كشفت صحيفة “بوليتيكو” الأميركية أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أخبر مسؤولين أميركيين سراً أنه يريد التفاوض بشأن إبقاء القوات الأميركية في العراق على الرغم من تصريحاته الأخيرة التي ذكر فيها أنه يريد منها الخروج من البلاد.
وقالت الصحيفة إنها حصلت على برقية صادرة عن وزارة الخارجية الأميركية بتاريخ السادس من الشهر الجاري تشير إلى أن “كبار مستشاري السوداني أبلغوا مسؤولين أميركيين أن تصريحاته الأخيرة كانت محاولة لإرضاء الجماهير السياسية المحلية”.
وأضافت البرقية، وفقا للصحيفة، أن “السوداني نفسه ملتزم بالتفاوض بشأن الوجود المستقبلي لقوات التحالف في العراق”.
الصحيفة ذكرت أنه “وفي حين تم إخبار المسؤولين الأميركيين بأن العراق على استعداد لمناقشة إبقاء القوات الأميركية في البلاد، إلا أن من المحتمل أن تجبر الضغوط السياسية داخل البرلمان العراقي البلاد على اتخاذ خطوات لإخراج القوات الأميركية”.
الصحيفة ذكرت أن مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض رفض التعليق على البرقية، فيما لم تستجب وزارة الخارجية الأميركية على طلب بوليتيكو للتعليق.
وكذلك اعتذر مستشار باسم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن التعليق لموقع “الحرة”.
وتعليقا على المواقف العراقية الأخيرة الداعية إلى عدم حاجة العراق لبقاء القوات الأميركية على أراضيه قالت متحدثة باسم الخارجية الأميركية للحرة “نقدر علاقتنا الشاملة مع العراق والتي نتعاون فيها حول مجموعة واسعة من القضايا”.
وأضافت المتحدثة “تم تشكيل التحالف الدولي لهزيمة داعش قبل عشر سنوات وحقق نجاحا هائلا في دعم قوات الأمن العراقية والشعب العراقي أثناء هزيمتهم لداعش بعد تكلفة وتضحيات هائلة”.
وتابعت المتحدثة: “نحن منخرطون في عملية منسقة ومدروسة مع حكومة العراق لمناقشة تطور تلك المهمة بطريقة تحافظ على هذه المكاسب وتساعد على ضمان عدم تمكن داعش من الظهور مرة أخرى”.
وختمت المتحدثة “لا أريد استباق هذه العملية المتواصلة”.
كذلك أحالت المتحدثة “الحرة” لتصريحات سابقة لمتحدث باسم وزارة الدفاع بهذا الشأن.
وكان الميجر جنرال بالقوات الجوية باتريك رايدر في إفادة صحفية “في الوقت الحالي ليس لدي علم بأي خطط (للتخطيط للانسحاب). نواصل التركيز بشدة على مهمة هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية”.
وأضاف أن القوات الأميركية موجودة في العراق بدعوة من الحكومة هناك.
وقال رايدر إنه ليس لديه علم أيضا بأي إخطار من بغداد لوزارة الدفاع حول قرار بسحب القوات الأميركية، وأحال الصحفيين إلى وزارة الخارجية الأميركية بخصوص أي مناقشات دبلوماسية حول الموضوع.
وكان السوداني قال إن العراق يريد خروجا سريعا ومنظما للقوات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة من أراضيه عن طريق التفاوض، لكنه لم يحدد موعدا نهائيا، ووصف وجود تلك القوات بأنه مزعزع للاستقرار في ظل التداعيات الإقليمية لحرب غزة.
وذكر السوداني في مقابلة مع رويترز في بغداد، الثلاثاء، إن هناك حاجة لإعادة تنظيم هذه العلاقة حتى لا تكون هدفا أو مبررا لأي طرف سواء كان داخليا أو خارجيا للعبث بالاستقرار في العراق والمنطقة. وأضاف أن خروج تلك القوات يجب أن يتم عبر التفاوض.
العراق يسعى لخروج “سريع ومنظم” لقوات التحالف الذي تقوده واشنطن
قال رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إن العراق يريد خروجا سريعا ومنظما للقوات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة من أراضيه عن طريق التفاوض، لكنه لم يحدد موعدا نهائيا، ووصف وجود تلك القوات بأنه مزعزع للاستقرار في ظل التداعيات الإقليمية لحرب غزة.
ويوم الجمعة الماضي جدّد السوداني موقف بلاده “الثابت” بإنهاء حضور التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية الذي تقوده واشنطن بعد “انتهاء مبررات وجوده”.
وجاءت تصريحات السوداني، التي ألقاها خلال حفل تأبيني في الذكرى السنوية الرابعة لمقتل القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، غداة ضربة أميركية في بغداد أودت بقيادي في فصيل موال لإيران. وجاءت كلمة السوداني.
وقتل قيادي عسكري وعنصر في حركة النجباء بقصف استهدف مقرا للحشد الشعبي في بغداد الخميس، في ضربة أكدت واشنطن شنها “دفاعا عن النفس”، واعتبرها العراق “اعتداء” عليه.
وكانت حكومة السوداني المدعومة من تيارات وأحزاب مقربة من طهران، قد أكدت في الأسابيع الماضية رغبتها في إنهاء وجود القوات الأجنبية في البلاد، لكن موقفه الأخير يأتي في ظلّ توترات متصاعدة في العراق على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في أكتوبر، تتعرض القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي المنتشرة في العراق وسوريا منذ العام 2014، لهجمات بشكل شبه يومي.
وتتبنى معظم تلك الهجمات “المقاومة الإسلامية في العراق” التي تجمع فصائل حليفة لإيران ومرتبطة بالحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل مسلحة باتت منضوية في القوات الرسمية العراقية. وتندد الفصائل بالدعم الأميركي لإسرائيل في حربها ضد الحركة الفلسطينية.
وفي أواخر العام 2021، أعلن العراق انتهاء المهمة “القتالية” للتحالف، وتحوّلها إلى مهام “استشارية”. وتنشر واشنطن 2500 عسكري في العراق ونحو 900 في سوريا في إطار هذا التحالف.
ويضمّ التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، دولا أخرى مثل فرنسا وإسبانيا. وأنشئ قبل نحو عشر سنوات لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية الذي كان يسيطر على مساحات شاسعة من العراق وسوريا.