت جورنال”، فقد أظهر عدد من الدراسات السريرية أن أولئك الذين يتوقفون عن الحصول على تلك الإبر “يمكنهم استعادة الوزن المفقود بسرعة”، مما دفع شركتي الأدوية Eli Lilly و Novo Nordisk إلى التوصية بأن يظل المرضى على هذه الأدوية، ربما مدى الحياة.
ورغم أن أولسون حاول تنظيم تناول الطعام خلال العمل والابتعاد عن الوجبات الخفيفة، فإنه بحلول موعد العشاء، يزاد شعوره بالجوع الشديد، مما أدى إلى تناول الطعام بشكل مفرط، وفي غضون نحو شهرين من التوقف عن الدواء، زاد وزنه بنحو 2.3 كيلوغرام، حسب الصحيفة.
في المقابل، وجدت دراسة أجرتها “Epic Research”، أن أكثر من نصف المشاركين حافظوا على وزنهم، أو فقدوا المزيد، بعد عام واحد من التوقف عن تناول الأدوية، وأن واحدا من كل 5 أشخاص ضاعف خسارة وزنه، حسب “وول ستريت جورنال”.
لهذا قال أولسون: “كنت مصمما على أن أكون أشكّل واحدة من قصص النجاح، وأكتشف ما يجب فعله لمنع تلاشي تأثيرات الدواء”.
وإلى جانب تحرره من إدمان السكر، الذي كان بمثابة نقطة إيجابية واضحة خلال تعاطيه لمونجارو، عمل أولسون في البحث عما يمكنه فعله للشعور بالشبع أكثر، ومحاكاة تأثير الإبر بشكل أساسي.
ما الذي يجب مراعاته قبل تناول أدوية فقدان الوزن “الشهيرة”؟
لجأ كثير من المصابين بالسمنة إلى الأدوية الجديدة لفقدان الوزن، وهي التي طورت أساسا لعلاج مرضى السكري من النوع الثاني.
ووفق الصحيفة، اتجه أولسون إلى الأطعمة الغنية بالبروتين، حيث أثبتت بعض الدراسات العلمية أن الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين تساعد على الشعور بالشبع.
كما اتجه أيضا إلى تمارين رفع الأثقال أو المقاومة، التي تظهر الأبحاث أنها يمكن أن تساعد في تقليل خطر استعادة الوزن بعد فترة من فقدان الوزن الكبير.
وأكد أولسون أنه بعد القيام بذلك بدأت الأمور “تنجح”، حيث كلما زاد تناول البروتين قل شعوره بالجوع، ووفر هذا له راحة من “الأصوات التي تحثه على الإفراط في الأكل”.
وأضاف: “كثفت تمريناتي إلى حوالي 12 ساعة في الأسبوع، نصفها في غرفة رفع الأثقال، وبدأت في تناول اللحوم والجبن مثل أبطال ملاكمة الوزن الثقيل”.
لكن مع مرور الوقت، أصيب الرجل بما يسمى بـ “إرهاق اللحوم” (شعور بالخمول والتعب)، حيث أصبح من الصعب عليه تناول تلك الوجبة الثانية أو الثالثة من اللحوم، مما دفعه إلى التركيز أيضا على الألياف التي تساعد على زيادة الشعور بالشبع، مثل الأفوكادو والتوت الأزرق وبعض الفواكه والخضراوات الأخرى.
ولفت إلى أنه نجح في فقدان الوزن الذي اكتسبه بعد التوقف عن الدواء.
تغييرات طفيفة “على الميزان”.. لماذا لا تنجح أدوية إنقاص الوزن الشهيرة مع بعض الأشخاص؟
في الوقت الذي تحقق فيه الأدوية الشهيرة لفقدان الوزن التي تعرف باسم “GLP-1” نجاحا كبيرا، يظل هناك بعض الأشخاص الذين لا يفقدون الكثير من الوزن الزائد عند تناولهم لهذه الأدوية، وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.