بعد 3 أيام.. أول تعليق رسمي لحماس على الهجوم الذي شنّته إيران على إسرائيل

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

أطلقت إيران في أول هجوم مباشر لها على إسرائيل، وابلا من الطائرات دون طيار والصواريخ لمدة 5 ساعات، حيث كانت مسيّرات “شاهد 136” محور الهجوم الذي وقع ليل السبت الأحد، حسب صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية. 

وتضمن الهجوم الإيران نحو 170 طائرة دون طيار من طراز “شاهد 136” و120 صاروخا باليستيا و30 صاروخ كروز، وفقا للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، الذي أعلن أن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت “99 بالمئة” من الأهداف بمساعدة الولايات المتحدة وبريطانيا.

وحسب الصحيفة، دمرت القوات الأميركية والأوروبية أكثر من 80 طائرة إيرانية دون طيار قبل وصولها إلى المجال الجوي الإسرائيلي، وفقا لبيان صادر عن القيادة المركزية الأميركية.

ويشير إطلاق إيران لعشرات الطائرات دون طيار من طراز “شاهد 136″، إلى أنها كانت أكثر اهتماما بإرسال رسالة إلى إسرائيل بدلا من ضرب أهداف عسكرية أو مدنية محددة، حسب “واشنطن بوست”، حيث إن المسيرة الإيرانية التي تستخدمها روسيا أيضا أقل فتكا بالمقارنة مع الصواريخ الدقيقة الأخرى.

وأكد هذا صموئيل بنديت، عضو برنامج الدراسات الروسية في “Center for Naval Analyses” في فيرجينيا، الذي قال للصحيفة: “شاهد طائرة دون طيار بطيئة وتحلق على ارتفاع منخفض. وكانت إيران تعلم أنه سيتم إسقاطها. وإنها طريقة رخيصة لإعلام خصمك بأن الدفاع ضد شاهد سيكون مرهقا ومكلفا”.

ما هي طائرات “شاهد 136″؟

بطول 3.3 متر ووزن 200 كيلوغرام، تستطيع طائرة “شاهد 136” دون طيار، حمل أكثر من 45 كيلوغراما من المتفجرات إلى أهداف محددة مسبقا على بعد يصل إلى 2400 كيلومتر، حسب “واشنطن بوست”.

وقال محلل الشؤون الإيرانية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في برلين، فابيان هينز، إن “الحجم والمدى ووزن الرأس الحربي والمحرك هو من يميز طائرة (شاهد 136) في مجال حرب الطائرات دون طيار”.

وأضاف: “شوهدت طائرة شاهد لأول مرة عام 2014 في معرض عسكري بإيران، تحت اسم (شاهد 131). ثم قام بعد ذلك الحرس الثوري، بإدخال تحسينات على هذا النموذج وتطويره إلى (شاهد 136)”. 

ماذا كشفت صور حطام صواريخ في الهجوم الإيراني على إسرائيل؟

أوضحت شبكة “سكاي نيوز ” البريطانية في تقرير ميداني أن معاينة  صواريخ بالستية إيرانية سقطت في إسرائيل تكشف أن تلك الهجمات لم تكن بـ”أبعاد رمزية”، وأن لو سقط أحد تلك المقذوفات الضخمة على تجمع سكاني لتسبب بكارثة.

وتستخدم طائرة “شاهد 136” نظام توجيه عبر الأقمار الاصطناعية “يتوقع أن يكون دقيقا حتى حوالي خمسة أمتار”، حسب جيريمي بيني، المحلل في شؤون الشرق الأوسط لدى “Janes Defense Intelligence”.

ويتيح نظام التوجيه عبر الأقمار الاصطناعية، إلى جانب الهوائيات المقاومة للتشويش، للطائرة دون طيار الحفاظ على مسار طيران دقيق يتجاوز بكثير مدى الطائرات دون طيار التي يتم التحكم فيها باستخدام إشارات الراديو، وفق الصحيفة.

وأضاف بيني: “يُقال إن الرأس الحربي لطائرة (شاهد 136) يزن 50 كيلوغراما، وهو لا يبدو كبيرا عند مقارنتها بأصغر قنبلة قياسية على طائرة عسكرية، والتي تزن 227 كيلوغراما. ومع ذلك، إذا كنت تستطيع إصابة الهدف بدقة، فلا تحتاج بالضرورة إلى رأس حربي كبير”.

وأتاح الجمع بين المتفجرات خفيفة الوزن نسبيا ونظام توجيه عبر الأقمار الاصطناعية التجارية لإيران إنتاج طائرات “شاهد 136” دون طيار بتكلفة منخفضة لا مثيل لها، حسب “واشنطن بوست”.

وقال بيني: “إنها بطيئة جدا وصاخبة للغاية، لكنها رخيصة”، مقدرا أن تكلفة إنتاج طائرة “شاهد 136” تبلغ 50 ألف دولار فقط.

وأضاف: “عادة ما يكلف صاروخ كروز أكثر من مليون دولار. وبالتالي إذا تمكنت من جعل خصمك يستخدم صاروخ أرض-جو يكلف مليون دولار لإسقاط مسيرة تكلف 50 ألف دولار، فهذا جيد”.

غير “القبة الحديدية”.. ما هي أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية الأخرى؟

بعد أيام من الترقب، شنت إيران هجوما غير مسبوق بالصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل، مساء السبت الأحد، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي، عن إحباطه بإسقاط 99 بالمئة منها، فيما لم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو أضرار جسيمة بعد الضربات.

ويعتبر أسطول الطائرات الإيرانية دون طيار مثالي لمثل هذا الهجوم الذي نفذ على إسرائيل ليل السبت الأحد، حيث تعمل جنبا إلى جنب مع الذخائر الأكبر في هجمات جوية منسقة، حسب “واشنطن بوست”.

وقال هينز: “عندما ظهرت طائرة شاهد 136 لأول مرة، أطلق عليها لقب صاروخ كروز للفقراء لأنها أرخص وأبسط. ولكن إذا كانت أرخص وأبسط، فيمكن بناء المزيد منها، خصوصا أنها لا تُستخدم فقط على المستوى التكتيكي، وتُستخدم إلى جانب أسلحة استراتيجية أكثر وبعيدة المدى”.

وحسب “واشنطن بوست”، وافق المسؤولون الإيرانيون على نقل تصميمات ومكونات رئيسية للطائرة دون طيار إلى روسيا في نوفمبر 2022، مما سمح للقوات الروسية بربط طائرة “شاهد 136” بصواريخ تكتيكية أكبر لإغراق قوات الدفاع الأوكرانية واستهداف البنية التحتية المدنية.

وكشف مسؤولون غربيون منذ ذلك الحين عن خطط موسكو لتصنيع 6000 طائرة مسيّرة بحلول عام 2025، وهي عبارة عن نسخ من طائرة “شاهد 136” الإيرانية مع إدخال تحسينات على النموذج الأصلي.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *